لجامعات الخاصة… كواليس يكشفها طلابها والعاملون فيها
وطنية – في ظل الظروف القاهرة التي يواجهها التعليم في الجامعات الخاصة، من تداعيات جائحة كورونا والدولار الطالبي اضافة الى المشاكل في الجسم الإداري وسوء التنظيم بين المعنيين وانقطاع التواصل بين التلامذة والاساتذة، الطلاب يشكون.
من غير المقبول ان تكون الجامعات الخاصة غير قادرة على تنظيم برامج طلابها. ففي مدينة النبطية، معظم الاعتراضات كانت لطلاب قسم التمريض. تقول تالين: “لم يقدموا لنا اي شرح عن المواد وألزمونا بإجراء الامتحانات. من الظلم ان نرسب بمواد لم نقصر نحن فيها بل الدكاترة”.
ندى طالبة تمريض، تقول: “رغم الطقس والعواصف حضرت الى الجامعة لأشارك في الامتحان، تفاجأت انهم ارجأوه دون أن يبلغونا”.
لين، طالبة تمريض ايضا، اكدت ان “لا تنظيم في الجامعة. مثلا، تم ابلاغنا ان لدينا يوم الخميس محاضرة بال anatomy. وعندما دخلنا الصف اكتشفنا ان استاذا لمادة اخرى حضر الى القاعة”.
أما سامر، الطالب في احدى الجامعات الخاصة في بيروت، فيقول: “تقدمت الى امتحان الدخول الى كلية الصحة في الجامعة اللبنانية، ولكنهم أخذوا عددا قليلا رغم اني حصلت على درجة جيد في علوم الحياة”. ويضيف: “ليتني استطعت الدخول اليها، فكل شيء فيها افضل، لناحية الأساتذة والدروس والامتحانات، أنا دائما أستفيد من المعلومات من خلال بعض الأصدقاء في الجامعة اللبنانية”.
وتقول الطالبة شروق: “طلبت لقاء مديرة الجامعة لاقدم اعتراضا على الدكاترة لانني لا أفهم شرحهم، الا انها صدتني ولم تكترث لي. وبعد اصراري وبعض الأصدقاء على مقابلتها، تحدثنا اليها وتفاجأنا انها لا تعرف شيئا عن المواد التي ندرسها. وبعد التدقيق، علمنا ان المديرة لا علاقة لها باختصاصنا العلمي وقد تم توظيفها بالواسطة”.
واشارت طالبة الى ان “ثمن ثوب التمريض 120 الف ليرة، وقد طلبوا منا شراءه من احد المحال التي تعاقدوا معها، وذلك قبل يوم واحد من التدريب، فاضطررنا الى شرائه”.
تقول سيدرا الاستاذة في احدى الجامعات الخاصة: “هناك استغلال لا يوصف في الجامعات الخاصة، فالأستاذ يقدم أكثر من طاقته ومع ذلك لا يرضي عملنا الإدارة والتلامذة. لكن الطالب على حق لأنه سيد بماله”.
وتضيف: “ما زالوا يدفعون لنا 18 الف ليرة للحصة الواحدة، ولا يدفعون لنا فرق غلاء المعيشة، لكننا نحتاج للعمل”.
سالي الطالبة في احدى الجامعات الخاصة، تقول: “منذ أن بدأت جائحة كورونا لم نعد نتعلم بشكل صحيح. مثلا، حصرت الجامعة معظم المواد بدكتور واحد، وكل هذه المواد مفصلية بالنسبة لأختصاصنا، عليه أن يعطينا 6 مواد علمية أساسية. وقد أصبح غير قادر على أن يجيب على أسئلتنا وعلى الاستفسارات الضرورية التي نطلبها. جامعتنا تنتهج التعليم الشمولي لأنها تجارية جدا، وهمها أن تحد من عدد المعلمين وتوفر أجورهم، اكثر من ان تقدم الفائدة الأكاديمية”.
وتقول نادين عن تجربتها، وهي طالبة صيدلة في احدى الجامعات الخاصة: “اضطررت لترك الجامعة لأن أبي لم يعد بإمكانه ان يدفع الاقساط الباهظة، لم يبق لي الا فصل واحد وقيمته 4 الاف دولار، وهذا مبلغ كبير بالنسبة لأهلي. لم يعد لدينا اي أمل في بلدنا، سأضطر لأسافر لأعمل مع خالي واكمل تعليمي ولن أعود في ظل هذا الوضع السيء”.
وعن الدولار الطلابي تقول ملاك: “وعدونا بتسعيرة معينة للدولار الطالبي، وحتى اليوم ما زالت الأمور على حالها. لو كنت أعلم بأن الوضع سيتدهور هكذا، ما كنت لادخل الى جامعة خاصة”.
تقول ليا: “الحرقة في قلبي، لان أبي انهكته الشمس في الشوارع وترك اعماله ليشارك في التظاهرات. فليتطلع المسؤولون الى حالنا ويقدموا لنا بارقة أمل، لنكمل علومنا في وطننا”.
اختلفت ادارة الجامعات الخاصة على تسعيرة الدولار، البعض اعتمد 3900 ليرة للدولار الواحد، وأخرى أصرت على التسعيرة بحسب صرف اليوم، والنتيجة هي المعاناة التي يتكبدها الطلاب وذووهم، سواء في جامعات لبنان او في الخارج.