جدل تطعيم الأطفال… اليكم رأي 4 أطباء: الشروط والتحديات! | الثلاثاء 14 سبتمبر 2021
ليس لحماية الأطفال أنفسهم بل لحماية عائلاتهم ومحيطهم
شكّل قرار تطعيم الأطفال مادة سجال بين مؤيد ومعارض. فهذه الفئة هي الأقل تضرراً من فيروس كورونا ومضاعفاته مقارنة بكبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض صحية مزمنة.
أظهرت دراسات وبيانات عديدة، أن خطر كوفيد على الأطفال قليل جداً، وأنّ أقل من طفلين من بين كل مليون طفل توفوا بسبب الإصابة بمرض كوفيد-19.
انقسمت الآراء الطبية والعلمية حول ضرورة تطعيم هذه الفئة، أو إبقاء الجرعات لمن هم بحاجة إليها أكثر. ويشدد بعض الأطباء على أن التطعيم ليس لحماية الأطفال أنفسهم، بل لحماية عائلاتهم ومحيطهم، والوصول إلى مناعة مجتمعية بشكل أسرع. في المقابل، يُفضل أطباء آخرون التريث قليلاً، إلى حين صدور المزيد من النتائج الدراسية السريرية، خصوصاً أن هذه الفئة لا تعاني من أعراض خطيرة، كما هي الحال مع الفئات الأكبر سناً.
كذلك رأت منظمة الصحة العالمية أنه يتعيّن على الدول الغنية تأجيل تطعيم الأطفال والتبرع باللقاحات إلى دول أخرى، فالأولوية ليست للأطفال.
البروفسور غسان دبيبو : الإيجابيات تفوق المخاطر بكثير
يُشجع رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية الاختصاصي في طب الأطفال البروفسور غسان دبيبو عبر “النهار” على تلقي اللقاح للفئة العمرية بين 12-18 عاماً، لأن إيجابية التطعيم تفوق سلبياته ومخاطره النادرة. وعليه، يحمي التطعيم من أي أعراض صحية خطيرة قد يُصاب بها الطفل، أو مضاعفات خطيرة تُصيب 1 من أصل 3000 طفل، حيث يعاني من ردة فعل قوية تستدعي دخوله المستشفى (إلتهاب عضلة القلب أو غيرها من الالتهابات).
كما يُشكّل اللقاح وسبلة حماية بين الأطفال، والتخفيف من العدوى بينهم أو بين الأطفال والكبار، وكلها عوامل إيجابية تُشجع على إعطاء اللقاح.
(أ ف ب)
أما بالنسبة إلى سلبية التطعيم ومخاطره، فيشير دبيبو إلى أنها نادرة جداً وغير موثقة طبياً، كالتهاب عضلة القلب بعد تلقي اللقاح عند المراهقين الذين هم فوق الـ15 عاماً. ومع ذلك، تعتبر النسبة أقل بكثير من المشاكل التي نواجهها عند الإصابة بالفيروس.
وبناءً على التوصيات، يُعطى اللقاح لمن هم فوق الـ12 عاماً في انتظار الحصول على الموافقة لتطعيم الفئات الأصغر سناً، ومن المتوقع صدورها في بداية العام الجديد.
الدكتور عماد شكر : مشاكل صحية لأطفال بعد الشفاء من كورونا
برأي رئيس قسم الأطفال في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور عماد شكر أنّه “لم يكن هناك معلومات وإحصاءات كافية ودقيقة حول إصابات الأطفال بكورونا، خصوصاً أن أعراضها كانت خفيفة. ومع ذلك، لا تلغي الحالات البسيطة أبداً حقيقة ارتفاع الإصابات في صفوفهم. وكان لافتاً تعرض الأطفال لمشاكل صحية في مرحلة ما بعد كورونا، وقد شهدنا في مستشفى الحريري 32 حالة Post covid لأمراض يعود سببها إلى مضاعفات ما بعد الشفاء من الفيروس و5 حالات وفاة نتيجة ذلك.
وأضاف أن “الأطفال عرضة أكثر من غيرهم للإصابة مع انتشار المتحورات الجديدة، لأنها سريعة الانتشار والعدوى. وإذا أردنا أن نتحدث طبياً، فإن عمل اللقاح وكيفية تفاعل الجسم معه معروف عند الأطفال نتيجة وجود لقاحات متشابهة من ناحية عمله. صحيح أن لقاح كورونا جديد لكنه ليس غريباً عن أجسامنا.
إذاً، من الضروري تطعيم الأطفال، لأن الإصابات مرتفعة في صفوفهم. وبالتالي أصبح ضرورياً ومهماً تطعيم الأطفال لوقف انتقال العدوى.
كذلك قد تكثر الأمراض والفيروسات الجرثومية في الأشهر المقبلة بعد انخفاض الحرارة التي تعتبر بيئة مؤاتية لتكاثر الفيروسات والجراثيم وإضعاف المناعة. ويتساءل شكر “هل لدينا القدرة والاستعداد العلمي والطبي لاستقبال الطلاب وتأمين الشروط الصحية القصوى؟ ومن هذا المنطلق، علينا انخاذ الاحتياطات القصوى واللازمة لتطعيم الأطفال في ظل غياب التهوئة والبيئة النظيفة والمعقمة طوال الوقت؟!
ويختم قائلاً: “لا مانع من إعطاء اللقاح للأطفال فوق الـ12 عاماً. ولقد بدأت فرنسا وألمانيا وكندا وأوستراليا في تطعيم الأطفال في موازاة بدء العام الدراسي. ويعتبر التطعيم أهم عامل حتى يتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة.”
الدكتور جيرار واكيم: تطعيم الأطفال لتحقيق المناعة المجتمعية
يشدد رئيس قسم الأطفال في المركز الطبي للجامعة اللبنانية – الأميركية في مستشفى رزق الدكتور جيرار واكيم على “أهمية تطعيم الأطفال لتحقيق المناعة المجتمعية ومنع انتقال العدوى. هذا اللقاح ليس لأجل الأطفال بقدر ما هو وسيلة للوصول إلى مناعة مجتمعية تحمي السكان ومن ضمنهم الأطفال. لذلك يجب تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12-18 عاماً، حتى لو كانت اصابتهم بالكورونا أو المتحورات خفيفة ومقبولة. لذلك ننصح بالتطعيم لتحقيق هذه المناعة ووقف العدوى.
وعن ضرورة تطعيم الأطفال الذين أصيبوا بالفيروس سابقاً، يؤكد واكيم أّنّ “ما يطبق على الكبار يسري على الصغار، أي إعطاء جرعتين من اللقاح لحماية أفضل. علماً أنه لم تُسجل أي آثار أو أعراض جانبية خطيرة أو مقلقة. وعليه، يجب عدم التردد في أخذ اللقاح لحماية الجميع”.
الدكتور روني الصيّاد: لا خوف من التطعيم
يتشارك الإختصاصي في طب الأطفال الدكتور روني الصيّاد مع باقي زملائه حول أهمية تطعيم الأطفال لمن هم فوق سن الـ12، قائلاً: “أنا مع إعطاء اللقاح لمن هم فوق 12 عاماً، حتى الذين أُصيبوا بالفيروس سابقاً، عليهم تلقي جرعتين لتأمين حماية أكبر لهم ولأفراد عائلاتهم. كما لم تُسجل أي آثار أو أعراض جانبية مقلقة عند هذه الفئة، وبالتالي لا داعي للقلق بل يعتبر التلقيح ضرورياً لتحقيق المناعة وكبح جماح الفيروس وتحوراته”.