فاقع وباهت

أ. ماجد الحداد
باحث في الانثروبولوجي ومقارنة الأديان وعلم المصريات

إن الشعوب البسيطة تتهم بإستخدامها للألوان الفاقعة انها معدومة الذوق

ولكن حقيقة الأمر أن هذا النقد هو انعدام فهم ووعي

فالشعوب المشمسة و الحارة هي من لديها ثقافة الوان الفاقعة ، بعكس الشعوب التي تنعدم عندها الشمس اغلب العام وبالكاد تشرق قليلا جدا تجدهم ملتزمين بالالوان الداكنة والوانهم باهتة .

كل الشعوب تأخذ أذواقها من الطبيعة بدون اي تزييف .

الشعوب الاولى توفر لهم تلك الميزة ميزة حرارية في الألوان الفاقعة والفاتحة  انها تعكس ضوء الشمس ، وبالتالي الحرارة الصادرة منها فتقلل من تأثير حرارة الشمس عليها .

والشعوب الثلجية أو الباردة تستخدم الالوان الداكنة لأنها تمتص الحرارة فتزيد الشعور بالدفء ، والألوان الباهتة تعبر عن غياب ضوء الشمس الذي يظهر الالوان ويوضحها في الطبيعة من خلال قلة أشعة الساقطة على الأشياء فتعكس الالوان بضعف . لأن الإشعاع قليل ، وبالطبع تعلمون آلية امتصاص السطح الملون لكل اطياف الضوء السبعة ، وتعكس فقط الطيف الذي عليه لون الشئ بنفس التردد الموجي . فنرى لونه .

اي أن اللعبة كلها لعبة ضوئية ليس أكثر ، ولكن لعنة الارتباط الشرطي التي تسكن مع الإنسان كظله في اي زمان ومكان جعلت بعض البشر يقول أن منحنى الحضارة الذي في قِمّته _ الآن فقط _ في الدول الباردة يعتقدون أن من أسباب الذوق والشياكة الالوان الباهتة ، وبالتالي يعتقدون أن بسبب منحنى الحضارة الذي في قاعه الدول الحارة _ الآن فقط _ أن ألوانهم الزاهية هي من انعدام الذوق _ أو الفلح كما ينعت بعض البورجوزايون المدعون لدينا في مصر عن تلك الألوان _

اعتقد أن الهند بدأت تخرج من ذلك التصنيف . واعتمدت بعض قيمة الالوان الفاقعة فهي دولة قوية بقوتها التكنولوجية والسياسية الحالية وهي في مصاف دول العالم الثاني .

واعتقد لو أن ڤان جوخ أو اي فنان من المدرسة الانطباعية سمع راي الناس في تهمة زهو الالوان وقيمة الضوء انها انعدام ذوق . لقرر اما حرق لوحاته أو حرق الكوكب كله ليرسم على ضوء لهيبه وهو يتراقص .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى