بعض المعالم السياحية من البوابة الإعلامية لوزارة الإعلام في سلطنة عمان
تزخر السلطنة بالعديد من المعالم الأثرية التي تروي قصة حضارات ضربت بجذورها في عمق النشأة الأولى للإنسان. وتشير المكتشفات الأثرية التي تعود الى الألف الخامس قبل الميلاد والمتواجدة في مناطق متعددة في السلطنة وغيرها من المواقع التي تم التنقيب فيها على فترات مختلفة، وتشير كلها الى العصور والحقب الزمنية المختلفة التي مرت بها عمان على مدى التاريخ وإبداع الإنسان العماني وإسهاماته وتواصله مع الحضارات الإنسانية آنذاك.
وقد بدأت المسوحات الأثرية الأولى في السلطنة مع بداية الخمسينات، حيث قامت البعثات العلمية بالتنقيب في مواقع متعددة بحثاً عن شواهد من الألف الثالثة قبل الميلاد، لتدخل البلاد بذلك مرحلة التاريخ المبني على المكتشفات الأثرية والحقائق العلمية بعد أن أرخ لها في كتب الرحالة أمثال ابن بطوطة وبرترام توماس وماركو بولو وغيرهم. وبلغت الاكتشافات الأثرية ذروتها بعد إنشاء وزارة التراث القومي والثقافة في عام 1976م، حيث نظمت عمليات البحث والتنقيب والدراسة بتنسيق مع الجامعات والمؤسسات العلمية المتخصصة في العديد من دول العالم.
محافظة مسقط
بيت المقحم :
يعتبر بيت المقحم من المعالم التاريخية الأثرية العريقة التي توجد في ولاية بوشر الذي يبرز فيها بشموخه، ويسمى يبت المقحم بالبيت الكبير لأنه اكبر بيت بولاية بوشر، كما لأنه يقع في منطقة المقحم بالولاية، وكذلك يطلق عليه بيت السيدة ثريا بنت محمد بن عزان التي قامت ببناءه وعاشت فيه خلال القرن الثاني عشر الهجري، وقامت وزارة التراث والثقافة بترميمه عام 1991م .
بوشر:
يتميز موقع بوشر- الذي يقع بمحافظة مسقط – بالمدافن الدائرية الشكل المبطنة بالحجارة والمغطاة بجلاميد صخرية ، وقد أرخت إلى فترة الألفين الثاني والأول قبل الميلاد ، كما تم الكشف عن مدافن ذات تقسيمات كثيرة متداخلة تمتد إلى مسافة ( 22م ) يعود تاريخها إلى فترة العصر الحديدي المبكر ( 1200 – 200 ق . م ) وأطلق عليها مدافن قرص العسل ، وأهم المعثورات الأثرية من موقع بوشر عبارة عن : سيف من الحديد ورؤوس سهام برونزية وأواني من الحجر الصابوني الأملس .
محافظة ظفار
البليــــــــــد:
تقع مدينة البليد الأثرية بمحافظة ظفار على الشريط الساحلي لولاية صلالة في المنطقة الواقعة بين الدهاريز والحافة، وهي إحدى المدن الأثرية كونها من أقدم المدن وأهم الموانئ التجارية. وقد تم بناؤها على جزيرة صغيرة , وكانت تعرف باسم الضفة وازدهرت ونمت في القرن الثاني عشر والسادس عشر الميلادي , حيث بالإمكان رؤية بقايا المدينة في موقع البليد التاريخي في منطقة الحافة, وقد أجمع الباحثون من خلال الدلائل الأثرية ومن دراسات الفخار والمواد العضوية وغيرها أن الموقع يعود الى عهد ما قبل الإسلام واكتسب بعد الإسلام رونقاً إسلامياً فريداً من البناء المعماري يظهر ذلك جلياً من خلال مسجدها الكبير الذي يعد من أبرز المساجد القديمة في العالم الذي يضم 144 عمودا ويعتقد أنه شيد في القرن السابع الهجري ـ الثالث عشر الميلادي , كما تم العثور على حصن البليد والعديد من العملات المعدنية. كما تشير الشواهد التي تم الكشف عنها الى أن الموقع كان مأهولاً منذ أواخر الألفية الخامسة قبل الميلاد وأوائل الألفية الرابعة قبل الميلاد ثم أعيد تأسيسها في القرن الرابع الهجري ـ الخامس الميلادي . وقد لعبت هذه المدينة دوراً هاماً في التجارة العالمية في العصور الوسطى حيث شملت صلاتها التجارية موانئ الصين والهند والسند وشرق أفريقيا واليمن من جهة، والعراق وأوروبا من جهة أخرى، حيث كانت تجارة اللبان مزدهرة آنذاك.
موقع شصر / وبار الأثري:
كشفت المسوحات الأثرية التي تمت في بداية التسعينات في منطقة شصر بمحافظة ظفار عن وجود مدينة ذات حضارة عريقة كانت ملتقى التجارة والطرق البرية ما بين الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين والعالم القديم.. وهي مدينة وبار التاريخية والتي جاء ذكرها في الكثير من الكتب والخرائط القديمة. ومنذ عام 1992م وحتى عام 1995م عملت البعثات الأثرية مع اللجنة الوطنية لمسح الآثار بالسلطنة في هذا الموقع بعد تحديد موقعه على صخرة منهارة من الحجر الجيري بسبب مجاري المياه الجوفية أو بفعل الزلازل تسببت في تفجير نبع يدفع بمياه الطبقات الصخرية للخارج وهو ما جذب الاستيطان البشري لهذه البقعة منذ وقت بعيد الى أكثر من سبعة آلاف سنة. ومع اكتشاف الموقع الأثري بدأ برنامج للتنقيب في الموقع للتحقق من هويته وملامحه المعمارية والمواد الأثرية فيه، وتم الكشف عن أعمدة ضخمة وأبراج وقطع أثرية من معادن وفخار ونقود وأشياء أخرى، كما عثر على مكتشفات أثرية تعود الى فترات مختلفة من العصر الإسلامي.
خور روري (سمهرم):
تقع مدينة سمهرم في الجهة الشرقية لمدينة طاقة والتي تبعد حوالي 30كم عن مدينة صلالة وتعرف محلياً بخور روري. وكان ميناء سمهرم من أهم الموانئ المشهورة في جنوب شرق الجزيرة العربية في تجارة اللبان منذ أقدم العصور التاريخية.. ويعرف أيضاً بميناء موشكا والذي تم ذكره في نصين يونانيين يعودان الى الفترة ما بين القرن الأول والثاني الميلادي. وقد تم من خلال التنقيبات الأثرية لمدينة سمهرم العثور على عدد من المخطوطات ومعبد قديم وقطع نقدية وأثرية تشير جميعها الى أن المدينة كانت على صلة تاريخية وحضارية بالهند وبلاد ما بين النهرين وبلاد النيل. وكذلك أتضح أن المدينة بنيت بالحجر الجيري ، وتميزت بفن معماري جميل ، ولها سور وعدة بوابات وأبراج مربعة.وقد تم الكشف عن خمسة نقوش حجرية كتبت بالأبجدية العربية الجنوبية ، وهي تصف تأسيس المدينة التي بنيت لتأكيد السيطرة على تجارة اللبان .
كما تم الكشف عن آثار معبد قديم شيد في وسط الجانب الشمالي من المدينة ، وعثر على جدرانه الثلاثة ، وعلى مذبحين ونحت بارز لثور على أحد المذبحين. ومن المعثورات الأثرية الأخرى تمثال برونزي صغير لفتاة تعزف على الناي ، وتمثال غير مكتمل لفتاة أرخ للقرن الثاني الميلادي ، بالإضافة إلى مجموعة من القطع النقدية البرونزية وختم من البرونز يحمل سطرين من الكتابة باللغة القديمة .
وادي دوكة:
يقع الوادي في منطقة نجد بعد المنحدرات الشمالية لسلسلة جبال ظفار ويبعد 35 كيلو متراً إلى الشمال من مدينة صلالة ويعد نموذجاً لمناطق نمو شجرة اللبان التي تنتشر في محافظة ظفار. ومن أهم مواقع إنتاج وتصدير اللبان إلى جانب وادي دوكة قديماً، وادي انطور ووادي حنون ووبار ووادي حوجر، أما الموانئ البحرية فهي خور رورى (سمهرم) ومدينة البليد. وهناك أربعة أنواع للبان هي الجوهري، والنجدي والشزرى والسهلي. وتجري دراسات لتأهيل وتطوير وادي دوكة للحفاظ على شجرة اللبان في موطنها الطبيعي بالتعاون مع جامعة بيزولورانس.
قبر النبي عمران:
يقع في منطقة القوف بصلالة ، بجوار بلدية ظفار تماماً ، وقبره طويل جداً داخل غرفة مستطيلة ، وحوله حديقة صغيرة ومسجد حديث، سمي (بــمسجد النبي عمران – عليه السلام ).
ضريح النبي أيوب :
يقع في الشمال الغربي من صلالة، في قمة جبل اتين ، يؤدي إليه نفس الشارع المؤدي إلى عين جرزيز ، وتوجد بها ثلاث استراحات ومسجد حديث ومطعم سياحي . ومنطقة اتين التي تبعد حوالي 7 كم ، تمكن الزائر من الاستمتاع بوقته بين الطبيعة ، حيث توجد مجموعة من الأشجار النادرة التي لا توجد إلا في محافظة ظفار ، بالإضافة إلى وجود منتزه ومطعم إتين السياحي.
ضريح النبي هود عامر:
يوجد بنيابة قيرون حيرتي ضريح النبي هود عامر وهو من المزارات السياحية الهامة التي يتوافد إليها السياح طوال العام ويمكن الوصول إلى هذا الضريح عن طريقين الأول” أشير – شيحيت” ويبعد عن الشارع العام بحوالي 3 كيلومترات والثاني عن طريق “زيك- عين” ويبعد عن الشارع العام بحوالي 5 كيلومترات تقريبا، ولا يمكن وصول السائح الأجنبي إليه إلا بوجود دليل من أهل المنطقة.
