آسيا الوسطى تخشى ظهور “ليبيا أخرى” في حكم طالبان

مع إعلان حركة طالبان تشكيلها حكومة تصريف أعمال، الثلاثاء، بعد يوم من إتمام سيطرتها على كامل أفغانستان بضمها إقليم بنجشير، تصاعدت مخاوف دول الجوار من أن تتحول أفغانستان لقاعدة تصدير الإرهاب كحال ليبيا مع جيرانها بأفريقيا.

ويصف متخصصون الحدود الواسعة بين أفغانستان وجيرانها بكلمة “الحزام الإرهابي”؛ فما بين أفغانستان وكل بلد منهم تقبع جماعات إرهابية تهدده، وتدعمها طالبان.

التهديدات لطاجيكستان

تقع طاجيكستان شمال شرق أفغانستان، ولها تجارب قاسية مع حركات تدربت في أفغانستان، أشهرها “حزب النهضة الإسلامي”، الذي خاضت معه حربا طويلة من 1992- 1997، سقط خلالها آلاف الأبرياء على يد الحزب المقدر أفراده بـ 40 ألف شخص.

والحزب فرع لتنظيم الإخوان الإرهابي، أسسه في 1990 عبد الله نوري ضمن قادة قابعين حينها في أفغانستان، وهدفه إقامة “حكومة إسلامية” وفق منظور لا يعترف بالأوطان والحدود.

التنظيم الثاني هو “أنصار الله” الطاجيكي، المعروف بـ”طاجيك أفغانستان”، وتصنفه الحكومة كأخطر الجماعات بعد ارتكابه عمليات وحشية.

وبحسب وسائل إعلام طاجيكية، فطالبان عهدت إلى مقاتلين في حزب “النهضة” و”أنصار الله” بإدارة قضايا الحدود بين البلدين؛ ما يسهل تسلل المسلحين وتهريب الأسلحة، وهو ما دفع طاجيكستان لاتخاذ تدابير استثنائية بعد سيطرة طالبان على أفغانستان، ومنها قرار الرئيس إمام علي رحمن إرسال 20 ألف جندي احتياطي للحدود كقوات إضافية.

التهديدات لأوزباكستان

وفيما يتعلق بأوزبكستان، شمال أفغانستان، تبرز “الحركة الإسلامية الأوزبكية” التي أسسها الأوزبكي طاهر يولداشيف 1998 للإطاحة بإسلام كريموف” (رئيس أوزبكستان 1990–2016)، ونفذت تفجيرات بالعاصمة طشقند في 1999 و2004، كما شاركت مع “حزب النهضة الإسلامية” في الحرب ضد طاجيكستان.

وعقب خسارة المواجهات مع طاجيكستان وأوزبكستان تحالفت الحركة مع تنظيم القاعدة، والتقى يولاشيف في باكستان مع أسامة بن لادن نهاية التسعينات، وحافظت الحركة على علاقاتها مع “طالبان”، وفي 2015 بايعت داعش.

كذلك تتحسب أوزبكستان لنشاط “اتحاد الجهاد الإسلامي” الذي أسسه نجم الدين جالولوف، المعروف أيضًا بأبو يحيى محمد فاتح المرتبط بالقاعدة وشبكة حقاني في أفغانستان، ويصدر بيانات ومقاطع فيديو منتظمة تشجع سكان وسط آسيا على الانضمام للقتال، وفقا لمركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية “ويست بوينت” الأميركية.

 التهديدات للهند

تمتد تهديدات الوضع الأفغاني إلى الهند التي تفصل باكستان- حليفة طالبان- بينها وبين أفغانستان، لوجود حركات إرهابية تتخذ من قضية كشمير ذريعة لاستهداف الهند، وتتلقى المدد من طالبان والقاعدة، ومنها “عسكر طيبة” و”جيش محمد” و”شبكة حقاني”.

وتقول الصحفية الهندية “أديتي بهادوري”، لـ”سكاي نيوز عربية” إن علاقة طالبان بالجماعات النشطة في كشمير معروفة، فقد وفرت طالبان المأوى لإرهابيي “جيش محمد” الذين أُطلق سراحهم من السجن الهندي بعد اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية من كاتماندو إلى قندهار.

كما لفتت إلى أن “شبكة حقاني”، التي عينت طالبان أحد قادتها سراج الدين حقاني وزيرا للداخلية، قصفت السفارة الهندية في كابول 2008، وهاجمت طالبان القنصلية الهندية في مزار الشريف وجلال أباد.

وحول وعود طالبان بعدم التدخل في دول الجوار، قالت الصحفية الهندية: “طالبان قالت مرارا إنها لن تتدخل في شؤون الهند، ونأمل أن يفوا بوعدهم”.

وبشأن قمة منظمة شانغهاي للتعاون المزمع عقدها في طاجيكستان 16 و17 سبتمبر لمواجهة الإرهاب، قالت: “إذا اتفق جميع الأعضاء فيمكنها بالطبع أن تنجح.. لكن السؤال هل سيفعلون؟”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى