اضطرابات النطق بعد الجلطة الدماغية وعلاجها كيف تؤثر السكتة الدماغية على أجزاء الدماغ المسؤولة عن عمليات التواصل؟

اضطرابات النطق بعد الجلطة الدماغية وعلاجها

كيف تؤثر السكتة الدماغية على أجزاء الدماغ المسؤولة عن عمليات التواصل؟

من الوارد جدًا أن تؤثر الجلطة الدماغية عند حدوثها على عدد من المناطق في الدماغ محدثةً ضرر في تلك المناطق وبالتالي تعطل الوظائف من الجسم المسؤولة عنها تلك المناطق، وقد يكون الضرر خفيف ومؤقت ويمكن أن يزول تدريجيًا بعد تعافي المريض أو قد يكون الضرر الحاصل كبير وقد يؤدي إلى فقدان الوظيفة المسؤولة عنها تلك المنطقة كليًا.

تأثر القدرة على النطق والكلام بشكل طبيعي واحدة من أبرز المشاكل التي قد يعاني منها ممن يتعرضون للجلطة الدماغية، ويختلف الأمر بين كل حالة وأخرى ما بين حالات تغدو غير قادرة على النطق بعد الجلطة الدماغية بشكل طبيعي كما قبل الجلطة، وأخرى قد تفقد القدرة على النطق كليًا.

 

أشكال اضطرابات النطق بعد الجلطة الدماغية

 

اضطراب النطق نتيجة ضعف العضلات

هناك عدة أشكال من اضطرابات النطق والتواصل بعد الجلطة الدماغية التي يمكن أن تحصل للمريض، أولها هو ضعف القدرة على النطق نتيجة ضعف عضلات الوجه واللسان المسؤول عن عملية النطق. ويعد هذا الشكل هو الاسهل والأبسط من اضطرابات النطق كونه يكون حالة مؤقتة خلال الفترة الأولى عدة أيام أو عدة أسابيع من وقت حصول الجلطة ومن ثم يتم التعافي من الحالة تدريجيًا وبشكل تلقائي.

التلعثم

 

الحالة الأخرى من اضطرابات النطق يعد الجلطة الدماغية هو التلعثم، وبهذه الحالة يكون المريض قادر على النطق ولكن بشكل غير طبيعي وإنما يواجه صعوبة في الكلام ويظهر التلعثم عليه بشكل واضح عند محاولة النطق. وقد يكون المريض غير قادر على تنظيم نبرة ومستوى صوته أو الاستمرار في نطق جملة حتى نهايتها.

خلل الأداء

بعض المرضى ممن يتعرضون للجلطة الدماغية ويعانون من اضطرابات النطق لاحقًا، يظهر عليهم الاضطراب على شكل صعوبة في تنفيذ الحركات العضلية اللازمة للنطق وإخراج الكلام، وهي الحالة التي تسمى خلل الإداء، وأيضًا هي مثل الحالة السابقة لا يمكن التعافي منها بشكل تلقائي وخلال فترة قصيرة.

فقدان القدرة على الكلام

 

وهي الحالة الأصعب من اضطرابات النطق بعد الجلطة الدماغية ويكون فيها المريض غير قادر على النطق وغير قادر الفهم على والاستيعاب كذلك. في هذه الحالة يفقد المريض القدرة على إيجاد الكلمات المناسبة لسياق الحديث، غير قادر على تركيب جملة كاملة ومتوازنة، غير قادر على الربط بين الكلمات، وتقتصر قدرته على التواصل في نطق الكلمات بشكل مفرد فقط، بالإضافة إلى أنه يواجه صعوبة في فهم كلام الأخرين.

والبعض ممن يعانون من هذه الحالة يواجهون صعوبةً أيضًا في الكتابة والقراءة. وكل هذا يكون نتيجة التلف الكبير الحاصل للمنطقة من الدماغ المسؤولة عن عمليات التواصل. وأحيانًا يكون التلف الحاصل انتقائي بعض الشيء أي يفقد المريض القدرة على التواصل في بعض النواحي ويحافظ على جوانب أخرى من عملية التواصل.

فمثلًا الأشخاص الذين يتقنون لغتين، قد يكونون بعد الجلطة أكثر قدرة على استخدام لغتهم الأم من اللغة الثانية المكتسبة، وهذا بسبب إن اللغة الأم أكثر ثباتًا في الدماغ وقد تكون مرتبطة بأجزاء ومناطق أخرى من الدماغ وليس فقط بالجزء المسؤول عن التواصل.

علاج اضطرابات النطق بعد الجلطة الدماغية

 

 

طبعًا لا يوجد علاج طبي محدد يستخدم في معالجة أي من اضطرابات النطق لدى المريض، وإنما يكون العلاج على شكل برامج تأهيل وعلاج سلوكي بحسب حالة المريض وما يعاني منه من أثار الجلطة.

وكانت قد اشارت العديد من الدراسات إلى فعالية برامج التأهيل في معالجة اضطراب النطق لدى المريض أو حتى التخفيف من الضرر الحاصل قدر الإمكان وإعادة تأهيل المريض للنطق بشكل طبيعي أو شبه طبيعي. وأكدت تلك الدراسات إلى أن اتباع أي من برامج التأهيل بعد الجلطة أفضل بكثير للمريض من عدم اتباع مثل تلك البرامج من حيث الفوائد والمنافع الصحية التي يمكن تحصيلها منها.

مثل هذه البرامج عادة ما تركز على تعليم المريض إعادة استخدام الوظائف المتعلقة بالنطق والتواصل عمومًا من استماع وفهم وقراءة وكتابة، إذ تشمل البرامج تمارين مختلفة من شأنها إعادة تأهيل المناطق من الدماغ المسؤولة عم عمليات التواصل وتدريب المريض على استخدام تلك الوظائف وتنفيذها.

ويقول المتخصصون بهذا الشأن إنه كلما كانت تلك التمارين وبرامج التأهيل المتبعة أكثر كثافة كلما ظهرت النتائج بشكل أفضل وأسرع، إذ تختلف المدة التي يحتاجها المريض بحسب الحالة الصحية ومقدار الضرر الحاصل، والبعض قد يحتاج الخضوع لأكثر من برنامج تأهيل واحد.

ولا بد من الإشارة أخيرًا إلى أن هذه البرامج تحتاج للوقت والصبر والمتابعة الطبية الدائمة، بالإضافة إلى ضرورة توفير الدعم الاجتماعي والأسري اللازم للمريض لحثه وتشجيعه على مواصلة العلاج والخضوع للبرنامج المتبع. إذ كثيرًا ما يفقد المرضى القدرة على مواصلة البرنامج نتيجة التعب النفسي الذي يعانيه المريض وغياب الدعم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى