الحريري لن يشكل حكومة: سلام يرفض وميقاتي شروطه كثيرة
الحريري لن يشكل حكومة: سلام يرفض وميقاتي شروطه كثيرة
يرفض الرؤساء السابقون تسمية بديل عن الحريري
لم تتوفر حتى اللحظة مقومات حسم الوجهة الحكومية. حتى وإن اعتذر الرئيس سعد الحريري، يبقى السؤال: ماذا بعد الاعتذار؟ ولا بد من استعراض جملة وقائع وحصيلة لقاءات واتصالات. ومنها الاجتماع الاخير بين الرئيسين الحريري وبرّي، عندما كان الحريري أقرب إلى الاعتذار، فطلب منه برّي التريث والعمل على تشكيل حكومة مقبولة من الجميع. أما في حال حسمه قرار الاعتذار فلا بد من تسميته البديل.
برّي ودوريل: الميقاتي وأديب
وطرح في اللقاء إسم نجيب ميقاتي، فقال الحريري: “لا بد من سؤاله والوقوف على رأي رؤساء الحكومة السابقين”. وفي اليوم التالي، حصل تواصل بين الحريري ورؤساء الحكومة، لكنهم رفضوا خيار التسمية. وتأجل الاعتذار، في انتظار المزيد من الاتصالات.
ودخل الفرنسيون على الخط، وصولاً إلى زيارة باتريك دوريل لبنان ولقائه المسؤولين. وهدفه السعي لتشكيل حكومة. وسيشدد دوريل أمام الرئيس المكلف على الحاجة الماسة لتشكيل الحكومة، ولا يمكن تعطيلها بسبب الخلاف على وزيرين. وسيطرح المساعدة للتوافق على الاسمين بمساعدة برّي. وفي حال توفرت ظروف التشكيل، تتشكل الحكومة. وإذا رفض الحريري ذلك ولم تتسهل مساعي التشكيل، يجدر بالحريري تسمية شخصية لترؤس الحكومة. ويفضل الفرنسيون نجيب ميقاتي أو إعادة طرح اسم السفير مصطفى أديب.
سيناريو أفخاخ عون
وكان يفترض بالحريري أن يلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون أمس الثلاثاء 13 تموز. لكن الموعد تأجل في انتظار زيارة دوريل. إذ لا بد من إقامة الاعتبار للفرنسيين، واللقاء بعون بعد التباحث معهم. وطُرحت أمام الحريري أسئلة كثيرة، منها: ماذا لو وافق عون على التشكيلة الحكومية، إذا ما توجه الحريري إلى القصر الجمهوري، حاملاً تشكيلة حكومية تستجيب نصيحة برّي بأن تضم أسماء مقبولة من الجميع؟ وماذا يمكنه أن يفعل إذا نصب عون له فخاً ما؟ وماذا لو طلب عون تعديل التشكيلة؟ وهذا يعني أنه يعود إلى المراوحة ويكون طرفاً في تحمّل المسؤولية، وهذا ما لا يريده الحريري.
وتأجل اللقاء إلى اليوم الأربعاء. ومن غير المحسوم ما إذا كان اللقاء سيحصل، وما هي صيغته؟ وينتظر الحريري زيارته إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وفي لبنان ثمة من يعتبر أن مصر لا تريد للحريري الاعتذار ولا التنازل. أما في حال حتمية الاعتذار، فترفض مصر أن يسمي الحريري بديلاً. وهذا موقف يلتقي عليه أيضاً رؤساء الحكومة السابقون، وخصوصاً فؤاد السنيورة وتمام سلام.
الحريري قرر أن يكون التشاور مع القاهرة بشأن الخطوات المستقبلية، لتتضح أمامه خريطة التطورات. ومن المفترض أن يعمل على تقديم تشكيلة حكومية من 24 وزيراً، 18 اسماً كان قد اقترحهم سابقاً، وبناء على التوزيعات نفسها، وإضافة 6 أسماء جديدة. وبحال رُفضت التشكيلة أو طلب عون التعديل عليها، سيعتبر الحريري أن هذا الأمر بمثابة الرفض والتعدي على صلاحيات الرئيس المكلف. فيما يتلقى نصائح بعدم الاقدام على مثل هذه الخطوة، لأنه سيعتبر اعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية ايضاً. لا بد من انتظار ما سيسمعه الحريري في القاهرة، فيما هناك من يعتبر ان التواصل تجدد في الساعات الماضية بحثاً عن بديل منه، وعادت المساعي لإقناعه بتسمية ميقاتي.
سلام وميقاتي
وشهدت الأيام الماضية المزيد من الاتصالات السياسية، بحثاً عن بديل للحريري. مصادر قريبة من حزب الله تعتبر أن الجميع أصبح في مرحلة ما بعد اعتذار الرئيس المكلف، ولا بد من البحث عن البديل. وجرى التداول باسم نجيب ميقاتي. وهناك من يؤكد أن الفرنسيين يفضلون ميقاتي.
وتشير معلومات إلى أن الحريري اتصل بالرئيس تمام سلام وسأله ما إذا كان يقبل ترؤس الحكومة، لكن سلام رفض. واتصل الحريري بميقاتي للهدف نفسه، فكان جوابه: “لا أعتقد من المناسب تشكيل حكومة في هذا الظرف. فلا مساعدات ولا ضمانات خارجية ولا أحد يهتم بلبنان. لذا فالمهمة ستكون محرقة. ولا يمكن أن أكون بديلاً عنك، وبسبب عدم قدرتك على تشكيل حكومة. فما الذي يتغير معي أنا؟”.
وتقول مصادر متابعة إن أطرافاً أخرى تواصلت مع ميقاتي لجس نبضه، فكان جوابه أنه لا يقبل من دون موافقة الحريري، ودعم سنّي له. إضافة إلى وضعه بعض الشروط. ومنها أن تكون حكومة تكنوسياسية، ولا تسمى حكومة انتخابات. ثم إنها ستكون حكومة اتخاذ قرارات غير شعبية. ومن شروط ميقاتي أيضاً أن يكلف بتشكيل حكومة ثانية بعد الانتخابات، لاستكمال المهمة التي تشكلت على أساسها حكومته.
حسان دياب جديد؟
ويعتبر البعض أن المصريين قد يطلبون من الحريري عدم الاعتذار والتريث، أو تشكيل حكومة، بسبب عدم توفر التوافق على بديل. وقد يتكامل هذا الضغط مع الضغط الفرنسي، فتتشكل الحكومة.
لكن آخرين يستبعدون الوصول إلى مثل هذا الخيار، لإن الحريري لن يقدر على تشكيل الحكومة، ولن يسمي البديل. وهذا يضعه في مواجهة مع برّي وحزب الله أيضاً، فتسقط الخيارات كلها. ويكون حزب الله أمام استحقاق الاتفاق مع رئيس الجمهورية على رئيس للحكومة.
وهذا يجعل الحكومة مجدداً شبيهة بحكومة حسان دياب، ويؤدي إلى تحميل حزب الله مسؤولية الانهيار في المرحلة المقبلة، في ظل حكومة محسوبة عليه.