بشكلٍ مفاجئ.. القوات الروسية تُخلي مقرّها الرئيسي بمدينة الميادين شرقي دير الزور
أخلت القوات الروسيّة، اليوم الأحد، آخر نقطة لها بداخل المربع الأمني الذي اتخذته مقراً رئيسياً على مدار عامٍ كامل، في مدينة الميادين شرقي دير الزور.
وقال مراسل إنّ: «القوات الروسيّة بدأت بإخلاء المربع الأمني منذ مطلع الأسبوع الفائت، دون معرفة الأسباب، وانتقلت إلى قواعد جديدة محاذية لمطار ديرالزور العسكري، حيث نقلت كامل عتادها العسكري وعناصرها وأكملت انسحابها صباح اليوم».
وأضاف المراسل أن «القوات الروسيّة أعادت فتح الطريق العام المار أمام مقرها، والذي كان مغلقاً منذ نحو عام، وتمنع مرور المدنيين والسيارات عبره».
مُشيراً إلى «أنهم أبقوا مجموعة من ميليشيا “لواء القدس” الإيرانيّة خلفهم في نقاط قريبة من المقر الذي أخلوه».
في السياق، أخلت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني ثلاثة مقرات أمنية لها محاذية للمربع الأمني الروسي، مساء السبت، إثر انسحاب الأخير المفاجئ، خشية استهداف المكان بغاراتٍ من سلاح الجو الإسرائيلي أو طيران التحالف الدولي.
وتُعتبر المناطق في القسم الشرقي من سوريا، مناطق استراتيجيّة وغنيّة بموارد الطاقة، فيما تشهد صراعاً صامتاً بين روسيا وإيران، حيث يحاول كل طرف بسط سيطرته وتعزيز نفوذه.
وتشهد محافظة دير الزور تقاسماً للنفوذ الإيراني والروسي، حيث يتمركز نفوذ الأخير في المناطق الغنية بالفوسفات والنفط، ونفّذت شركات روسية في تموز/ يوليو 2018، أعمال التنقيب الجيولوجي في بادية دير الزور الجنوبيّة.
كما تفرض روسيا السيطرة الجوية على كامل المحافظة، وتتحكم فيها من الناحيتين العسكرية أو الاقتصادية.
ومن أهم نقاط سيطرتها هو مطار ديرالزور العسكري الواقع شرقي المحافظة، بالقرب من قرية “الجفرة”، بالشراكة مع إيران من خلال وجود مستشارين عسكريين وفيه قسم محدود مخصص لميليشيا الحرس الثوري الإيراني.
في حين، تسيطر القوات الروسية على المربع الأمني في حي “الجورة” داخل الأحياء المأهولة بمدينة ديرالزور، كما تتواجد إيران بشكلٍ قيادي من خلال بعض الضباط في مراكز الفروع الأمنية هناك، إضافة إلى سيطرتها على الأحياء الغربية والشرقية في المدينة.
ومنذ أواخر عام 2017، تسيطر الميليشيات الإيرانيّة على كامل مدينة البوكمال ونواحيها، بصورةٍ مباشرة، في ظل غيابٍ ملحوظ للقوات الحكوميّة.
كما تسيطر أيضاً على مناطق واسعة من مدينة الميادين وريفها، فضلاً عن انتشارها في مواقع متعددة بمحافظة دير الزور.