محافظة جنوب الشرقية
مكتشفات رأس الجنــــــز :
بدأت عمليات الاستكشافات الأثرية في رأس الجنز الذي يقع في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية في عام 1981م عندما عثرت البعثة الاستكشافية الإيطالية الفرنسية المشتركة على قطعة فخارية قديمة ذات نقوش وزخارف تعود الى الألف الرابع قبل الميلاد، وبعد عمليات المسح الأولية للموقع تم التأكد من أهميته التاريخية.. لهذا سعت وزارة التراث القومي والثقافة الى الكشف عنه وعن مواقعه القديمة المطمورة ومدافنه.. فكان التعاقد مع هذه البعثة.. وقد بدأت أولى حفرياتها عام 1985م فتواصلت عمليات التنقيب لتكشف عن مجموعة من المكتشفات الأثرية المتنوعة والتي أذهلت الخبراء والمستكشفين.
كما كشفت تقارير المسح السطحي للمواقع القديمة أنها لم تكن متكدسة في مكان واحد.. بل متوزعة حسب نوع الحضارات القديمة وتوزع الإنسان في خارطة الموقع.. وتكمن أهمية هذه المكتشفات كونها كشفت علاقة الانسان العماني القديم مع من حوله.. فهي تقول إنه صياد ماهر وصانع لكثير من الصناعات الهامة والصعبة قياساً بأدوات ذلك الوقت.. وإنه إنسان اجتماعي يُقدر الحياة ويحبها وقد أقام صلات تجارية مع الأطراف القصية عنه.. حيث مخرت سفنه عباب البحر، فقد خاضت بحر العرب والمحيط الهندي ووصلت الى شواطئ القارة الهندية ليحقق اكتشاف عالم آخر يبدو مذهلاً لأنه مختلف عنه في نمط الحياة والسلوك والمعتقدات وهناك يستبدل بضاعته التي صنعها وصدرها ليستورد بضاعة أخرى هي مقتنيات تعينه في حياته اليومية. ولهذا تكشف المعثورات النحاسية والحجرية وأدوات الزينة والحلي برأس الجنز عن خبرة الإنسان القديم في فنون عدة، كما تتبين أهمية هذا الموقع كونه ميناءً قديماً هاماً ترسو فيه السفن التقليدية.
موقــع السويــح :
موقع أثري في ولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية . يعود إلى الفترة بين الألف السادس ونهاية الألف الثالث قبل الميلاد ، ويحتوى على مباني سكنية بسيطة البناء إضافة إلى مواد أثرية متنوعة.
اكتشف عام 1988م خلال المسح الذي أجراه مشروع رأس الحد المشترك على طول ساحل إقليم جعلان على بحر العرب ، ومنذ عام 1995م أجرى هذه الفريق مسوحات وحفريات عديدة في الجانب الجنوبي من إقليم جعلان أدت إلى الكشف عن أدلة أثرية تشير إلى تعاقب استيطاني يمتد لحوالي 3500 سنة من الألف السادس إلى نهاية الألف الثالث قبل الميلاد.كشفت التنقيبات الأثرية في السويح عن وجود مواقع تحتوى على ملتقطات وركامات سطحية من أدوات حجرية وصدفية ، إضافة إلى بقايا مستوطنة تتضمن مواقد وحفر أعمدة من الألف الرابع قبل الميلاد، كما كشف عن بقايا مبانٍ بسيطة مبنية من مواد قابلة للزوال مثل الأعمدة الخشبية ، مما يشير إلى أنه من أقدم المباني التي يتم التعرف عليها في شبه الجزيرة العُمانية على الساحل العُماني ، وقد أرّخ علماء الآثار هذه المباني بالألفين السادس والخامس قبل الميلاد.
في أحد مواقع السويح عثر على مبان ٍدائرية محدودة بحفر أعمدة لمساكن وملحق أرخت إلى الألف الرابع قبل الميلاد،وعثر خارج هذه المباني على بقايا مواقد وأدوات وأصداف وعظام حيوانات قد تشير إلى ممارسة أنشطة منزلية ، إضافة إلى كثير من موازين وعظام الأسماك، ويعتقد علماء الآثار أن بعض مباني موقع السويح كانت مخازن تحفظ فيها المواد الغذائية للاستهلاك اللاحق.
في موقع آخر من مواقع السويح عثر على أنواع من أدوات العصر البرونزي المحلية ، خصوصا الكسر الفخارية وقطع الأدوات البرونزية ، بالإضافة إلى أصداف بحرية ، وصفوف من الحجارة-قد تكون بقايا جدران – ظاهرة في مناطق مختلفة ، ومواقد ملئت بالحصى المحروق في الجانب الشرقي من الموقع.
استدلالا من اللقى التي عثر عليها علماء الآثار في مواقع السويح المتعددة ، والتي تشمل على أواني وأدوات حجرية وصدفية وفخارية ونحاسية وعظيمة وبقايا عظام أسماك وحيوانات ثديية وأصداف ، فإن السكان مارسوا الصيد البحري مستغلين الموارد البحرية المتوفرة ، كما مارسوا ايضا الصيد البري ، وكان غذاؤهم يتكون أيضا من لحوم الماعز والأغنام ، كما مارسوا أيضا جمع الرخويات والأصداف والثمار.
موقــع رأس الخبــه :
يعد موقع رأس الخبة من مواقع الألفين الخامس والرابع قبل الميلاد ، وحدد مكانه على بروز صخري معلق بين البحر من جهة والخور الجاف من جهة أخرى . وعاش السكان داخل أكواخ دائرية صغيرة استدل عليها من خلال الحفر المنتشرة في الموقع ، وقد استخدمت المصادر البحرية من الخور بوفرة . وهو عبارة عن رابية صدفية تكثر على سطحها الأصداف والعديد من قطع الصوان وأوزان الشباك الحجرية ، وقد تم الكشف عن العديد من المباني المختلفة التي ما زالت بحاجة إلى تفسير ، وقد أمدنا هذا الموقع بمعلومات عن أسلوب الحياة والوضع الاقتصادي للمنطقة حيث كان الاستيطان فيه بشكل موسمي .
موقــع رأس الحــد :
تكشف الحفريات في موقع رأس الحد -في المنطقة الشرقية- ما يعتبر أثراً لفترة ما قبل التاريخ في سلطنة عمان حيث تم تأسيس الموقع بواسطة بناء مصطبة مشيدة من الآجر سمكها حوالي 30 سم ، ومحاطة بجدار بسمك متر واحد ، وتبلغ مساحة الموقع 60م × 40م ، ويحتوي البناء على 3-4 غرف لبيتين او ثلاثة حول فناء صغير ، وتمثل اللقى الاثرية في صنارات نحاسية ، و2 من رؤوس الرماح ، وبعض القطع الفخارية ربما تنحدر من بلاد الرافدين ، وكثير من الخرز الصغير المصنوع من الحجر الصابويني الاملس ، وعقد مكون من 500 خرزه مرتبة بخطوط متوازية . من جانب آخر تم الكشف عن قطع صدفية تصنع منها الخواتم مما يدل على ان كل هذه المنطقة كانت تستخدم بشكل متفاوت لعدة انواع من الانشطة الحرفية .
قلهات:
تقع في المنطقة الشرقية على مسافة لا تزيد عن 24 كم من مدينة صور، وتعتبر من اقدم المدن والموانئ في عمان تقع المدينة الأصلية على الحافة وهي مطلة على البحر حيث سترى اثارها الشاخصة التي تحكي قصة عظمتها القديمة وكانت قلهات في القرن الثالث عشر الميناء التجاري الرئيسي الرابط مابين الداخل والخارج واشتهرت كما وصفها ابن بطوطة في القرن الرابع عشر بانها مركز تصدير الخيول ومنها يتم استيراد البهارات ومن الآثار التاريخية المتبقية في قلهات ضريح بيبي مريم المزخرف من الداخل ويعتبر هذا الموقع من المواقع الأثرية المهمة .
وادي شاب:
يقع هذا الوادي في نيابة طيوي التابعة لولاية صور في محافظة جنوب الشرقية ، عثــر فيــه علـى أكواخ صــيادي السمك دائرية الشكل تعود إلى الالف الرابع قبل الميلاد مع دلائل تشيــر إلــى ممــارسة حــرفة الصيد ، كما عثر على 24 قطعة من الحلق مصنــوعة من الحجر الصابــونـي الأملس .
بروج كبيكب ـ الجيلة:
في أواخر عام 1991م قام فريق من علماء الأثار بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة بمعاينة ودراسة بروج الجيلة في الموقع وقد تم اكتشاف حوالي 90 برجا في حالة جيدة ويعزى ذلك الى متانة بنائها وهي تقع على ارتفاع 2000م من مستوى سطح البحر بمحافظة جنوب الشرقية.
يبلغ ارتفاع هذه البروج بين 4 الى 5 امتار وقطرها 3الى4 م وهي اسطوانية الشكل ومستديرة من الأعلى يتكون بعضها من جدارين بينهما مساحة مملؤة بالحجارة وتفع فوق مرتفعات الجبال تقع فوق مرتفعات الجبال ويتم الوصول إليها عبر طريق قريات- صور. والطريق إليها صعب واثناء سيرك استدر يسارا في اتجاه وادي نام وبعد 15 كيلومتر سترى على يسارك آثار ابراج فوق التلال المحيطة ثم استدر الى الإشارة التي تؤدي الى قرية الدمه وعلى بعد 5كم تصل الى مجموعة البروج الأولى في مشهد جبلي خلاب كما يمكنك ان تخيم حيث توجد هناك ايضا قرية على حافة الجبل وبعد ساعتين من المشي ستصل الى مجلس الجن وهو ثاني اكبر كهف في العالم ولا يمكن النزول إليه الا بأدوات خاصة والاستعانة بذي الخبرة.
