“صفقة سرية” تحرّرت من سجن إسرائيلي فهل تُعتَقَل في مصر والأردن؟!

الأخطاء مُمكِنَة دائماً وعلى مستويات عدّة

هل هي فصول صفقة سرية اكتملت بعض أوجهها بـ “مسرحية” فرار أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع، فجر أمس، عن طريق نفق حفروه، في عمليّة أظهرت إخفاقاً إسرائيلياً يُشبه الى حدّ معيّن، الإخفاق الأميركي المقصود في الانسحاب من أفغانستان، وفي عمليات الإجلاء منها؟

أجواء متضاربة

في بعض مضامين الرواية، يتبيّن أن الأسرى كانوا يمضون عقوبة السجن المؤبَّد، في سجن شديد الحراسة. ورغم ذلك، حفروا نفقاً بطول عشرات الأمتار. وهذا ما دفع مصلحة السجون الإسرائيلية الى إخلاء السجن (جلبوع)، ونقل الأسرى منه الى سجون ومعتقلات أخرى، خوفاً من وجود أنفاق إضافية.

خبراء في تعقيدات الملف الإسرائيلي – الفلسطيني، يؤكدون أنه لا يُمكن الرّكون لاحتمال الصُّدَف في عمليات مماثلة، خصوصاً أن الطرفَيْن يخوضان مفاوضات سرية وغير مباشرة (إسرائيل وحركة “حماس”)، بهدف إتمام صفقة لتبادل أسرى، وسط أجواء متضاربة بين سلبية وإيجابية، خصوصاً أن “حماس” تشترط إطلاق سراح شخصيات قيادية كبيرة تنتمي الى الفصائل الفلسطينية، وتخضع لأحكام طويلة في السجون الإسرائيلية؟

قضايا عميقة

في أي حال، يؤكد مراقبون لآخر التطوّرات على الخطّ الإسرائيلي – الفلسطيني، أن لا حديث فعلياً وممكناً عن أي شيء، إلا بعد الزيارة المُرتقَبَة لرئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت مصر، التي يُنظَر إليها بأهمية كبرى، والتي ستقوده للقاء مباشر بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

فضلاً عن أن المراقبين يؤكّدون ان اللّقاءات الإسرائيلية – الأردنية السريّة، باتت تكتسب أهميّة إضافية مؤخراً، والتي كان آخرها اللّقاء الذي جمع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بملك الأردن عبدالله الثاني، بقصر الأخير في عمان، حيث ناقشا قضايا استراتيجية عميقة.

أخطاء

رأى مصدر مُتابِع أن “فرار الأسرى الفلسطينيين هو أقرب الى حادث حتى الساعة، لا بدّ من توضيح ملابسات كثيرة تتعلّق به، خلال الفترة القليلة القادمة، مع الكشف عن الظّروف التي تحكّمت بحصوله”.

ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “الأجهزة الأمنية والإستخباراتية والعسكرية الضّخمة حول العالم، لا تستبعد من “أجنداتها” الأخطاء التي تؤدي الى خروق أو تطوّرات أمنية، دائماً. فعلى سبيل المثال، أدى الفَشَل الأميركي، والأفغاني الرسمي، في الاستفادة من قدرات الجيش الأفغاني الذي بنته الولايات المتحدة الأميركية نفسها، خلال 20 عاماً، (أدى) الى انسحاب أميركي لا يليق بواشنطن، ولا بحجم الحرب التي خاضتها في أفغانستان”.

أنفاق

وأوضح المصدر:”قد يكون الإخراج الذي رافق هروب الأسرى الفلسطينيين غريباً، ولكن الأخطاء مُمكِنَة دائماً، وعلى مستويات عدّة. فإذا تعطّلت رادارات مثلاً، أو بعض الإلكترونيات، أو إذا تأخّرت بعض أعمال الصيانة، يُمكن لأكبر الدول حول العالم أن لا تعلم بحفر أنفاق هنا أو هناك”.

وختم:”الحُكم الكامل على ما حصل في سجن “جلبوع” يحتاج الى معطيات وأيام، أو ربما الى أسابيع، إضافية. ولكن التطوّرات على الخطّ الإسرائيلي – المصري – الأردني، تطبخ الكثير من معالم المستقبل للملف الفلسطيني. فالأردن وإسرائيل يتواصلان باستمرار، وبالسرّ، لا سيّما على المستوى الإستخباراتي، نظراً الى كميّة النّقاط المشتركة الموجودة على “أجندة” تل أبيب وعمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى