لقمان سليم شهيدا وتحذيرات لقادة سياسيين… فمن التالي؟

“أنا أعرف حقيقة من قتل شقيقي وهذا يكفي”. عبارات اختصرت بها رشا الأمين شقيقة الناشط لقمان سليم ما لم يتوقعه القتلة الذين كانوا يخشون فكر لقمان وعقيدته، وافترضوا أنهم باغتياله سيصححون مسار الوضع. وأمام ضريحه في حديقة منزله سقطت كل الإعتبارات إلا الخوف من أن يكون اغتياله بداية سلسلة اغتيالات على غرار مرحلة محاولة اغتيال النائب مروان حماده والتي سبقت اغتيال الرئيس رفيق الحريري. فهل تفتح جريمة اغتيال لقمان سليم صفحة جديدة من تاريخ وطن؟

“من يقوم بالإغتيال السياسي لا يقتل من أجل تصفية حسابات إنما بهدف تغيير أوضاع معينة. وبالتالي فإن الكلام عن اغتيال أو إعدام لقمان سليم من أجل موقفه المعارض هو جزء من الحقيقة”. بهذه الخلاصة يبدأ النائب السابق فارس سعيد كلامه عن التحذيرات التي وصلت إلى عدد من القيادات السياسية بضرورة توخي الحذر لا سيما بعد اغتيال سليم. لكن تاريخ الإنزلاق بدأ مع تفجير مرفأ بيروت ويقول:” منذ تاريخ 4 آب انزلق لبنان إلى منحدر اللاإستقرار الأمني وكرت السبحة مع اغتيال العقيد منير أبو رجيلي والمصور جوزف بجاني واليوم الناشط السياسي لقمان سليم”.

نسأل :”هل من رابط بين هذه الإغتيالات وجريمة تفجير مرفأ بيروت؟ ومن الجهة التي تريد إخفاء حقيقة من أدخل ومن أخفى مستوعبات نيترات الأمونيوم وكيف وقع الإنفجار في العنبر رقم 12؟ لا يتردد سعيد في تحميل “المسؤولية لحزب الله لأنه الحاكم الفعلي في الجمهورية اللبنانية ويسيطر على كل منافذ البلد ومؤسساته، ولا تسقط شعرة من رؤوس اللبنانيين إلا بعلم ومعرفة حزب الله من هنا لا يمكن توجيه أصابع الإتهام في كل هذه الجرائم والإغتيالات التي حصلت منذ تاريخ 4 آب إلا إلى الحزب وذلك من موقعه كحاكم ومسؤول وإذا ما أراد التبرئة والتفلت من الإتهام فليبرز كل الدلائل والقرائن التي تبرئ ذمته وليصرح عن هوية القتلة”.

لا يختلف اثنان على التحولات السياسية والأمنية التي استجدت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ابرزها انسحاب الجيش السوري من لبنان فهل ثمة تحولات في الأفق بعد اغتيال لقمان سليم سيما وأن غالبية المؤشرات تدل الى ذلك؟. “عندما اغتالوا رفيق الحريري عام 2005 لم يقدر المجرمون أن جريمتهم ستؤدي إلى تغيير ما. يومها فكروا أن المسألة ستقتصر على حداد لمدة ثلاثة أيام وتعود الحياة إلى نمطها الطبيعي. الإنتفاضة الشعبية والسياسية فاجأت حزب الله وسوريا. اليوم الظروف تختلف إذ ليست هناك من جهوزية سياسية للتغيير علماً أن اغتيال لقمان سليم أخذ حجماً لبنانياً وعربياً ودولياً والدليل ما سمعناه اليوم من كلمات على لسان سفراء الولايات المتحدة وسويسرا وألمانيا خلال مراسم تأبين الشهيد سليم. لكن إذا ما ربطنا هذه السلسلة من جرائم واغتيالات قد يؤدي ذلك إلى تراكم وبالتالي دخول لبنان في دائرة الإهتمام العربي والدولي وإحداث تغييرات في الداخل لكن المسألة تحتاج إلى وقت وإلى إعادة تكوين وحدة اللبنانيين. المهم أن كرة الثلج بدأت تكبر ولننتظر أن تتدحرج على رؤوس القتلة والمجرمين”.

لا يخفي سعيد خشيته من ان يستمر مسلسل الإغتيالات الذي بدأ مع تفجير المرفأ ويختم:” لا أعرف لماذا اغتيل لقمان سليم ولا إذا كانت ثمة خيوط مترابطة في الأسباب مع جريمة تفجير المرفأ. لكن الواضح أن مسلسل الإغتيالات سيستمر وقد يطال شخصيات أخرى وقد بات واضحاً أنهم ما عادوا يتحملون كلامه لأنه صريح وصلب لا يهادن، هم يريدون احتكار القيم ويعتبرون أنفسهم الأقوى، فكيف لصوت أن يخرج من احتكارهم، لم يتحملوا الأمر”.

“المركزية”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى