عودة مطار حلب.. رسالة متعددة الاتجاهات من الأسد

عودة مطار حلب.. رسالة متعددة الاتجاهات من الأسد

بعد استئناف حركة الطيران التي توقفت منذ شباط الماضي بسبب جائحة كورونا وقبلها 8 سنوات بسبب الحرب، وصلت إلى مطار حلب الدولي أول رحلة مدنية سورية قادمة من مطار بيروت، في 15 تشرين الثاني الفائت. وفي حين أكّد مدير عام الطيران المدني السوري، المهندس باسم منصور، أنّ “عودة المطار إلى العمل واستئناف حركة الطيران للدول المجاورة يسهم في دوران عجلة الاقتصاد وإعادة الألق إلى مدينة حلب السياحية”، حذّر موقع “المونيتور” الأميركي من النفوذ الإيراني في مطار حلب.

في قراءته، انطلق الموقع من أهمية مطار حلب الاستراتيجية (يقع على بعد نحو 5 كيلومترات شرق المدينة)، موضحاً أنّه يخدم المدينة وريفها، أي المنطقة التي تُعتبر عاصمة سوريا الاقتصادية. وتابع الموقع بالقول إنّ القوات الإيرانية والمجموعات التابعة لها سيطرت على المطار في منتصف العام 2012، لافتاً إلى أنّها “حوّلت المطار ومحيطه إلى منطقة نفوذ لنقل المجندين والأسلحة للقتال إلى جانب قوات النظام”، على حدّ تعبيره.
الحكومة السورية توافق على إعادة تشغيل مطارات حلب واللاذقية والقامشلي
عون ـ الحريري… القصة طويلة!

توازياً، تطرّق “المونيتور” إلى مطار النيرب العسكري المجاور لمطار حلب، قائلاً إنّ القوات الإيرانية استخدمته أيضاً، لا سيما اللواء 80″. إشارة إلى أنّ المنطقة شهدت معارك ضارية بين المعارضة والجيش السوري بين 2012 و2016، بحسب ما أضاف الموقع. وعلى الرغم من استعادة الجيش السوري السيطرة على أحياء شرق حلب مع مغادرة المعارضة في 2016، قال الموقع إنّ القوات الإيرانية أبقت سيطرتها على المطاريْن، مضيفاً أنّ المواقع الإيرانية تعرّضت لضربات إسرائيلية جوية. وعليه، كتب الموقع قائلاً إنّه لم يُعرف ما إذا أخلت القوات الإيرانية المطاريْن ومحيطهما.

بلال سطوف، الباحث في العلوم السياسية، استبعد في حديث مع الموقع تخلي القوات الإيرانية عن مطاريْ حلب والنيرب، معللاً بالقول: “يُنظر إلى المطاريْن باعتبارهما جسريْن جوييْن هاميْن بين إيران وسوريا، وهما بعيدان نسبياً عن الحدود الإسرائيلية”، بحسب تعبيره.
عن استئناف الرحلات التجارية، قال سطوف: “لا يمكن اعتبارها دليلاً إلى قدرة (الرئيس السوري بشار) الأسد على إعادة الاستقرار في سوريا”، مضيفاً: “تدير إيران المطار بالكامل في الوقت الراهن، في حين أنّ الحكومة السورية موجودة للشكليات فحسب”.

من جانبه، استبعد الباحث والمحلل الاقتصادي السوري، يونس الكريم، تخلي القوات الإيرانية عن مكاسبها في المطاريْن، قائلاً إنّ الجيش السوري يحاول، منذ استعادته السيطرة على أحياء شرق حلب في نهاية 2016، التوصل إلى اتفاق لضمان استئناف العمليات في المطار. وهنا، أوضح الكريم: “مثّل الصينيون ربما الخيار المفضل بالنسبة إلى النظام”، مشيراً إلى أنّ الأخير “يحاول تخفيف السيطرة الروسية-الإيرانية على الدولة السورية. ومع ذلك، يبدو أنّ العرض لم يعجب الصينيين”. كريم الذي أبرز أهمية حلب في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في سوريا، تحدّث عن تعددية المكونات السورية من أرمن وآشوريين، معتبراً أنّ النظام يحاول بعث رسالة تفيد بأنّ “المنشأة الحيوية الأهم تعود إلى العمل، ورسالة أخرى إلى تركيا وروسيا وقوات سوريا الديمقراطية تفيد بأنّه لم يتخلَّ عن الجزء الشمالي (من سوريا) الذي عاد تحت سيطرته”. لقراءة المقال كاملاً على “المونيتور”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى