دولار “كازينو لبنان” لا يزال بـ1500 ليرة ارتفاع المراهنات وازدياد الأرباح
زبائن الكازينو أو رواده كما يحب المسؤولون تسميتهم تغيرت أحوالهم وأنقلبت أوضاعهم مع إنقلاب أوضاع لبنان، وحده حبهم للمقامرة لم يتغير. زبائن الماكنات لا يزالون الأكثر عدداً يتوافدون منذ العاشرة صباحاً أملاً بتسلية وربح بسيط، أعدادهم لم تتغير ما تغيّر ربما هو الوقت الذي يمضونه في اللعب بعد أن ارتفع ثمن “الفيشة”، ينفقون ما معهم ويذهبون.
أما زبائن صالات الألعاب فهذه قصة مختلفة كلياً، فهؤلاء غربلهم الوضع الاقتصادي، ترك منهم الميسورين اصحاب “الفريش موني” وأبعد من اصطلح على تسميتهم “شوفيرية التاكسي” او بشكل اصح اصحاب الدخل المحدود جداً. فمن كان يأتي سابقاً الى الكازينو ليلعب ب300 او 500 ألف ليرة لم يعد هذا المبلغ يسمح له باللعب أو ربما لم يعد يملكه ومن كان ينفق راتبه في لعبة ثم يستدين من المرابين المتواجدين في حرم الكازينو أو محيطه لم يعد قادراً على ذلك مع قيام إدارة الكازينو بالتعاون مع مخابرات الجيش بمنع هؤلاء من التواجد هناك. لذلك وحدهم من يملكون الكاش دولار استمروا رواد الكازينو. وان كان للأزمة المالية من حسنات فهي أنها ابعدت “الفقراء ” عن صالات الألعاب بعد ان نافست هذه الأخيرة في تفريغ جيوبهم.
تغيرت نوعية رواد الكازينو يقول أحد الموظفين المسؤولين في صالات الألعاب، لا بل تحسنت بفعل ارتفاع سعر الدولار. فاللعب في صالات الكازينو بالليرة اللبنانية ورغم ارتفاع اسعار الفيش ضعفين او ثلاثة، باتت المراهنات بمبالغ كبيرة أمراً عادياً بالنسبة لأصحاب الدولار، وهؤلاء ازدادت أعدادهم كما يؤكد بدهشة الموظف المسؤول، وباتت ألعابهم أكبر ومراهناتهم أعلى أما من لا يملك الدولار فلم يعد قادراً على دخول الكازينو. ومن كان يلعب ضربة spin على طاولة الروليت بمئة مليون او 500 مليون سابقاً صارت ضربته تصل الى مليار ليرة اليوم، او صار يلعب الـ plein، المليون لم يعد لها قيمة بالنسبة الى الزبون “الثقيل” حتى الخسارة الكبيرة لم تعد موجعة كما كانت سابقاً، فمن يخسر 40 مليوناً على سبيل المثال فخسارته لا تعادل أكثر من ألفي دولار.دولار الكازينو لا يزال بـ1500 ليرة فيما اللاعبون يصرّفون دولاراتهم في الخارج ويلعبون بمبالغ طائلة لفترات أطول. فمن كان يأتي ليتسلى بألفي دولار سابقاً صار اليوم يمضي يومين او ثلاثة على الطاولة لينفق هذا المبلغ. الطاولات “مفولة” وعلى الرغم من التقيد بنسبة 50 % من القدرة الاستيعابية فإن عدد طاولات الروليت الملأى ليلياً يوازي 20 طاولة والزبائن ينتظرون بالصف…يقول أحد العارفين أن كازينو لبنان استفاد من الأزمة المالية ومن أزمة كورونا معاً. فبعد كورونا لم يعد عليه تخصيص مبالغ للعشاء والمشروب والسيكار فانخفضت كلفة التشغيل فيما ازدادت أرباح الألعاب نتيجة ارتفاع المراهنات وارتفاع اسعار الفيش وفقدان رواتب الموظفين الكبار التي كانت ترهق الكازينو لقيمتها الفعلية نسبة الى الدولار. وبعد أن وصل الكازينو الى حافة الإفلاس نتيجة المصروف المرهق يعود اليوم ويستعيد مجده بعد ان زادت نسبة الأرباح ثلاث مرات عن قبل كما يؤكد احد المطلعين. لكنها أرباح بالليرة اللبنانية تبقى ركيكة وغير ثابتة إذا ما “قرّشت” بالدولار…