بعدما سقط على رأسه… هل يُعلِن بايدن استقالته في حديقة “البيت الأبيض”؟
لا إدارة أميركية تحكم إلا بتوافُق إسرائيلي – “جمهوري” – “ديموقراطي”
بمعزل عن الشقّ التّقني من الأزمة المالية – الإقتصادية في لبنان، يتّفق أكثر من خبير إقتصادي على أنها سياسية أيضاً، في جوانب أساسية منها.
نعود الى صيف عام 2019، أي الى الفترة التي بدأ خلالها اللبنانيون يتلمّسون شحّ الدولار من السوق، الى أن وصلنا الى انفجار شعبي في 17 تشرين الأول (2019)، بموازاة بدء الحديث الجدّي عن أن ودائع اللبنانيين “طارت”، وعن تحذيرات من أن الآتي أسوأ، وعن أن اللبنانيين قد يصلون الى الجوع، والى الأزمات الإنسانية، بشتّى أنواعها.
سياسية
ورغم أن شحّ الدولار في البلد راح يزداد منذ ذلك الوقت، إلا أن آراء أكثر من خبير تتّفق على أن الأزمة الإنسانية التي بدأت تهدّد الأدوية، والمحروقات، والطحين… منذ أيار الفائت تحديداً، ليست تقنية فقط، ويلفتون الى أنها بدأت بعد أربعة أشهر من دخول الرئيس الأميركي جو بادين “البيت الأبيض”، وأنها سياسية قبل أن تكون نتيجة الإنهيار اللبناني.
ضمانة
فرغم أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حاصر إيران إقتصادياً في لبنان، وعلى امتداد المنطقة، إلا أنه أبقى على سياسة الضّغوط القصوى عليها، في الداخل الإيراني أوّلاً. أما بايدن، فهو ألغى سياسة الضّغوط القصوى على إيران، ولكنّه حوّلها في المقابل الى بعض الساحات الإقليمية، وبأشكال عدّة، من بينها أزمة إنسانية (صحية وغذائية…) في لبنان، بموازاة التفريج عن طهران، سواء فيه (لبنان)، أو في اليمن والعراق، الى درجة أن النّاظر الى المشهد الإقليمي يسأل عن جدوى الحصار المستمرّ، طالما أن الإدارة الأميركية الديموقراطية الحالية تمدّد طهران في المنطقة، وتقبل بالاتّفاق معها في فيينا، حتى ولو أنه كان بعيداً من أي ضمانة إيرانية واضحة، حول نقاط أساسية كثيرة.
ضربة ثانية
شدّد مصدر واسع الإطلاع على أن “ما حصل في أفغانستان مؤخّراً، والضّربة على الرأس التي تلقّتها إدارة بايدن هناك، قادرة على أن تنعكس إيجابيات كثيرة، على لبنان والمنطقة عموماً، وبطريقة غير مقصودة أميركياً”.
وأوضح في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “ضربة أفغانستان كسرت ظهر الإدارة الديموقراطية الحالية، داخل الحزب “الديموقراطي” نفسه. وهذا ما سيصعّب على بايدن أن يتساهل في التفاوُض مع إيران مستقبلاً، خوفاً من تلقّيه ضربة ثانية على الرأس، ستكون من طهران بدلاً من حركة “طالبان”. فإذا حصل ذلك، سيُصبح مستحيلاً على إدارة بايدن أن تحكم، وسيصعب عليه إكمال ولايته الرئاسية، في تلك الحالة”.
مُفيد؟
وشرح المصدر:”لا إدارة أميركية تحكم، إلا بتوافُق إسرائيلي – “جمهوري” – “ديموقراطي”، على كلّ ما يتعلّق بها. وسيكون مستحيلاً على بايدن مُتابعَة مهامه، إذا فشل في توقيع اتّفاق مُحكَم مع إيران، ومُختلِف عن ذاك الذي وُقِّعَ معها في عام 2015″.
وختم:”بات الرئيس الأميركي مُجْبَراً على اتّخاذ موقف متطرّف في الملف الإيراني، بعد الإخفاق في أفغانستان. وهذا الأمر سيكون مُفيداً للبنان، ولدول كثيرة في المنطقة”.