سيادة عمان لن تُقتلع ولو اجتمع كلّ (شياطين الأرض) .. “الشاهين” في أقوى ردّ على أكاذيب صحيفة “العرب”
نشر حساب “الشاهين” العُماني البارز بموقع تويتر رداً مُلجماً على صحيفة “العرب” اللندنية الممولة من الإمارات، بعد نشرها تقريراً تهجّمت فيه على سلطنة عمان وسياسة الحياد التي تسير عليها في التعامل مع الملفات الإقليمية والدولية.
ووصفت الصحيفة المنطق الدبلوماسي للسلطنة بأنه “ساذج”، وأنه من الصعب أن تستمر عُمان في لعب دور “الوسطية”، وهي السياسة التي تُغضب ولي عهد أبوظبي ولا يردها أن تستمر، مضيفةً أنّ السلطنة ستتنازل عن سياستها الخارجية المعهودة التي “لا تتوافق عادة مع دول الخليج العربي، خصوصا ما يتعلق منها بالموقف من إيران”.وفق الصحيفة
وقال “الشاهين” في معرض ردّه على افتراءات وأكاذيب الصحيفة إنه لطالما رد العُمانيون على مقالات الصحيفة التي سعت فيها للتقليل من شأن السلطنة أو نسج الأكاذيب حولها أو اتهامها أو السخرية منها او التمهيد للإساءة اليها.
غير أن ما اختلف هذه المرة -وفقاً للشاهين- هو أن المقال، وبغباء الكاتب ومدير التحرير، أوضح بشدة أن كافة الاتهامات و الترهات والاكاذيب في المقالات السابقة كانت مرحلة تمهيد فقط. وبأن ما يأتي في سياق المقال الجديد المعنون بـِ (سلطنة عمان تراجع “وسطيتها” السياسية تحت وطأة النفط وكورونا) كان مخططاً له مسبقاً.
وللتأكيد على ذلك استعرض “الشاهين” القرائن والأدلة التالية:
١- منذ اللحظات الأولى التي اختار فيها رب العزة تبارك وتعالى المقام الخالد الى جواره والاعلان عن تولي المقام السامي للسلطان هيثم حفظه الله مقاليد الحكم ودفة السفينة العمانية الشامخة. وخلال ايام العزاء والتأبين. انهالت عشرات المقالات متعددة الأطراف أحادية المصدر وهي تكيل للمقام السامي افكاراً مغرضة. وتتحدث بالتفصيل الممل عن التحديات التي يواجهها السلطان هيثم في ظل ظروف متعددة بالغوا في تصويرها ورسمها. وبعدة لغات وعلى مدار أشهر ومن صحفيين ذوي جنسيات متعددة.
٢- المزاعم و الاتهامات و التوقعات للسلطنة بالرضوخ والخنوع والتسليم، بدأت قبل جائحة كورونا وما يسمى (استراتيجية) حرب أسعار النفط وتداعياتها ( في العلوم السياسية ليست هناك استراتيجية عمرها ٤ أسابيع) أي ما يوضح للقارئ الكريم ان الفكرة معدة مسبقاً.
٣- تزامناً مع الفقرة ٢ قامت العديد من المواقع الوهمية خلال تلك الفترة ببث اخبار وهمية مسيئة للعلاقات العمانية الدولية (خارج إطار مزاعم تهريب السلاح) مثل استدعاء المقام السامي لبعض السفراء والتصعيد الكاذب بين السلطنة وبعض الدول الشقيقة وهي ترهات مردودة على من اختلقها.
٤- من المؤسف أن الخبر يأتي في توقيت تذوب فيه الخلافات بين الدول فالبشرية أمام خيارات البقاء أو الفناء أمام عدو مشترك. وجذوة الخلافات البسيطة بحاجة لمن يدوس عليها ويطفئها لا لمن يغذيها ويصب الزيت على النار وقدمنا العديد من التنازلات وغضضنا الطرف عن العديد من التجاوزات بنفس الفترة.
وتابع الحساب العماني الشهير: وأننا وإذ لسنا بحاجة للمبررات أو الوقوف على أخطاء الآخرين هفوة هفوة كبوة كبوة مصيبة مصيبة. فأننا نؤكد في الوقت ذاته على أن موروثنا اللغوي الذي وضع النقاط على الحروف منذ زمن الدؤلي غني بالمفردات التي لا توجد في معاجمها كلمات مثل رضوخ، خنوع، استسلام، تهاون، تراجع، ضعف، هزيمة، أو (تزطط).
وعليه، وجّه “الشاهين” سؤالاً للطرف المستفيد من تلك المقالات: ماذا تريد؟ أن ينتقل القرار العماني من قصر العلم الى عاصمة أخرى ؟ لا يمكن اقتلاع السيادة العمانية من مسقط ولو جلبت كل شياطين الأرض يقودون ملايين الجرافات. لو كان ذلك ممكناً لترنحنا كما ترنح الآخرين ما بين حكم عثماني أو فارسي أو بيزنطي.
وأكد أن ما حدث لا بوابة مسقط مالت تجاه Москва (موسكو)، ولا برج الصحوة (الوصفواحد من المعالم الشاهدة على النهضة الحديثة في سلطنة عمان) انحنى تجاه Washington D.C العاصمة الأمريكية واشنطن.
وقال: “سجلنا في الأمم المتحدة كدولة كاملة السيادة. لم نسعى لا لمباركة ليونيد بريچنيف ولا لريتشارد نيكسون عندكم مشكلة؟ انضممنا لدول عدم الانحياز عندكم مشكلة؟ و التزمنا ايجابياً بذلك الحياد عندكم مشكلة؟”.
وختم ردّه الناري بالقول: الامبراطوريات لا تسقط، اما الدول الطارئة فمن الطبيعي أن تتغير حدودها وتضمحل وتتلاشى وتختفي. هي سنة الحياة. وعلى أساسها نتعامل معكم. اليوم انتم هنا وغداً يحكمكم آخرين. أتعلمون؟؟
لعل الشموخ العماني هو آخر ما يفنيه الله تعالى بالارض قبل أن ينفخ اسرافيل في الصور.
وزعمت الصحيفة أن السلطان هيثم بن طارق منذ تسلمه المنصب بداية شهر يناير الماضي خلفا للسلطان قابوس بن سعيد، يواجه تحديات اقتصادية كبيرة.
وادّعت أن السلطنة من “أكثر الاقتصاديات هشاشةً” في دول مجلس التعاون الخليجي، قبل أزمة كورونا وانهيار أسعار النفط.
وأضافت موجهة سمومها نحو السلطان هيثم بن طارق، قائلة إنه يستقرّ في منصبه، ويجد بلاده “غارقة” في الخسائر والأضرار الجانبية، و”متورطة” في خلاف بين دول أعضاء منظمة أوبك، مع أن السلطنة ليست عضوا في هذه المنظمة، ثم الانهيار الاقتصادي العالمي الناجم عن أزمة انتشار فايروس كورونا.
واعتبرت “العرب” أنّ سلطنة عمان لا يمكن لها أن تعتمد على دول خليجية أخرى، كالبحرين التي تعتمد على السعودية والإمارات للحفاظ على مواردها المالية المتعثرة.
وادّعت ان السبب في ذلك هو “المسار السياسي المستقل” الذي وضعه السلطان قابوس وقاد بلاده طوال أربعة عقود وأعلن خليفته السلطان هيثم المضي بنفس المسار.
وأشارت الصحيفة إلى ما أسمته “الموقف المزعج بشدة” للرياض وأبوظبي من السلطنة، بعد رفضها الانضمام إلى التحالف العربي، وكذلك رفض الإنضمام الى دول الحصار على قطر .
وكان السلطان هيثم بن طارق بدّد تلك الآمال عن تغيير السلطنة لسياستها التي تنتهج الحياد، حينما أكّد في خطابه الأول الذي ألقاه بعد تنصيبه سلطاناً خلفاً للسلطان الراحل قابوس بن سعيد، على أنّ بلاده ستسير على خطى السلطان الراحل بالثوابت التي اختطها لسياسة السلطنة الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات.
وشدد السلطان هيثم على بقاء السلطنة كما عهدها العالم في عهد الراحل قابوس بن سعيد، مضيفاً أن السلطنة تدعم وتساهم في حل الخلافات بالطرق السلمية وتبذل الجهد لإيجاد حلول مرضية لها بروح من الوفاق والتفاهم.