جبال عكار مساحة رحبة للسياحة البيئية والثلوج أكسبتها ميزة خاصة
وطنية – عكار الرائعة بطبيعتها في كل الفصول، يكتسب الشتاء فيها ميزته الخاصة مع تراكم الثلوج وتغطيتها للمرتفعات الجبلية كافة على ارتفاع 1200 متر وما فوق، الامر الذي شجع هواة التزلج في العمق، والمشي على الثلج بواسطة الراكيت ومحبي التخييم الثلجي لممارسة هواياتهم واختبار قدراتهم لخوض هذه المغامرات في فضاء واسع من المناظر الطبيعية الخلابة بالاساس، وقد شكل حضور الثلج إضافة جمالية لها.
وهذا الامر شجع الناشطين البيئيين الساعين دائما الى تقديم عكار بصورتها الفضلى والمتميزة كمساحة رحبة ومتميزة لتطوير السياحة البيئية الآخذة بالتوسع، وباتت تحظى باهتمام الكثيرين وعشاق الطبيعة الذين يقصدونها من مختلف المناطق ودول العالم، وإن بأعداد قليلة لاختبار مسارات الروعة والجمال فيها والمغامرات الرياضية، التي تحتاج للياقة بدنية وقدرات على تحمل البرد القارس والسير لمسافات طويلة في الهواء الطلق، مع احترام كلي لمسافات التباعد الاجتماعي وكل الارشادات الصحية المعطاة للحد من تفشي فيروس “كورونا”.
طالب
وقال الناشط البيئي والمرشد الجبلي في مجموعة “درب عكار” البيئية عثمان طالب، الذي يقود فريقا من الناشطين أقاموا مخيمهم الثلجي الاول في أعالي جرود مشمش: “مما لا شك فيه أن الجبال العكارية تعتبر واحة خصبة لكل أنواع رياضات الهواء الطلق، التي تندرج تحت مسميات السياحة البيئية، ويكتسب كل فصل من الفصول فيها نمطا معينا لرياضات مختلفة، ولطالما كان فصل الشتاء الغائب الابرز عن قائمة النشاطات حتى عاد اليه الزخم مع دخول العديد من الرياضات الشتوية الى ملعبه.
من التزلج الحر أو تزلج النزهة، الى المشي على الثلج عبر الراكيت، الى التخييم على الثلج، وهو النشاط الذي تستطيع من خلاله منح نفسك خلوة مع الطبيعة البيضاء، في وقت يعاني الكثيرون مرارة الحجر بين الجدران وخصوصا من أهل المدن”.
ولفت إلى أن “درب عكار رغم كل المحن التي أصابت بلدنا، والظروف القاسية التي خلفتها جائحة كورونا، يمنح الراغبين بممارسة هذه الرياضات فرصة للتمتع بالمناظر الجبلية الخلابة لغابات عكار، سبرا لاعماقها عبر المشي على الراكيت ووصولا الى موقع التخييم الذي يتطلب تجهيزات إضافية لتجاوز البرودة القاسية والحرارة المتدنية التي قد تصل لما دون السبع درجات تحت الصفر”.
وأشار الى أن “المخيم الثلجي المقام حاليا في جرود بلدة مشمش أعالي عكار، بعد العاصفة الاخيرة، هو بمثابة اختبار للجهوزية وسعيا لمزيد من التدريب للتحضير لهكذا نوع من المخيمات، التي تمر بمراحل عدة، بداية من تجهيز العتاد وما يتطلبه من تجهيزات وعدة تخييم وادوات واقية من الماء والرياح، وصولا لتجهيزات المنامة التي ينبغي ان تكون مناسبة لمستويات الحرارة المنخفضة، بالاضافة الى الاتهمام بتجهيزات الطعام الدافئة لمد الجسم بالطاقة اللازمة، خصوصا قبل وبعد نهار طويل من المشي على الثلج الذي يتطلب إضعاف الجهد المبذول خلال المشي العادي”، آملا بألا “تطول فترة الاغلاق العام كثيرا، حتى يتسنى للراغبين بخوض هذه المغامرة الفرصة قبل انتهاء الموسم الذي نأمل أن يحمل الخير والخيرات لجبالنا”.