هل ينقذ اللقاح ضدّ كورونا العام الدراسي؟
يطفئ فيروس كورونا في كانون الأوّل المقبل شمعته الثالثة، مستمرّاً رغم اللقاحات المتعددة التي رُفعت بوجهه، في التحوّر والتكاثر بجديديه “دلتا” الذي يحوز على أكبر نسب الإصابة حول العالم و”لمبدا” الذي يسيطر حتّى الساعة في بلدان أميركا الجنوبية.
بحسب التفسيرات الطبية، فإنّ المجتمعات التي تتأخّر في تلقي اللقاح، أيّاً كان نوعه، تساهم في بروز متحوّرات جديدة تأتي نتيجة الإصابة الشديدة بالمرض والتأخّر في التعافي منه، ما يشكّل بيئة حاضنة لبروز أنواع جديدة من كورونا قادرة على الإنتشار بشكل أوسع وعلى تهديد صحة الإنسان بعوارض أشدّ من السابق، في حال عدم تلقّي اللقاح.
جديد الإحصاءات حول العالم، في آخر تقرير نشرته “رويترز”، يظهر أن أكثر من 198 مليون نسمة أصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم، في حين تخطى إجمالي عدد الوفيات الناتجة من الفيروس الـ 4 ملايين.
وفي لبنان الذي يحتلّ المرتبة 44 في لائحة الدول الأكثر إنتشاراً لكورونا، دخلت حيّز التنفيذ في الساعات الماضية جملة إجراءات تهدف الى الحدّ من إنتشار “دلتا” عبر شروط محدّدة تسمح بالدخول الى المؤسسات السياحية، أهمّها إبراز كلّ من يريد الولوج الى أيّ من هذه المؤسسات شهادة تلقيه اللقاح او مستند فحص مناعة الـIGG الذي يثبّت الاصابة السابقة بكورونا. في وقت تحضّر الجهات المعنية ماراتوناً خاصاً، يتلقّى خلاله كلّ العاملين في القطاع السياحي اللقاح المُضاد للفيروس.
سرعة إنتشار المتحوّر “دلتا” تُرجمت في لبنان بتخطّي عدد الإصابات اليومية عتبة الألف، وسط توقّعات في أن تبلغ الموجة أشدّها في الشهر المقبل، الذي هو شهر العودة الى المدارس. فهل ينتهي العام الدراسي المقبل قبل أن يبدأ؟
المدارس حتّى الساعة تتحضّر لفتح أبوابها في الموعد المُحدّد للعودة وتستكمل إجراءاتها اللوجستية والصحية، فيما يترقّب الأهل بقلق مصير اولادهم للعام الثالث على التوالي وسط تساؤلات باتت مشروعة عن فاعلية التعلّم عن بعد وأثره على المستوى العلمي لجيل بأكمله أكاديمياً ونفسياً.
وفيما لم يصدر بعد أيّ مؤشّر عن وزارة التربية عن وضع العام الدراسي المقبل، تبذل الجهات المعنية جهداً لتجنّب الإقفال العام من جديد وسط اشتداد الأزمة الإقتصادية، وليست الاجراءات التي أُعلن عنها في القطاع السياحي إلا أوّل الغيث. فيما برز في الساعات الماضية إعلان حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، في خطوة متقدّمة، أنّها ستبدأ إتاحة لقاح سينوفارم الصيني لتطعيم الأطفال من سن 3 سنوات إلى 17 سنة. فهل ينسحب الإقدام الإماراتي على بلدان أخرى، فنشهد حلّاً يستند الى معطيات علمية قد يطوي مرحلة إقفال المدارس خوفاً من كورونا؟