السعودية “تعلن” عن حليفها الأول في لبنان
لن يطول الأمر قبل أن يتحول لبنان إلى ساحة عمل دولية تسبق الإنتخابات النيابية المقبلة التي يُفترض أن تكون الأهم في لبنان منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، وما نشاهده من حراك دبلوماسي على خط فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والسعودية هو بداية هذا التحوّل، والذي يُفترض أن يُستكمل قريباً، لذلك كانت معراب “الوجهة” التي قرر السعودي عبرها العودة إلى لبنان.
بدأ اللقاء الثلاثي في السعودية يُثمر في لبنان، إذ يبدو بحسب مصادر سياسية مطّلعة أن المملكة العربية السعودية وافقت على العمل الدولي على الساحة اللبنانية لتقديم مساعدات إنسانية إلى لبنان، ستكون بكل تأكيد ذات طابع سياسي، فالمملكة قررت اعتماد معراب “الصديق” الرسمي للمملكة في لبنان.
تشير المصادر إلى أن السعودية التي خاصمت رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، لم تطرح بديلاً عنه طيلة المرحلة الماضية، وهي حتى اللحظة لم تبدِ دعمها وتأييدها لأي شخصية سنّية اخرى في لبنان، ولكنها بالمقابل تتعامل مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على أنه صديقها الأقرب في بيروت، ولا شكّ أنها ستكون إلى جانبه لخوض الإنتخابات النيابية المقبلة في وجه التيار الوطني الحر.
وترى المصادر أن جعجع سيكون على الأرجح مرشح المملكة إلى الإنتخابات الرئاسّية المقبلة، ولو أنه لا يزال من المبكر الحديث عن هذه الإنتخابات، كما يبدو أن مسألة رفع الحظر السعودي عن دخول المنتجات اللبنانية إلى السعودية بات قريباً، وبحسب المصادر أن معراب لن تكون بعيدة عن إعلان هذا الأمر، أو قطف ثماره.
تؤكّد المصادر أن المساعدات الدولية التي ستأتي إلى اللبنانيين ستوزّع بعناية والهدف بكل تأكيد سيكون “التغيير في الإنتخابات النّيابية المقبلة”، أما بالنسبة إلى القوّات اللبنانية فإنّ العلاقة مع المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال وستبقى ممتازة، تقول مصادرها، مشيرة عبر “النشرة” إلى أن اللقاءات بين الطرفين لم تتوقف يوماً، وكلها في سبيل مصلحة لبنان، وهذا ما تحاول القوّات فعله اليوم.
وتضيف المصادر عبر “النشرة”: “منذ اليوم الأول للقرار السعودي بحظر دخول المنتجات اللبنانية إلى الرياض بسبب تهريب المخدرات الذي يحصل أحيانا، حاولت القوات العمل على خطين، الاول في لبنان للحد من عمليات التهريب والدفع باتجاه ضبط الحدود والمرافق الحدودية، والتشدد في العقوبات، والثاني مع المملكة”، مشيرة إلى أن اللقاء الأخير بين السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري وجعجع يأتي في هذا السياق.
بالنسبة إلى المصادر في القوات فإن اللقاء لم يطرح مسائل سياسية، لا فيما يتعلق بالإنتخابات النيابية ولا الإنتخابات الرئاسية، ولكن في لبنان لا يمكن فصل السياسة عن أي ملف آخر، فكيف إن كان بهذا الحجم، وهذا التوقيت، لذلك يمكن القول أن السفيرتين الأميركية والفرنسية أقنعتا السعودية بمد يد المساعدة لبنان، ولكن بشروط المملكة وحدها.
حتى بالنسبة إلى السفراء والدول الغربيّة فإن الدولة التي لم تُؤتَمن بعد انفجار المرفأ على توزيع المساعدات، ولن تؤتمن في المرحلة المقبلة على الدعم، ولكن خلف هذا كله نوايا مبيّتة تستهدف شكل النظام الحالي في لبنان.