عون مستعجل… قَبِلَ الحريري ام لم يقبل!
منذ اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة، بدأ الانقسام السياسي بين قوى الاكثرية النيابية يظهر بشكل لافت، وبدأت المفاوضات تسير على قدم وساق بين كل من التيار “الوطني الحر” و”حزب الله” و”حركة أمل” بهدف مناقشة الخيارات المُتاحة لتكليف رئيس جديد.
وفي هذا الاطار اكدت مصادر مطلعة ان الانقسام السياسي يتمحور حول الاسم المناسب للحكومة في المرحلة المقبلة، حيث ان التيار “الوطني الحر” وبحسب المصادر سوف يسعى الى اختيار شخصية مقربة منه وطرح لذلك عدة أسماء بانتظار دعم “حزب الله” لأي منها وذلك لضمان حصولها على الاكثرية اللازمة في الاستشارات النيابية.
في المقابل يبدو ان للثنائي الشيعي رأيا مختلفا، اذ ان “حزب الله” و”حركة امل” يرغبان بالتفاهم مع الرئيس سعد الحريري أولا، بالرغم من الخلاف الحاصل بين الحزب والمستقبل، الا ان الثابتة الاساسية التي يعمل وفقها “حزب الله” هي عدم تسمية رئيس حكومة قد يستفز اسمه تيار “المستقبل” وشارعه السني، وفي الوقت نفسه فهو لا يبدي رغبة في الذهاب الى حكومة شبيهة بحكومة الرئيس حسان دياب.
وبالرغم من كل الخلافات، فإن رئيس الجمهورية ميشال عون، وبعكس كل المرات السابقة، يبدو مستعجلا للدعوة الى الاستشارات النيابية، من دون معرفة الاسباب التي تدفعه نحو الاسراع بذلك، علماً انه من بين المستفيدين، الى حد ما، من الفراغ الحكومي، غير انه وبحسب المعلومات، فإن موعد الدعوة للاستشارات سيكون قريبا.
واعتبرت المصادر أن في استعجال عون احراجاً لبعض القوى السياسية لا سيما “حزب الله” و”حركة امل”، وهذا تحديدا ما يهدف اليه لإلزام هذه القوى بالتشاور معه للوصول الى حل سريع وتوافق على اسم الرئيس المكلّف او على الصيغة التي سيتم اعتمادها خلال المرحلة المقبلة.
وتتوقع المصادر ان يصار الى تكثيف الاتصالات بين قوى الاكثرية للاتفاق على اسم يلاقي كل الاطراف المعنية، سواء قبل الحريري به ام لم يقبل، علماً ان الحزب يفضل عدم تشكيل حكومة لا يغطيها الأخير خصوصا في ظل انعدام التوافق الدولي والاقليمي حولها.