هل تدفع الازمة الى الدخول في حرب ناقلات النفط بين اسرائيل وإيران؟

غرق لبنان في دوامة انهيار اقتصادي ويعاني من ازمة حادة في المحروقات، ولاقى مقترح استيراد النفط من إيران، الذي طرحه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في احدى خطاباته كأحد اوجه حلول الازمة، ردود فعل انطلقت من خلفيات سياسية بحتة وتراوحت بين مستنكر ومرحب، مع طرح محاذير وتساؤلات حول تخطي كل المؤسسات والإجراءات الحاصلة عبر المناقصات لاستيراد البنزين من إيران.
ولخّصت مفاعيل التغريدة، التي نشرتها السفارة الإيرانية في لبنان في حزيران الماضي، واقع الحال، وقطعت الطريق امام اي تقدم في هذا المجال. وجاء في التغريدة إن إيران لا تحتاج لإذن أميركا لإرسال الوقود إلى لبنان، في حين سارعت وزارة الطاقة اللبنانية إلى نفي طلبها استيراد الوقود الإيراني خوفاً من العقوبات الأميركية، كما أكدت ان لبنان لا يشتري النفط الخام من أي بلد وهو لا يملك مصفاة للنفط الخام، كما لا يوجد أي طلب لدخول ناقلة النفط لموانئه.

منذ حوالي خمسة أشهر ونطاق الحرب البحرية السرية بين إيران واسرائيل يتصاعد بشكل علني وخطير، ولكن دون ان ينذر باشتباك او مواجهة مباشرة بين الطرفين.

وتملك إيران أحد أكبر اساطيل ناقلات النفط وتسيطر على مضيق هرمز وهو الممر المائي الاستراتيجي الذي تمر عبره 20% من إمدادات النفط العالمية، إلا انها تعاني من العقوبات وصعوبة التحرك في البحر المتوسط، والاحمر تحديداً، نظراً لاتهامها بتزويد حلفائها بالنفط والاسلحة اضافة الى تهديدها امن وسلامة الملاحة الإسرائيلية

مؤخراً، يتم تداول معلومات حول رسائل تهديد وجّهتها اسرائيل لحزب الله تقضي باستهداف اي ناقلة نفط تتجه الى سوريا ولبنان، ليرد حزب الله باللهجة والتصعيد عينه، في حال التعرض لأي ناقلة نفط ايرانية متوجهة الى سوريا ولبنان.
فهل دخل لبنان على خط حرب ناقلات النفط بين اسرائيل وإيران؟
مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن د. هشام جابر أكد في اتصال مع “ليبانون فايلز” ان تلك التهديدات القائمة بين كل من اسرائيل من جهة وإيران وحزب الله من جهة ثانية، تبقى ضمن إطار الحرب النفسية ومن ضمنها الحرب الاعلامية”، مشيراً الى ان “المنطقة تعيش حرباً تشمل كل الحروب عدا الحرب الميدانية، اذ ان هناك حرباً استخباراتية ونفسية واغتيالات والى ما هنالك”.

إلا ان جابر أبدى استغرابه من دخول حزب الله في حرب ناقلات النفط التي تجري بين اسرائيل وإيران، وقال: “في حال صَحَّت هذه التهديدات، فإنه لا مصلحة للطرفين ان تستمر، وخاصة بالنسبة لإسرائيل، كما ان إيران لديها مشاريع اوسع في الخليج وبحر العرب والخط الفارسي وخليج هرمز. ومن جهة أخرى، فإن حزب الله ليس لديه مصلحة بالدخول مباشرة في هذه المعركة”.
وختم: “هذه التهديدات تبقى فقط في دائرة التهديد، ولن تدفع لإشعال أي حرب بسبب هذه الناقلات”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى