نصرالله: البحث عن تشكيل الحكومة اللبنانية في دول العالم في غير مكانه
أعرب عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصرالله عن أسفه الشديد من «وضع تشكيل الحكومة، الذي مازال يراوح مكانه»، معتبرا «ان البحث عن هذه التشكيلة في دول العالم، العربية والأجنبية، في غير مكانه، لأن التشكيل يجب ان يكون محليا، فهو من مسؤولية اللبنانيين»، مرحبا بدعم الأصدقاء والأشقاء للبنان، لكن الذهاب اليهم ومطالبتهم القيام بواجباتنا، فهذا أمر غير منطقي، فعلينا ان نرتقي كلبنانيين الى مستوى القدرة على تشكيل حكومة لإدارة شؤوننا، لاسيما في هذه الظروف الصعبة على مختلف الصعد».
وقال نصرالله في تصريح لـ«الأنباء»: نحن نعيش ثمرة النظام السياسي الطائفي والمذهبي الفاشل في لبنان، بحيث أصبح لكل طائفة أمير، وهو بات ملزما بالخطاب الطائفي والمذهبي الذي مارسه مع شعبه وجمهوره وناسه، لوصوله الى الإمارة، وبالتالي أصبح أسير الخطاب، فتخشبت المواقف وباتت صلبة وقاسية ولا تملك الحد الأدنى من المرونة للمعالجة التي تخدم مصلحة البلاد، وكل طرف سياسي يتمسك بمطالبه ومواقفه، فكانت ان اصطدمت المصالح، التي لا تتسع لها الساحة اللبنانية، ولم يعد لدينا بصيص أمل للخروج من هذا المأزق».
وردا على سؤال حول اللقاء الأخير للرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بعد عودته من الخارج، اعتبر نصر الله ان «زيارة الحريري لبعبدا كانت فولوكلورية وبروتوكولية، كأنه كان ملتزما مع الرئيس الفرنسي الذهاب الى قصر بعبدا، دون تحقيق اي شيء جديد، لذا فالقصة عالقة بين الرئيسين».
وأكد ان الحل لبناني بامتياز، وان المطلوب شيء من المرونة وعدم التمسك بالمواقف الحادة، وقال: اذا كانت تشكيلة الحكومة من 20 وزيرا تحل المشكلة، فلم التأخير؟، وهل ستخرب الدنيا؟ ان الحكومات التي شكلت في لبنان كانت من 30 وزيرا، لذا الوضع يتطلب تنازلات وتضحيات لمصلحة الوطن، داعيا الى عدم اطلاق المواقف والتمسك بها، او استخدام تعابير ونقطة على السطر، ومنها «أنا ربكم الأعلى». ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون مرنا، فالتشكيلة ستصدر عن ارادتين وتوقيعين، لذلك يجب ان يتفاعل الرئيسان مع بعضهما البعض، ونحن على استعداد للمساعدة حيث يلزم.
وحول دعوة البطريرك بشارة الراعي لعقد مؤتمر دولي، أكد نصرالله ان أزمات لبنان يجب ان تحل بين اللبنانيين، رافضا تدخل الآخرين بشؤوننا. وقال: نحن نرحب بالدعم الدولي للبنان، لكن ان نذهب الى الآخرين ونقول لهم اريدوا لنا ما تريدون، عندها نكون نتنازل عن جزء من سيادتنا، فنحن أعلم بمشاكلنا وحلولها، وعلينا عدم التهرب من مسؤولياتنا، وان نلقي تبعاتها على العالم، نحن لا نؤيد اي دعوة لمؤتمر دولي ونرفض اي تدخل دولي بشؤوننا، مشددا على التمسك باتفاق الطائف، مؤكدا ضرورة تطبيق جميع بنوده، واهمها تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية.
وختم بالتأكيد على ان لبنان ليس على طريق حرب اهلية، انما على طريق الفوضى، مبديا تشاؤمه من مسار الأوضاع في لبنان، ومتخوفا من ارتفاع نسب الجريمة نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية.
أحمد منصور – الانباء