عيسى بن سالم السقطري: السعودية والإمارات تتسابقان للسيطرة على جنوبيّ اليمن
أتوقّع سقوط مدن أخرى بأيدي ميليشيات دول الاحتلال
لا يستبعد شيخ مشايخ سقطرى، عيسى بن سالم السقطري، في حوار مع «الأخبار»، أن تلحق مدن أخرى بمدينة عدن وجزيرة سقطرى، في ظلّ التسابق السعودي – الإماراتي للسيطرة على جنوبيّ اليمن. وإذ يعتقد الأمين العام لـ«مجلس الإنقاذ الجنوبي» أن حكومة عبد ربه منصور هادي أصبحت فاقدة لكامل صلاحياتها، فهو يؤكد أن أبناء سقطرى لن يستسلموا لتغوّل الرياض وأبوظبي على أراضيهم.
كيف قرأتم الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة سقطرى؟ وما رأيكم بالموقف السعودي منها؟
– السعودية، من خلال متابعتنا لعملها في الأرخبيل، همّها فقط الاستيلاء على مطار سقطرى ومينائها، ودليل ذلك أنها سمحت لميليشيات (المجلس) الانتقالي بالدخول إلى العاصمة حديبو، ولم يهمّها اشتعال الحرب والبسط على مؤسسات الدولة وإسقاطها. لقد قامت فقط بحماية الميناء والمطار، والآن أصبح تمركزها الكامل فيهما، إذ رفضت تسليمهما للانتقالي، وأتوقع انفجار الوضع في سقطرى مرة أخرى بين الانتقالي والسعودية على الميناء والمطار.
السعودية والإمارات تتسابقان للسيطرة على جنوبيّ اليمن، ففي الوقت الذي تنشر فيه السعودية قواتها العسكرية في المهرة وسقطرى، تُجنّد الإمارات الآلاف من الميليشيات المسلّحة في كلّ المحافظات اليمنية الجنوبية، تحت مسمّيات أحزمة أمنية، وقوات نخب حضرمية وشبوانية، لتعزيز سيطرتها على الجنوب.
ماذا عن حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي؟ هل تعوّلون عليها في وقف تمدّد الاحتلال السعودي – الإماراتي؟
– الحكومة أصبحت فاقدة لكامل صلاحياتها في سقطرى، وفاقد الشيء لا يعطيه. كلّ ما حدث حدث بتواطؤ سعودي ورضى الحكومة القاطنة في الرياض. فالسيطرة السريعة لقوات الانتقالي على الجزيرة، والاستعدادات التي كانت تجري هناك منذ أكثر من شهر لمثل هذا الإجراء، أكدت أن الحكومة لم تَقُم بأيّ عمل لتحمي معاقلها وحصونها. ولهذا، باتت سقطرى في لحظات بين أحضان خصومها، بعد أن جرّها القطار إلى جانب شقيقتها عدن. وأتوقع أن مدناً أخرى ستكون هي التالية بعد سقطرى، إن لم تستفق الشرعية وتراجع حساباتها لإسقاط تلك المؤامرة التي تحاك من وراء الكواليس.
أنتم كـ«مجلس إنقاذ» مضى على تشكيله أكثر من ثمانية أشهر، أين موقفكم مما شهدته سقطرى، وقبلها المهرة التي التهمتها الرياض، علماً أن هاتين المحافظتين تشكّلان منطقتَي نفوذكم الرئيستين؟
– مجلس الإنقاذ ليس مقتصراً على المهرة وسقطرى. دوافع تشكيل المجلس الجديد تتمثّل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البلاد بعد أن أصبحت مستباحة، وانتُهكت سيادتها، ومُزّق نسيجها الاجتماعي. وموقف المجلس جليّ وصريح ضدّ كلّ من يعبث بالسيادة الوطنية، ومناهض للاحتلال أيّاً كان. هدفنا وقف الحرب ورفع الحصار وإنقاذ البلاد من حالة الانقسام والتشظّي والتردّي في مختلف المجالات، من خلال الدعوة إلى الحوار والشراكة بين كلّ الأطراف السياسية والاجتماعية الفاعلة والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، فضلاً عن رفض التدخل في شؤوننا الداخلية، أو اقتطاع أيّ جزء من أراضينا أو جزرنا أو بحارنا أو حقوقنا التاريخية، وأيّ استحداثات يقوم بها أيّ طرف أجنبي في الأرض أو البحر، سواء كانت بشكل مباشر أو غير مباشر عبر أدواته المحلية وميليشياته التابعة.
لكن كيف يُترجَم ذلك على الأرض؟ في سقطرى مثلاً، ما الذي فعلتموه لمواجهة التغوّل السعودي – الإماراتي؟
– ماذا عساه يفعل شعب لا يملك سوى الكلمة؟ لقد استسلم السقطريون للوضع منتظرين تدخّل الحكومة صاحبة القرار والقوة. وإن لم تتدخّل، فسيضطر مواطنو الجزيرة إلى الخروج والمطالبة باستعادة مؤسسات الدولة من خلال إقامة اعتصامات سلمية، وإيصال رسائلهم إلى المنظمات الحقوقية ومجلس الأمن الدولي والمبعوث الأممي.
وفي مواجهة أعمال التهجير التي تطاول العديد من أبناء سقطرى بحجّة أنهم «شماليون»، فضلاً عن الاعتقالات التي ينفذها «الانتقالي» ضدّ شخصيات مناهضة للإمارات، هل ستستسلمون لهذا الواقع؟
– بالطبع لا. أبناء سقطرى عنوانهم السلم، وهدفهم المنشود أن تظلّ سقطرى كما كانت، سلمية، وترفض أيّ عبث أو فوضى. وبكل تأكيد، لن يخضع أبناء سقطرى أبداً لأيّ أعمال تناهض أعرافهم وتقاليدهم، كما لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء أيّ قوى تحاول الزجّ بالأرخبيل في المجهول، وتسعى إلى تحقيق مطامع دول الاحتلال.