صمت القبور: الـ 48 ساعة نفدت …ولا حكومة!

ماذا بعد ومن يفتعل كل تلك الذرائع الواهية؟

انه جرس انذار كبير، فما يجري مُدعاة للقلق، كم ستفرح هذه الطبقة التدميرية وترفع الكؤوس احتفالاً بالضحايا لمسيرتهم الحافلة بكل أنواع الجرائم. ولهؤلاء، الذين يتوزّعون المقاعد الوزارية والنيابية والسياسية والحزبية، أنّ يفرحوا، لكن ليحفظوا هذا التاريخ جيداً، حيث لا شكل لانتصارهم سوى مشاهد الخراب والدمار والدماء والدموع!

هذا هو مشهد لبنان اليوم. مشهد فريق المجرمين والسارقين يريد العودة للاستيلاء على كل شيء في البلاد. في الدولة ومؤسساتها، وفي القطاع الخاص وودائع الناس وخيراتهم. مشهد القتلة الذين يبكون على التعب والقهر، وكأنهم كانوا سجناء مقهورين، ولم يحكموا البلاد والعباد منذ 45 سنة من دون توقف، ولم يرموا بأجيال من اللبنانيين في نار الحروب أو تهلكة الهجرة.

العراقيل التي لا تزال توضع في دواليب عربة الذين خوّلهم الدستور دون غيرهم صلاحية إقتراح التشكيلة الحكومية المناسبة والمتطابقة مع الظروف التي يعيشها لبنان حالياً، ليست من صنع الأشباح، بل يقف وراءها من كان يقف وراء كل “الخربطات”، التي دفعت الرئيسين المكّلفين السابقين (السفير مصطفى اديب والرئيس سعد الحريري) إلى الإعتذار. وهذا ما يحاول القيام به اليوم مع الرئيس نجيب ميقاتي.

فهل من لا يريد أن تبصر أية حكومة النور، يفتعل كل تلك الذرائع الواهية لكي تبقى البلاد من دون حكومة فاعلة يعّول عليها اللبنانيون الكثير، وكذلك المجتمع الدولي؟

فإذا كان هذا هو المطلوب، أي الوصول إلى الإنتخابات النيابية بحكومة هي أشبه بحكومة مجلس اعلى للدفاع، او بوزيرين للداخلية والعدلية مطواعين، فإن كل ما يُبذل من مساعٍ، وكل ما يُعقد من إجتماعات، تبقى من دون نتيجة تُذكر.

في المقابل، كل المؤشرات  تؤكد انّ رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي قد وصل الى نهاية مشواره الحكومي، وبات الحسم مطلوباً منه ومن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إما تأليفاً وإما اعتذاراً.

وعليه، الـ ٤٨ ساعة التي وضعت للحسم الحكومي شارفت انّ تُنفد وارجحية الفشل في ذلك اكبر من عدمه، لانّ عدم التأليف سيجعل ميقاتي في موقف صعب وسيكون خياره الاعتذار بعد تعهده بأنه لن يترك الامور تمتد لأكثر من شهر، وانّ تركيزه في أكثر من مرة انّ وقته ليس مفتوحاً والمهلة ليست مفتوحة كان يقصد بها التاليف السريع او الرحيل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى