الجوزو: ليس أمامنا سوى التفاهم والحوار فيما بيننا
أكد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو «أنه ليس أمامنا سوى التفاهم والحوار فيما بيننا»، داعيا رئيس الجمهورية ميشال عون الى التطلع لمصلحة لبنان وإنقاذه، وإجراء حوار جدي مع الرئيس المكلف لتشكيل حكومة سعد الحريري، لانتشال لبنان من الدرك الأسفل الذي وصل اليه منعاً لانهياره بالكامل، معتبرا أن الرئيس الحريري يجول بلاد العالم لإنقاذ لبنان وحمايته، داعيا الرئيس عون «الى المبادرة، كي لا يحكم عليه التاريخ بأنه أساء للبنان، ويعمل على إنقاذ سمعته».
وقال الجوزو في تصريح لـ «الأنباء»:«نعيش اليوم في لبنان، فترات قاتمة وسوداء، فالكل متشائم من الطريقة التي يدير بها الرئيس عون البلاد، لقد تخلفنا وأصبح لبنان من البلاد الفقيرة وبات بحاجة الى المعونة والمساعدة بصورة دائمة، وهذا هو حال كل بلد تدخلت فيه إيران، لذلك لا بد من وضع حد لهذه التدخلات والعودة الى الحضن العربي واللبناني».
وفي معرض سؤاله عن المخرج لحل الأزمة في لبنان، قال الجوزو: «لقد فشل كل الوسطاء، وعلى رأسهم فرنسا، التي يتغنى بها اللبنانيون، في حل العقدة، لأن الذين يعطلون البلد يأخذون التعليمات من الخارج، من جهات لا تريد الخير والتقدم للبنان. وللأسف ليس هناك من بصيص نور نراهن عليه. إن الرئيس عون يريد أن يأخذ دوره، ودور رئيس الحكومة، وأن يفرض نفسه على الشعب اللبناني، الذي اكتشف أن رئيس الجمهورية هو المعطل الأول لقيام الدولة وتشكيل الحكومة، لقد خسر سمعته، ولم يعد يعطي صورة على أنه رجل من رجالات لبنان. لو كان هناك مكان وفاء وأخلاق وقيم، لأقام الرئيس عون تمثالا للرئيس الحريري، لأنه هو من أوصله الى رئاسة الجمهورية».
وشدد الجوزو على أنه لا يمكن للرئيس عون أن يحكم لبنان وحده، ويكون مرتبطا بتيارات خارجية تسعى لإغراق البلد، مؤكد أن الحكم في لبنان شراكة، وأن الحريري يمثل قيمة وطائفة كبيرة في البلاد.
وحمّل الجوزو الرئيس عون مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، وقال: إن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يتلقى التعليمات من الخارج، والرئيس عون شريك لفريق معين في لبنان، وكلا الفريقين اشتهرا بالتعطيل، فحزب الله عطل الحكومة لأكثر من سنتين ونصف السنة، وهذا ما رأيناه في أكثر من حكومة، وهو يحاول أن يفرض نفسه زعيما مسيحيا، فإذا به يدمر كل العلاقات المسيحية.
وردا على سؤال رحب الجوزو بدعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى مؤتمر دولي للبنان تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيدا بمواقفه الوطنية، مؤكدا أنه حريص على لبنان وينطق باسم جميع اللبنانيين، وهو حاول كثيرا وبذل جهودا كبيرة لإخراج لبنان من هذه الدوامة والمآسي، لكنه لم يجد آذانا صاغية على الإطلاق. إن الراعي شخصية محترمة، ودعوته إلى اللجوء للأمم المتحدة لحل مشكلة لبنان، معناها أنه يئس ممن يتولون الحكم في لبنان، وأنه فقد الأمل منهم.
أحمد منصور – الانباء