مستشفيات طرابلس واللقاح: الحكومية جاهز.. والآخرون لا يعلمون
هناك من يعلم وهناك من لا يعلم. هذا هو باختصار واقع مدينة طرابلس، العاصمة الثانية للبنان، مع لقاح كورونا. ووفقاً للمواعيد الرسمية ستُطلق حملة التلقيح ضدّ فيروس كورونا من السراي الحكومي في بيروت نهار الأحد، على أن يبدأ توزيعها يوم الاثنين على مراكز التلقيح.
في الوقت الذي تتحدث مستشفى طرابلس الحكومي عن استعداد لوجستي لحملة التلقيح، تتحدث باقي المستشفيات في المدينة عن عدم علمها أو مشاركتها بشيء، أو حتى عدم انتهائها من الاستعدادات المسبقة.
الدكتور ناصر عدرة هو المدير العام لمستشفى طرابلس الحكومي. وهي واحدة من مراكز التلقيح المعتمدة، شرح لـ”أساس” أنّ أماكن التخزين هي عبارة عن أجهزة تبريد مستعدّة لاستقبال لقاح “فايزر” الذي يحتاج إلى درجة حرارة 70 تحت الصفر”. ويؤكّد أنّ التغذية بالتيار الكهربائي مؤمّنة، إلى جانب مصادر دعم بديلة (مولّدات + UPS) تمّ تأمينها في غرف التطعيم والمكاتب احتياطاً ومنعاً لحصول أيّ خلل”.
أما عن كميات اللقاحات التي ستصل الى المركز فلا علم له بمجموعها: “الكميات ستصلنا تباعاً في البداية من وزارة الصحة، ولا علم لي بالكمية التي سيتم إرسالها. والوزارة ستبعث الأسماء إلينا، لكن في البداية سنبدأ بالقطاع الطبي والعاملين في المستشفى بحسب الأولوية التي حدّدتها وزارة الصحة، والتي تتلخص بما يلي:
– أقسام الطوارئ وغرف العمليات والإدارة.
– وحدات كوفيد (العناية الفائقة والجناح العادي) وغرفة الإنعاش وموظفو مكتب الدخول.
– العاملون في المختبرات (كوفيد وغير ذلك) ووحدة العناية المركزة الجراحية وقسم الفوترة.
– أقسام العناية المركّزة الطبية.
– أقسام عناية القلب المركّزة والموظفون الأمنيون.
– وحدات التنظير والأجنحة الطبية والجراحية.
– قسم التعقيم المركزي.
– أقسام غسيل الكلى ومختبرات التمييل أو القسطرة والخدمات المسانِدة.
– أقسام الأورام السرطانية والعيادات الخاصة والخارجية وغسيل الملابس.
– جناح التوليد والعلاج الفيزيائي.
– قسم الأشعة وأطباء الأسنان.
– عمّال التنظيف واختصاصيو التغذية.
– خدمات الإسعاف وتقنيو الصيانة والإشراف على الأنظمة الكهربائية والميكانيكية.
– الرعاية المنزلية وموظفو الرعاية الصحية في السجون.
– موظفو الرعاية الصحية في المآوي ودور الأيتام.
– دور رعاية المسنين.
وكشف عدرة أنّ وزارة الصحة أرسلت الترتيبات اللوجستية التي تتضمّن طريقة التسجيل وكيفية استقبال المرضى، شارحاً هذه الترتيبات: “العيادات جميعها تمّ تخصيصها وتحويلها إلى غرف تلقيح، ولدينا بين 6 و8 غرف معزولة مخصّصة، وهناك قاعة استقبال، وغرف مخصصة للانتظار مع مراعاة التباعد الاجتماعي، وأخرى مخصّصة لدخول وخروج المرضى، وغرفة لمراقبة الاشخاص بعد التطعيم. كما أنّ المركز مجهّز بكمبيوترات داعمة في مجال التكنولوجيا مع الاتصال بشبكة الانترنت لتعبئة المعلومات عن كل مريض “داتا” وموصولة مباشرة بوزارة الصحة”.
وأضاف: “كل شيء تحت السيطرة وأجرينا تدريبات مسبقة. وزارة الصحة قامت بإرسال فريقاً لتدريب العاملين في مركزنا بالاضافة إلى فريق من شركة “فايزر”. هذا الفريق مكوّن من 8 ممرضات مجازات ومدربات على حقن اللقاحات ومراقبة المضاعفات الجانبية، طبيب صحة عامة، وصيدلي، إضافة إلى 5 أو 6 موظفات لاستقبال المرضى وتنظيم المواعيد لتلّقي اللقاحات وإعداد المستندات اللازمة (قائمة الأشخاص الذين تلقّوا اللقاح، البطاقات، المتابعة…)
هذا في المرحلة الأولى، ومن الممكن أن نعمل على زيادة العدد في المرحلة المقبلة إذا زاد الضغط والإقبال على التلقيح”.
وختم عدرة كلامه داعياً الجميع إلى أخذ اللقاح لأنّه “الأمل الوحيد للخلاص من هذا الوباء، ولا حل آخر غيره، وكل الادوية التي يجري الحديث عنها هي مجرد اجتهادات عالمية ولم يتم اعتمادها رسمياً”.
اللافت في الأمر، أنّ مدير الإنعاش والعناية الفائقة الخاصة بكورونا في المستشفى الاسلامي الدكتور سميح بركة أبدى عدم علمه بالأمر: “عملي فقط هو معالجة مرضى كورونا ولا علم لي بمدى صحة الأمر إن كان المستشفى سيعتمد كمركز لتوزيع اللقاحات أم لا. هذه الأمور هي من اختصاص الادارة المعنية بالأمور اللوجستية”.
رئيس قسم العناية الطبية في المستشفى الدكتور وسيم درويش أكّد صحة ورود اسم المستشفى كأحد مراكز التلقيح المعتمدة في الشمال، ورفض الحديث عن التفاصيل داعياً إلى رؤيتها بالعين المجردة.
أما مستشفى حلبا الحكومي، فأفادت مصادر طبية خاصة لـ”أساس” بأنّ التحضيرات النهائية لم تنتهِ بعد، وأنّ العمل جارِ على اتمامها قبل يوم الاثنين: “لكن في المبدأ فإنّ الخطة والترتيبات اللوجستية تعتمد على تخصيص مسؤولة عن التمريض، و8 ممرضين وطبيب إنعاش أو طبيب طوارئ، ولم يتم حسم الموضوع حتّى الساعة”.
وأشارت المصادر إلى أنّ الفريق تلقّى تدريبات من خلال محاضرة أجراها فريق من شركة “فايزر” وتمّ شرح كافة التفاصيل حول عملية التلقيح داخل المراكز.
تالا غمراوي – اساس ميديا