وفاة النائب ميشال المر عن عمر ناهز الـ89 عامًا بعد معاناة مع المرض

ما زال وباء كورونا يفتك بأسماء لبنانية تركت بصمة وعلامة فارقة في التاريخ اللبناني. وبعد الموسيقار الكبير الياس الرحباني، خسر لبنان ركناً من أركان جمهورية الطائف، هو النائب ميشال المر الذي ارتبط اسمه بلقب “دولة الرئيس” كونه شغل لسنوات منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ثم منصب نائب رئيس مجلس النواب.

وقد رحل المر عن عمر ناهز 90 عاماً، بعدما خاض آخر معاركه السياسية والنيابية منفرداً في الانتخابات النيابية في المتن الشمالي عام 2018، واستطاع نيل حاصل انتخابي مكّنه من الفوز بأحد مقعديْ الروم الأورثوذكس في مواجهة 3 لوائح بعد افتراقه عن الرئيس ميشال عون، إحداها للتيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الطاشناق والحزب السوري القومي الاجتماعي، والثانية لحزب الكتائب، والثالثة للقوات اللبنانية.

وعُرف عن المر بأنه صانع الرؤساء، ولو كان مارونياً لكان على الأرجح انتُخب رئيساً في فترة التسعينات. وقد لعب المر أدواراً بارزة الى جانب رؤساء جمهورية، مثل الياس الهراوي، وإميل لحود، وميشال سليمان، وقبلهم الياس سركيس وبشير الجميّل. وكان المر قد ترأس كرئيس للسن جلسة انتخاب الرئيس نبيه بري في ولايته الحالية وهو تميّز بعلاقته وصداقته مع بري ومع حزب الطاشناق.

وسبق للمر أن نجا من محاولة اغتيال عام 1991، كذلك نجا نجله الوزير الياس المر من محاولة اغتيال مماثلة عام 2005. وقد اختلف المر مع شقيقه غبريال الذي خاض الانتخابات النيابية الفرعية في المتن في مواجهة ابنة شقيقه ميرنا، وفاز بالمقعد قبل أن يطعن المجلس الدستوري بالنتيجة.

وقد نعت عائلة المر فقيدها، وأكدت أنه “التزاماً بالاجراءات الرسمية المتخذة في حال الطوارئ الصحية لمكافحة وباء كورونا، وحرصاً على سلامة المحبّين والراغبين في وداع الرئيس المر، نشكر الجميع على محبتهم ونقدّر تفهمهم ونطلب منهم الصلاة على روحه في منازلهم، وعندما تسمح الظروف سنقيم قداساً عاماً على نية الرئيس الراحل”.

وفي المواقف، غرّد رئيس “تكتل لبنان القوي” النائب جبران باسيل عبر “تويتر” قائلاً: “غاب ميشال المر الذي طبع الحياة السياسية. اختلفنا معه في زمن الوصاية وتفاهمنا بعد انتهائها. انتخابيا تحالفنا وافترقنا ولكننا قدّرنا دائماً محبة الناس له. الرحمة لك ابو الياس والعزاء للعائلة ولمناصريك في المتن الحبيب”.

وكتب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية عبر “تويتر”: “ميشال المر كان خصماً شريفاً حين يخاصم وصديقاً عزيزاً وكم نفتخر بصداقته. خسره اليوم المتن وكل لبنان. رحمه الله”.

وكتب النائب فريد الخازن: “دولة الرئيس ميشال المرّ رجلٌ في زمن الرجال وبعد أفول ذلك الزمن بقيَ وحده شامخاً كجبل الأرز الله يرحمه”.

 ونعى النائب إبراهيم كنعان الراحل قائلاً: “يؤلمنا رحيل النائب ميشال المر في هذه المرحلة الصعبة، من دون أن يحظى بوداعٍ يستحقّه فهو، سواء حالفته أو خالفته، لا يمكنك أن تتنكّر لحضوره الفاعل وبصماته متنياً ووطنياً “.