محافظة شمال الشرقية
المنزفة:
تقع المنزفة بولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية. وتعد منطقة المنزفة بحصونها وبروجها وأبنيتها القديمة المبنية بالجص والإسمنت العماني القديم والتي تحتوي على النقوش والزخارف معلماً تراثياً بارزاً.ورغم أن مباني البلدة القديمة متداعية، إلا أن الزمن لم يطمس معالمها، ولا تزال شاهداً حياً على ما شهدته هذه المنطقة من ماض عـريق.
سمد الشأن:
بداية الثمانينيات ركزت الحفريات الأثرية في موقع سمد الشأن بولاية المضيبي على دراسة المدافن وما تحويه من أثريه ، والمدافن عباره عن حفر مستطيله الشكل ويحدها من الخارج بحجاره بها جرار فخاريه مختلفة الاحجام و اختام حجريه وأواني معدنيه ورؤوس سهام وحراب برونزية وراس حصان برونزي وأنواع مختلفة من الخرز المصنوع من الصدف والعقيق بالإضافة الى بقايا عظـام ، وبعد دراسة المكتشفات الأثرية تبين وجود ثلاثة أنواع من المدافن مدافن للرجال ضمت اسلحه برونزية و مدافن للنساء ضمت جرار وقوارير فخاريه وعدد من الخرز والحلي البرونزية ومدافن للصغار احتوت على جرار فخاريه . وفي عام 1989م تم اكتشاف مدفن يضم هيكل جمل صغير تتدلى من عنقه قلادة وبعد دراسة الخرز اتضح ان الجمل يعود الــى العصر الحديـــدي المتأخر (200ق.م – 629م) وبذلك يعتبر اول جمل مؤرخ في شبه الجزيرة العربية.
حفرية محلياء :
تأثرت مجموعة من المدافن في قرية محليا ” المضيبي ” في محافظة شمال الشرقية بمشروع إنشاء طريق وادي عندام ، فتم إجراء حفرية إنقاذية في الموقع خلال الفترة ما بين 17 – 28 / 1 / 2004م وشمل العمل ( 108 ) مدافن ، وكشف عن نوعين من المدافن ، مدافن للكبار وأخرى للصغار بنيت تحت الأرض باتجاه “شرق / غرب” بحيث كان يدفن الميت على جنبه الأيسر ، وتعود تلك المدافن إلى فترة العصر الحديدي المتأخر . شملت المعثورات على جرار فخارية مختلفة الأحجام والزخارف ، كذلك عثر على عدة أنواع من الخرز ، ورؤوس سهام حديدية وخواتم وحلق نحاسية وحراب حديدية متكسرة ودلايات حجرية .
محافظة الظاهرة
مدافــن بــــات :
عثر علماء الحفريات في (بات) بولاية عبري على مقابر قديمة وعلى بقايا جرار فخارية وشقف حجرية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد.. و(بات) إحدى حضارات الإنسان القديمة التي سادت في فترة من الفترات.. ومن أجل كشف أسرار الأحجار والنهوض بالمقومات السيياحية الأثرية قامت وزارة التراث القومي والثقافة بالتعاون مع البعثات الأثرية بالتنقيب في المنطقة لعدة مواسم والتي بدأت عام 1973م.. ولا زالت عمليات التنقيب جارية لمعرفة المزيد عن الموقع الأثري وعن هذه الحضارة العمانية العريقة. وتركزت التقنيات الأثرية على المقبرة التي تبعد مسافة 30 كيلومترا عن مدينة عبري الحديثة حيث تم الكشف عن وجود مائة مدفن مبني من الحجارة الصلبة كما وجدت مدافن أخرى في الجزء الجنوبي من المقبرة تشبه تلك التي وجدت في حضارة (أم النار).
ومدافن بات عبارة عن بناء دائري من حجارة صلبة مربعة الشكل وتتألف من جدارين خارجيين وآخر داخلي مقسم الى عدة غرف، وقد وضعت لها عوارض مسطحة لتسقيف السطح.. ويتراوح قطر هذه المدافن ما بين 5 – 10 أمتار. وإقراراً من لجنة التراث العالمي بأهمية بعض المواقع الأثرية في السلطنة واعتبارها مواقع ذات قيمة إنسانية عالمية.. فقد تم إدراج هذه المواقع ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي الطبيعي .
مدافن وادي العين:
تم تحديد الموقع على بعد ( 20 كم ) جنوب شرق بات بولاية عبري ، وتركزت الشواهد الأثرية على الضفة الغربية لوادي العين ، حيث انتشرت مجموعة متميزة من القبور على سفح الجبل ” 21 قبرا ” ، وهي ما زالت بحالة جيدة . وتنسب هذه القبور إلى فترة الألف الثالث قبل الميلاد ، ويبلغ ارتفاع بعضها نحو أربعة أمتار ومتوسط قطر محيطها خمسة أمتار ، ومدخلها في الجهة الشرقية ، و استخدمت في بنائها الألواح الحجرية.
الخطم:
حدد موقع الخطم بولاية عبري على بعد ( 2 كم ) غرب بات ، حيث عثر على برج بيضاوي الشكل مبني بالحجارة ، وتظهر في الناحية الغربية للبرج أساسات الجدارين الإضافيين اللذين تم بناؤهما في نفس المحيط الذي بني فيه هذا البرج ” 3000 ق . م ” . وفي هذه المدافن- بطرازيها- تم العثور على قطع من الفخار الأحمر والذي يشبه فخار منطقة “جمدت نصر” بالعراق كما تم العثور كذلك على فخار جيد الصنع أحمر اللون مزخرف بخطوط سوداء خفية وقطع أخرى تظهر بها “براويز” يبدو أنها مخصصة للتعليق وهو النوع الذي كان شائعا في مدافن ومستوطنات حضارة “أم النار” التي عرفتها المنطقة والمناطق المجاورة لها. وفي بلدة بات أيضا تم اكتشاف بناء مستدير الشكل يحيط به جدار من الحجارة المربعة وعلى جانبه الجنوبي الشرقي -إلى مدخل المبنى- تم الكشف عن “مصطبة نقود”. كما عثر المكتشفون على بئر يقسم البناء نصفين في كل منهما حجرات مستطيله متتالية بدون مداخل أو ممرات تصل بين الحجرات أو تربط بعضها بالبعض الآخر، وكذلك بدون روابط مع الجدار الخارجي وهو ما يمكن تفسيره بأن هذه الحجرات لم تكن مخصصة للسكن وأن البئر المكتشف في وسط المنى ربما تكون مشابهة في التخطيط والتقسيم لهذا البناء. وبعد الدراسة الأثرية المستفيضة اعتبرت هذه المباني الحجرات الست بأنها كانت تلعب دور أبراج الحراسة للمنطقة. وتكمن أهمية موقع بات التاريخية في كونه يقع عند ملتقى الطرق التجارية القديمة حيث كانت القوافل تمر بهذا الموقع محملة بالبضائع المتجهة إلى المواقع الأخرى.
محافظة البريمي
موقع حفيت الأثري :
يقع في محافظة البريمي هو عبـارة عن مستوطنة قديمة يرجع تــاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد ، كــانت نقطة التقاء القوافل التجـــارية بين حضارة بات في ولاية عبري ، وحضارة أم النار، وفي هذه المنطقة تم اكتشاف مدافن يرجع تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد ، وهي على هيئة خلايا النحل في حضارة (بات)، كما تم العثور على قطعة فخارية تتشابه في شكلها مع فخار حضارة (جمدة نصر) في العراق.
محافظة شمال الباطنة
صحار :
أجريت تنقيبات أثرية داخل قلعة صحار وما حولها فيما بين سنة 1982 – 1989م ، وتم الكشف عن مستوطنة تعود إلى فترة ما قبل الإسلام ترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 1.80م . ودلت اللقى الأثرية المكتشفة في المستوطنة على أن صحار كانت مركزاً تجاريا مرموقاً ، حيث عثر على أختام للتجارة وفخار أحمر اللون جيد الصنع كان يستورد من الهند في القرنين الثاني والثالث الميلاديين بالإضافة إلى الخزف الأسود اللون الذي كان يستورد من الصين ،وقد بلغت صحار أوج ازدهارها في العصر الاسلامي ( القرن الرابع الهجري ـ العاشر الميلادي ) وأستمر ازدهار التجارة بين مدينة صحار والبلدان المجاورة حتى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي حيث عثر على مجموعة جيدة من الخزف المستورد من الهند والصين وإيران والعراق ، أما في القرن الخامس عشر الميلادي فقد مرت صحار بفترة من الاضمحلال التجاري ، وظهر ذلك واضحاً من خلال التسلسل الطبقي للحفرية . من أهم المعثورات ، قطع من الزجاج وكسر من البورسلين الصيني وتمثال من السيراميك لبوذا يمتطي حيواناً يشبه التنين ، بالإضافة إلى جرار فخارية صغيرة بداخلها مادة الكبريت استخدمت كقنابل يدوية .
عرجا :
أحد مواقع تعدين النحاس في صحار ، وتدل الشواهد الأثرية على شمولية أعمال صهر النحاس في مستوطنة عرجا في نهاية الألف الثالث قبل الميلاد ، فقد كانت تستخدم بوتقات من الفخار ، ويحتمل أن طبقات متعاقبة من خامات كربونية وفحم الخشب كانت ترص في البوتقة وتوقد فيها النار ، ثم تكسر الكتل الناتجة إلى قطع صغيرة ليستخرج منها النحاس ، كما يبدو أن أفراناً جيدة استخدمت في عملية صهر النحاس في العصر الإسلامي المبكر .
محافظة جنوب الباطنة
وادي بني عوف:
موقع أثري في ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة. في عام 1999م قام فريق مُكوّن من معاهد وجامعات ألمانية بالإضافة إلى فريق من قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس بدراسة وتوثيق الواحات الموجودة في وادي بني عوف.
