كورونا يعزل الإليزيه… ومسؤولين أوروبيين
أدخلت إصابة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس بفيروس كورونا المستجد عددا من المسؤولين الفرنسيين والأوروبيين حجرا صحيا طوعيا أمس ما أدى إلى تغيير جذري في الأجندة السياسية والدبلوماسية.
في خط مواز من المتوقع أن يحصل كل من الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ومايك بنس نائب الرئيس المنصرف على اللقاح المضاد للفيروس بشكل علني لتعزيز الثقة الشعبية فيه.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنه بعد التشخيص الذي أتى بناء على فحوص الكشف عن كوفيد-19 «أُجريت بعد ظهور أولى الأعراض»، سيخضع رئيس الجمهورية «للعزل لمدة سبعة أيام» لكنه «سيواصل عمله وأنشطته عن بعد». ولم يفصح عن تفاصيل تتعلق بحالة الرئيس الصحية أو الأعراض التي ظهرت عليه.
وأضاف أنه بدأ بحملة تتبع ورصد استهدفت عددا من قادة دول الاتحاد الأوروبي وكبار المسؤولين الذين التقوا به الأيام القليلة الماضية.
من جهة أخرى أكد الإليزيه إلغاء زيارات ماكرون الخارجية ومن بينها لبنان.
وحضر ماكرون قمة أوروبية الأسبوع الماضي التقى خلالها بعدد من زعماء الاتحاد الأوروبي لمناقشة ميزانية التكتل وملف التغير المناخي والخلافات مع تركيا.
ووضع رئيس الحكومة الفرنسية جان كاستيكس نفسه «في العزل» باعتباره «مخالطاً» لماكرون، «رغم أنه لا يعاني من أي أعراض»، على ما أعلن مكتبه الإعلامي.
وأجرى كاستيكس احترازياً، فحص «بي سي أر» صباحا أتت نتيجته سلبية.
وعزل رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران نفسه أيضا. فهو شارك مساء أمس الأول في عشاء أقامه الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه مع نحو عشرة من المقربين منه.
وبعيد هذا الإعلان، قالت إسبانيا والبرتغال إن رئيسي حكومتيهما وضعا نفسيهما في الحجر.
ففي مدريد، وضع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز نفسه في العزل حتى 24 الجاري بعدما التقى الاثنين الرئيس الفرنسي، وفق ما أعلن مكتبه الإعلامي.
وقال قصر مونكلوا في بيان إن سانشيز «سيخضع بدون تأخير لفحص لمعرفة وضعه» كما أنه «سيلتزم الحجر حتى 24 كانون الأول الجاري، عندما ستكون قد مضت عشرة أيام على لقائه الرئيس ماكرون في باريس».
وفي لشبونة، أعلن مجلس الوزراء البرتغالي وضع رئيس الحكومة أنطونيو كوستا في «العزل» بعد محادثاته الأربعاء مع ماكرون.
وقال مكتبه في بيان إنه سيبقى في العزل حتى «تقييم مستوى الخطر من قبل السلطات الصحية».
لكنه أكد أنه «لم تظهر عليه أي أعراض» وخضع لفحص كوفيد-19 أمس.
والخطوة نفسها قام بها رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي التقى الاثنين ماكرون.
لكن المتحدث باسم ميشال قال إنه «تبلغ من السلطات الفرنسية أنه لا يُعتبر حالة مخالطة. فهو يجري بشكل منتظم فحوصاً وقد جاءت نتيجة فحص أجراه الثلاثاء، سلبية. لكن احترازياً، سيخضع للعزل».
وقد التقى ماكرون أيضا رئيسة المفوضية الوروبية أورسولا فون دير لايين والأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي انخيل غوريا. ولم يعلن هذان الأخيران إن كان سيعزلان نفسيهما.
وتمنى الكثير من قادة الدول الأجانب للرئيس الفرنسي الشفاء العاجل من بينهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي أصيب بالمرض وادخل العناية المركزة في الربيع الماضي.
وكتب في تغريدة «أنا آسف جدا لإصابة صديقي إيمانويل ماكرون بكوفيد-19. نتمنى له الشفاء العاجل».
وقالت فون دير لايين في تغريدة أيضا «عزيزي إيمانويل ماكرون اتمنى لك الشفاء العاجل».
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي التقى ماكرون الأسبوع الماضي في باريس دعم بلاده لفرنسا في جهودها لاحتواء انتشار الفيروس.
أما زوجة الرئيس الفرنسي بريجيت ماكرون فهي «لا تعاني من أي أعراض» وخضعت لفحص اتت نتيجته سلبية الثلاثاء قبل أن تقوم بزيارة إلى قسم الأطفال في مستشفى سان لوي في باريس.
من ناحية أخرى، أفادت «سي إن إن» الأميركية بأن الرئيس المنتخب جو بايدن سيحصل على اللقاح المضاد لفيروس كورونا مطلع الأسبوع المقبل.
وذكرت الشبكة أن بايدن يخطط لأخذ اللقاح بمكان عام، ونقلت عن مصادر «مطلعة» أن التأخير كان بسبب الإجراءات اللوجستية للتطعيم في مكان عام.
وكان بايدن ونائبته كامالا هاريس عقدا قبل أيام اجتماعا عبر الإنترنت مع أكثر من 30 حاكما للولايات الأميركية، ركز على تداعيات جائحة كورونا.
وخلال الاجتماع الذي شارك فيه فريق بايدن المكلف بمكافحة فيروس كورونا، أشار الرئيس المنتخب إلى أن أولوياته بشأن التصدي للجائحة، خلال أول 100 يوم من إدارته، ستركز على 3 محاور: التلقيح، والتركيز على ارتداء الكمامات، وإعادة فتح المدارس.
وأشارت وكالة رويترز إلى أن مايك بنس نائب الرئيس الحالي وزوجته كارين سيحصلان على اللقاح المضاد للفيروس أمام الملأ اليوم.
إلى ذلك أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أنه سيتلقى اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجدّ «ما إن يصبح ذلك ممكناً» لفئته العمرية، مشيداً بلقاح «سبوتنيك-في» الروسي الذي اعتبر أنه «جيد وآمن».
وقال الرئيس البالغ 68 عاماً في مؤتمره الصحافي السنوي «أسمع توصيات خبرائنا وبالتالي، في الوقت الراهن وبناء على ما يوصي به الخبراء، لم أتلقَ (اللقاح) بعد، لكنني سأتلقاه بالتأكيد ما إن يصبح ذلك ممكناً».
وأضاف بوتين الذي كان يردّ هذا العام على أسئلة الصحافيين عبر الفيديو، «لدينا لقاح جيّد: آمن وفعّال في الوقت نفسه (…) مع مستوى حماية يراوح بين 96 و97% بحسب الخبراء».
وكان بوتين أعلن في آب أن روسيا هي أول دولة في العالم تسجّل لقاحاً مضاداً لكوفيد-19 وأن ابنته قد تلقته.
وأثار اللقاح الروسي الذي سُمّي «سبوتنيك-في» نسبة لأول قمر صناعي في العالم أطلقه الاتحاد السوفياتي عام 1957، شكوكاً على المستوى الدولي إذ اعتبر كثرٌ أن الإعلان عن ترخيصه سابق لأوانه، قبل حتى بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية ونشر النتائج العلمية.
وقال بوتين إنه يتوقع أن تكون لدى بلاده بحلول العام المقبل «ملايين الجرعات من اللقاح».