إن الشعوب البسيطة تتهم بإستخدامها للألوان الفاقعة انها معدومة الذوق
ولكن حقيقة الأمر أن هذا النقد هو انعدام فهم ووعي
فالشعوب المشمسة و الحارة هي من لديها ثقافة الوان الفاقعة ، بعكس الشعوب التي تنعدم عندها الشمس اغلب العام وبالكاد تشرق قليلا جدا تجدهم ملتزمين بالالوان الداكنة والوانهم باهتة .
كل الشعوب تأخذ أذواقها من الطبيعة بدون اي تزييف .
الشعوب الاولى توفر لهم تلك الميزة ميزة حرارية في الألوان الفاقعة والفاتحة انها تعكس ضوء الشمس ، وبالتالي الحرارة الصادرة منها فتقلل من تأثير حرارة الشمس عليها .
والشعوب الثلجية أو الباردة تستخدم الالوان الداكنة لأنها تمتص الحرارة فتزيد الشعور بالدفء ، والألوان الباهتة تعبر عن غياب ضوء الشمس الذي يظهر الالوان ويوضحها في الطبيعة من خلال قلة أشعة الساقطة على الأشياء فتعكس الالوان بضعف . لأن الإشعاع قليل ، وبالطبع تعلمون آلية امتصاص السطح الملون لكل اطياف الضوء السبعة ، وتعكس فقط الطيف الذي عليه لون الشئ بنفس التردد الموجي . فنرى لونه .
اي أن اللعبة كلها لعبة ضوئية ليس أكثر ، ولكن لعنة الارتباط الشرطي التي تسكن مع الإنسان كظله في اي زمان ومكان جعلت بعض البشر يقول أن منحنى الحضارة الذي في قِمّته _ الآن فقط _ في الدول الباردة يعتقدون أن من أسباب الذوق والشياكة الالوان الباهتة ، وبالتالي يعتقدون أن بسبب منحنى الحضارة الذي في قاعه الدول الحارة _ الآن فقط _ أن ألوانهم الزاهية هي من انعدام الذوق _ أو الفلح كما ينعت بعض البورجوزايون المدعون لدينا في مصر عن تلك الألوان _
اعتقد أن الهند بدأت تخرج من ذلك التصنيف . واعتمدت بعض قيمة الالوان الفاقعة فهي دولة قوية بقوتها التكنولوجية والسياسية الحالية وهي في مصاف دول العالم الثاني .
واعتقد لو أن ڤان جوخ أو اي فنان من المدرسة الانطباعية سمع راي الناس في تهمة زهو الالوان وقيمة الضوء انها انعدام ذوق . لقرر اما حرق لوحاته أو حرق الكوكب كله ليرسم على ضوء لهيبه وهو يتراقص .