قطع طرق ودخان أسود بعد اعتذار الحريري… “خافوا الله فينا”
قف لبنان على فوّهة بركان مترنّحاً. جاء اعتذار الرئيس المكلّف #سعد الحريري ليُحرّك الشارع مجدّداً، على وقع انهيار تاريخي للعملة الوطنية التي ما أن أعلن الحريري من بعبدا تعذّر التشكيل حتى هوَت إلى أدنى مستوياتها في السوق السوداء، مسجّلة نحو 21 ألف ليرة للدولار الواحد. واختلطت ضبابية المشهد السياسي بدخان الإطارات ومستوعبات النفايات، من البدّاوي إلى الناعمة والجيّة مروراً بكورنيش المزرعة والطريق الجديدة، احتجاجاً على الدَّرَك الأسفل الذي بلغه لبنان اجتماعياً واقتصادياً، فيما شهدت المدينة الرياضية اشتباكات بين محتجّين ومناصرين للحريري وعناصر الجيش.
أغضب اعتذار الحريري مناصرين له خرجوا للاحتجاح على ما اعتبروه إفشالاً لمحاولاته لتشكيل الحكومة، ورمي للبلاد في المجهول.
هكذا تحوّل المشهد دراماتيكياً عند تقاطع المدينة الرياضية- الجامعة العربية حيث قطع عشرات الشبان طريق الأوتوستراد الحيوية، فمنعهم الجيش، وحصلت مواجهات بين الطرفين، إذا رمى الشبان الحجارة في اتجاه الجيش الذي ردّ باطلاق الرصاص المطاطي في الهواء لتفريق المحتجين الذين انكفأ عدد كبير منهم الى الأحياء الداخلية لمنطقة #الطريق الجديدة. وأفادت معلومات عن سقوط جرحى في صفوف الطرفين، وعن رمي المحتجين بالمولوتوف.
وتعرّض صحافيون لتعامل عنفي خلال التغطية.
وتكرّر مشهد الغضب في أكثر منطقة تضم مؤيدين للحريري الذي خرج اليوم من لقاء رئيس الجمهورية #ميشال عون متجهم الوجه، معتذراً وخالصاً الى القول: “الله يعين البلد”.
فقد عمد محتجّون على قطع السير على كورنيش المزرعة بالاتجاهين بمستوعبات النفايات، وصاح مواطن في وجه أقطاب السلطة أمام كاميرا “النهار”: “خافوا الله
فينا… ما معنا ناكل ولا نشرب، ليش ساكتين؟”، مؤكداً: “لن نُغادر الشارع، وكل شريف يخاف الله لا يجب أن يُغادر”.
كما قطع شبّان طريق الحمراء وفردان وقصقص وأوتوستراد الجية- مفرق برجا بالاتجاهين، إضافة إلى مستديرة الكولا.
وفي الشمال، قُطع السير على أوتوستراد البداوي بالاتجاهين- محلة الاكومي، بالإضافة إلى أوتوستراد المحمّرة.
أمّا في البقاع فقد قطع محتجّون طريق عام تعلبايا والفاعون دير زنون.
وفي صيدا، قُطع شارع رياض الصلح وساحة النجمة ومستديرة السعودي.
وقرابة الساعة التاسعة، عاد الهدوء إلى منطقة الجامعة العربية وصولًا إلى الكولا بعد تراجع حركة المحتجين في الشارع.
وكان الحريري قد أعلن اعتذاره عقب لقاء الرئيس ميشال عون، قائلاً: “الله يعين البلد”. وفي وقت لاحق، أعلنت رئاسة الحمهورية أنّ عون “سيحدّد موعداً للاستشارات النيابية الملزمة بأسرع وقت ممكن”، معتبرة أنّ “رفض الحريري مبدأ الاتفاق مع عون والتشاور معه لإجراء تغيير في الأسماء والحقائب يدلّ على أنه اتخذ قراراً مسبقاً بالاعتذار رغم الاستعداد الذي أبداه عون لتسهيل مهمة التأليف”.