الفوضى ستزداد إذا بقيَت واشنطن بعيدة لوقت طويل ولبنان على “خطّ النار”!
مصدر: إعادة إحياء الخطة الأميركية تحقّق المصلحة اللبنانية لا السورية
على وقع المتغيّرات الكثيرة والمُتسارِعَة مؤخّراً، تمضي المنطقة في دروب الفوضى، بين حضور وغياب أميركي عنها، في وقت واحد، وسط عَدَم وضوح في الرؤية حول الجهة الدولية القادرة على الاستحواذ على نفوذ واشنطن التاريخي فيها مستقبلاً، فيما القوى الإقليمية متعدّدة، ولا اتّفاقات بينها قادرة على ضمان إطار معيّن، يحفظ الإستقرار الإقليمي، بشكل مُستدام.
تبايُن
ووسط هذا الجوّ، نجد أن الدّول العربية “تقلّع” أشواكها بأيديها، بين النّظر الى تخلّي الولايات المتحدة الأميركية الواضح عن سياساتها السابقة، والسّعي الأميركي للإتّفاق مع إيران كأولوية، وحتى بما لا يضمن المصالح العربية تماماً. بالإضافة الى مشهد عربي مُتحالِف، ولكنّه مُتباين أيضاً، في عدد من المفاصل، على خطّ مصر – السعودية – قطر – باقي دول الخليج العربي.
خطّ النار
نلاحظ بوضوح أن زمن التسويات الأميركية مع إيران، يُقابَل بفتور عربي، يُترجَم بعَدَم حماسة عربية، وخليجية تحديداً، للحكومة اللبنانية الجديدة. فضلاً عن أن سياسة إزالة الأنظمة الصاروخية الأميركية من السعودية، تواجهها الرياض بدراسة بدائل جديّة، من بينها الحصول على أنظمة دفاعية من الصين وروسيا، وحتى من إسرائيل، بحسب مواقع متخصّصة في الشؤون العسكرية.
فهل باتت الدول العربية تدافع عن نفسها بنفسها، وبأي طريقة، وذلك بعدما فقدت ثقتها بالأميركيين في الدفاع عنها ضدّ إيران؟ وهل تقع الحكومة اللبنانية على خطّ النار هذا؟
نموّ
شدّد مصدر واسع الإطّلاع على أن “التسوية الإقليمية في طور النموّ حالياً، ولكنّها لم تصل الى خواتيمها بَعْد”.
وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “الدور الذي يلعبه العراق حالياً، ورئيس حكومته مصطفى الكاظمي، هو ذاك الذي كان من المُفتَرَض أن يلعبه لبنان، ورئيس الجمهورية (ميشال عون) منذ نحو أربع سنوات، من باب المشرقية. وهذا ما لم يحصل”.
مقصودة؟
وأوضح المصدر أنه “من هذا الباب، نجد أن المصالح الإقتصادية الفرنسية تزداد في العراق، بما ينسجم مع الإرادة الأميركية، والتسهيل الإيراني. ولكن رغم الإستخفاف الأميركي بمنطقة الشرق الأوسط، إلا أن واشنطن غير قادرة على تركها، ولا على التخلّي عنها، ولا سيّما عن لبنان. والدليل على ذلك، هو إعادة إحياء الخطة الأميركية لاستجرار الغاز المصري، والكهرباء من الأردن الى لبنان، عبر سوريا، بما يحقّق مصلحة لبنان كأولوية، وليس المصلحة السورية”.
وأضاف:”التباعُد الأميركي عن المنطقة يسمح للفرنسيين والإيرانيين باللّعب فيها أكثر، وهذا صحيح. ولكن الأميركيين لن يتأخّروا عن العمل على رسم تعديلات جديدة فيها، من مستوى رفع أسهم تركيا مثلاً، لتحقيق بعض التوازن في وجه إيران، أو من خلال تكتيكات أخرى”.
وختم:”الفوضى الحالية قد تزداد، إذا بقيَت واشنطن ثابتة في تباعدها عن منطقتنا، لوقت طويل. وإذا حصل ذلك، فليس مُستبعَداً أن يكون مقصوداً، وسيؤثّر على المشهدَيْن الإقتصادي والأمني الإقليمي العام، خصوصاً أن الإقتصاد هو مدخل أساسي للأمن”.