اشتمل البحث على مسح وتوثيق المواقع الأثرية المنتشرة على طول الوادي. وكشف البحث عن وجود مستوطنات سكنية وقبور وتحصينات دفاعية ورسومات صخرية، وسُجّل أكثر من 90 موقعًا أثريًا منتشرًا على ضفاف الوادي، اشتملت على كميات كثيرة من الفخار وعلى أسس مستوطنات سكنية بالإضافة إلى قبور وملاجئ صخرية وأسوار وأبراج دفاعية. ويقع أهم المواقع المُكتشفة في بلد سيت في الحافة الشرقية من المباني الحديثة، وقد التقطت 785 قطعة فخار من الموقع تعود إلى فترات مختلفة بدءا من العصر الحديدي حتى العصور الإسلامية، وتدل كمية الفخار على استمرار استعمال الموقع فترات متواصلة.
عُثر في الموقع أيضًا على مقبرتين إسلاميتين في الجانب الشرقي من القرية الحديثة، كما كشف عن وجود أدلة أثرية في الفرع والواسط والزامة والطيخة وصلماء وهاط تملت في وجود 50 مستوطنة سكنية ومقابر إسلامية وأبراج مراقبة وبقايا أفلاج قديمة. وعُر أيضًا على قبور تعود إلى فترات ما قبل التاريخ، كما عُثِرَ في هاط على مبنى مستدير ذي صف واحد من حجارة صغيرة يبلغ قطره الداخلي ۳م، وعلى ثلاثة مبان دائرية مُكوّنة من ثلاثة طبقات من الحجارة، وعُثر في هاط أيضًا على قلعة مندثرة تقع مباشرة فوق حدائق النخيل تشبه كثيرا قلعة موجودة في بلد سيت، كما عُثر على رسومات صخرية في الفرع بالإضافة إلى قلعة مبنية من الصاروج تقع فوق أنقاض مستوطنة قديمة بها مدخل رئيس وجدار خارجي محيط بها، وتضم تسعة مبان، كل مبنى مُقسّم من غرفة إلى أربع غرف.
جُمِعَت خلال المسح كميات كثيرة من الفخار مثل كسر جرار فخارية مزججة، بعضها حديث وبعضها الآخر يعود إلى الفترات الإسلامية المتأخرة، وتُسَمّى هذه الفخاريات فخاريات بهلاء، كما عُثر على كسر فخارية ذات لون أصفر فاتح من نوع جرار الماء التي كانت تستعمل حتى النصف الأول من القرن العشرين الميلادي، إضافة إلى كسر فخارية مزخرفة من الأسفل وكسر فخارية مزججة ذات ألوان تتفاوت بين الأزرق والأخضر وتعود إلى الفترة الساسانية، بالإضافة إلى كسر فخارية خشنة الحبيبات تعود إلى عصور ما قبل التاريخ. كما عُثر على قطع فخارية بنيّة داكنة تعود إلى العصر الحديدي، وكسر فخارية قد تكون مطلية بالقصدير، كما تم جمع مجموعة من كسر السيلادون والبورسلين.
يشير الدليل الأثري إلى أن الإنسان استوطن وادي بني عوف في الألف الثالث قبل الميلاد وذلك من خلال القبور الحجرية وقبور خلايا النحل – كما يسميها علماء الآثار الأوروبيون – (قبور حفيت)، كما عثر على مستوطنة تعود إلى نفس الفترة، وتشير المستوطنات السكنية التي اكتشفت والفخار إلى أنها تكونت في العصر الحديدي المبكر ( 1100 – 600 ق.م ) وتعد بلد سيت من أقدم المستوطنات الموجودة في الوادي، أما الجانب الأسفل من الوادي فقد استوطِن في الفترة الإسلامية المبكرة (9 – 447هـ / 630 – 1055 م ) وتزايد الاستيطان في الفترة الإسلامية المتوسطة ( 447 – 906 هـ / 1055 – 1500 م ) أما المستوطنات الموجودة أسفل الوادي فتعود إلى الفترة الإسلامية المتأخرة ( 906 – 1163 هـ / 1500 – 1750 م ).
وادي بني خروص:
موقع أثري في ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة. قامت بعثة من جامعة هارفارد الأمريكية بإجراء مسح آثري في الوادي بين عامي 1973 و 1975م، وعُثر فيه على مستوطنة سكنية من الألف الثالث قبل الميلاد، احتوت على بقايا أسس حجرية لمبان سكنية وعدد من الكِسَر الفخارية السطحية التي تشير إلى استيطان من هذه الفترة. وقد كُشف عن رسومات صخرية في الوادي بواسطة آر جاكلي بين عامي ۱۹۷۰ و ۱۹۷۷م، وقامت بعثة بريطانية بمسح مواقع الرسومات الصخرية في شمال جبال عُمان في عام 1975م بقيادة سي أف كلارك و وكيث بريستون .
وكان من نتائج المسح العثور على عدد من الكتابات والرسومات الصخرية في وادي بني خروص لأشكال حيوانات عدة كالمها والطهر، وأشكال بشرية مجسمة تقف على شكل حيوان، وأشكال مجسّمة بأذرع مرتفعة وخصور دقيقة تشبه العصي، وأشكال مجسمة على شكل فأس حربي وأشجار نخيل، وسفن بصوار كثيرة وبأشرعة وتصميمات متنوعة لأشكال مثل رموز للشمس، وعلامات حجرية منقوشة تشبه الكؤوس. وكُشف عن كثير من الكتابات العربية على واجهات صخور تمتد إلى مسافات كبيرة.
كما قامت جامعة السلطان قابوس بمسح أثري بين 2002 و2004م لدراسة تاريخ الاستيطان في وادي بني خروص، فكشف المسح عن أكثر من 70 كتابة ونقشا على المقابر، وعن كتابات ورسومات صخرية تعود إلى الفترة من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر الهجري. وبعض هذه الكتابات تقدم معلومات عن مكانة الرجال والنساء كالحكام والأئمة والعلماء والمفكرين والشعراء الذين ينحدرون من وادي بني خروص. وأشار المسح إلى أن تاريخ الاستيطان في وادي بني خروص يعود إلى الألف الثالث والثاني قبل الميلاد والعصر الحديدي، ومن بين البقايا الأثرية التي كُشف عنها نظام تحصيني رئيس من العصر الحديدي على الهضاب الصخرية المحيطة بقرية ستال بوادي بني خروص.
مواقع أثرية لتعدين النحاس:
عرفت عمان تعدين النحاس وصهره منذ الألف الثالث قبل الميلاد ( عصر البرونز ) وذلك نظراً لوفرة خام النحاس في جبالها ، وقد ورد ذكرها باسم مجان ( أرض النحاس ) في الألواح السومرية .ويعتقد أن عمال المناجم العمانيون كانوا يستخدمون أزاميل معدنية لتكسير الصخور وكشف عروق النحاس ، حيث عثر على أزاميل نحاسية مدببة في مستوطنة الميسر بوادي سمد الشأن يعود تاريخها للألف الثالث قبل الميلاد .
وكان النحاس يستخلص بالصهر في أفران مبنية من الطين ، كالفرن الذي اكتشف في الميسر بولاية المضيبي ، إذ يفتت الخام إلى قطع صغيرة ويخلط مع الفحم النباتي ، ثم يحمى بمنفاخ ضخم إلى ” 1150 ” درجة مئوية ، ويعمل الفحم في هذه المرحلة على تحويل الخام إلى نحاس ، ويصب النحاس المصهور في حفر مسطحة بالرمل لتبريده ، لتخرج السبائك النحاسية في شكل أقراص دائرية . وقد أرشدت نفايات النحاس ( الخبث ) إلى الكشف عن أغنى مستوطنات النحاس في السلطنة ، كمستوطنة الميسر ، بالإضافة إلى مواقع مناجم النحاس الممتدة على طول وادي الجزي كالأصيل وعرجا والبيضاء والسياب وطوي عبيلة والواسط .
وتشير المصادر التاريخية القديمة عن شحن عشرين طنا من النحاس حوالي عام 1800 ق.م من مجان ( عمان ) الى اور ( العراق ) تتمركز اهم مناطق التعدين القديمة في وادي الجزي في صحار ومناطق الداخلية والشرقية من سلطنة عمان ، ونذكر على سبيل المثال اهم المواقع مثل الاصيل ، طوي عبيله ، عرجا ، وادي عندام ، صحار، ركاح ، وادي الميادين ، ويعد بقايا موقع سمد الشأن اقوى دليل على قيام التعدين في عمان قديما . ومما يلفت النظر أن مواقع صهر النحاس في فترة الألف الثالث قبل الميلاد تقع بالقرب من مصادر الماء والأرض الصالحة للفلاحة ، مما يدل على أن إنتاج النحاس في العصور القديمة كان جزء متكاملاً مع حياة الجماعة ، إلا أنه تكونت فيما بعد صناعة خاصة بالتصدير .
وقد اشتهرت عمان بتجارة النحاس منذ خمسة آلاف عام مضت ، إذ تشير الاكتشافات الأثرية في أور ” العراق ” إلى أن سفن مجان ” عمان ” ودلمون ” البحرين ” كانت ترسو في أور محملة بالمنتجات الرئيسية لعمان وهي النحاس والأحجار الكريمة التي يتم مقايضتها في أور بالفضة والزيوت والحبوب والمنسوجات والمصنوعات الجلدية . ونظراً لازدهار إنتاج النحاس في عمان ، توسعت صلات سكان البلاد بشعوب البلدان الأخرى ، وانعكس ذلك على تطور بنية المجتمع والاهتمام بالصناعات اليدوية والمهارات الأخرى كفن العمارة ، حيث عرف أهل المنطقة تشييد الأبراج الحجرية المزودة بآبار المياه مثل أبراج بات بولاية عبري .
نقل عن
البوابة الإعلامية -وزارة الإعلام – سلطنة عمان –
http://5.37.56.186/module.php?m=pages-showpage&CatID=187&ID=636