الحريري لن يتحدث عن الانتخابات حالياً… ولا تحالف مع “القوات”
رسالة “المستقبل” الى كل من يعنيه الامر : لن يكون جمعية خيرية في الانتخابات في اي من الدوائر الـ 15
“النهار”- رضوان عقيل
تحسم الحلقة الضيقة في قيادة “تيار المستقبل” القريبة من الرئيس سعد الحريري أنه لن يعطي أي جواب عن مشاركة فريقه في الانتخابات النيابية او عدمها قبل توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للاقتراع وتثبيت موعدها في شكل رسمي. ويأتي هذا الرد بعد انشغال الاقربين والابعدين من “التيار الأزرق” وطرح سيل من الاسئلة عن تعاطيه مع الاستحقاق المقبل، فضلاً عن الاهتمام بعودة زعيمه الى بيروت. وثمة نفي قاطع ان الرجل يعيش في اقامة جبرية في أبو ظبي ويخضع لجملة من الاجراءات من سلطات دولة الامارات والتدقيق في استقبالاته، بل هو على العكس يحظى من قادتها بالاهتمام والعناية المطلوبين. ولا يريد الحريري وعائلته، ولا سيما عمته النائبة بهية الحريري ونجلها أحمد، التعليق اليوم على كل ما يجري تداوله في وسائل الاعلام وعلى ألسنة قياديين في “المستقبل” او من خصومه في شأن الانتخابات وطريقة مقاربتهم لها. وثمة نقاط تم وضعها لجهة التعامل مع المرحلة المقبلة مع معاينة أصغر مسألة تخص الاستحقاق المنتظر في كل حيّ في الطريق الجديدة، الى ترقّب مسار ما يحصل في المنطقة ومتابعة المفاوضات النووية في فيينا، وكيف سيشق الاتفاق طريقه في الكونغرس، اضافة الى التوقف عند الاتصالات الايرانية – السعودية والتدقيق في ماهية الانفتاح الخليجي من فوق الطاولة وتحتها مع النظام السوري، لأن كل هذه العوامل والتبدلات السياسية بين اكثر من عاصمة ستكون لها جملة من الارتدادات على لبنان وتعقيدات ملفاته الاقتصادية والمالية، الى استحقاقَي الانتخابات النيابية والرئاسية المقبلتين. ويعتقد الحريريون ان علاقة السعودية ليست مقطوعة معهم بل مع لبنان جراء سياسات “حزب الله” في لبنان والمنطقة وصولاً الى اليمن.
واذ لم تنطلق الماكينة الانتخابية لـ “المستقبل” في شكل فعلي، الا انها لم تكن غائبة عن تسجيل المغتربين في الخارج، وأرسلت وفودا الى اكثر من دولة ينتشر فيها منتسبون ومقربون من فريقهم، وتوصلت الى رقم جيد من المسجلين الذين يدورون في فلكهم. ويتم هنا انتظار ما سيرسو عليه المجلس الدستوري حيال الطعن الذي قدمه العونيون لحسم مسألة تصويت المنتشرين. ولم يبت الحريري بعد موضوع المرشحين للانتخابات من عكار الى مرجعيون مرورا بيروت وكل المناطق. وكل ما يجري تناقله من لوائح مدعومة منه او تزكيته لاسماء، وخصوصاً في العاصمة، لا اساس له من الصحة، ولا سيما ان اللجنة الانتخابية المركزية لم تتألف بعد، وان كل ما يجري تداوله في الحديث عن لوائح انتخابية يتم تحضيرها مع الحريري غير دقيق، مع الاشارة الى ان النائبة الحريري ستترشح عن مقعدها في صيدا، ولن يدخل نجلها احمد بورصة المرشحين في العاصمة او اي دائرة اخرى.
وعند وضع النواة النهائية للماكينة وتكليف عناصرها ستقوم باستطلاعات داخلية وفي كل الدوائر لتحديد الاسم الانسب والاكثر مقبولية عند القواعد لخوض الانتخابات. ولن يكتفي “المستقبل” بترشيح وجوه سنّية فحسب بل سيرشح ويتحالف مع شخصيات مسيحية وازنة. وثمة امر مؤكد في مسألة التحالفات هو أن “المستقبل” لن يتعاون بالطبع مع “التيار الوطني الحر” على غرار دورة 2018. ويشمل هذا الامر وبنسبة كبيرة “القوات اللبنانية” مع ميل واضح الى عدم التحالف او تبادل الاصوات معها. ويوجه “المستقبل” رسالة الى كل من يعنيه الامر بأنه لن يكون جمعية خيرية في الانتخابات في اي من الدوائر الـ 15. من جهة اخرى، يتردد ان الحريري لم ينسَ بعد عدم إقدام”القوات” على تسميته في الاستشارات النيابية لرئاسة الحكومة، وفعلت الامر نفسه مع الرئيس نجيب ميقاتي، وان “المستقبل” لم يتعاط مع الموقع الماروني الاول في البلد بهذه الطريقة حتى لو اختلف مع شاغله اليوم. ويتحدث الحريري عن عمق علاقته مع الرئيس نبيه بري، وهي تقوم على ثوابت وطنية مع السعي الى افضل العلاقات بين مكوّنيهما والمساهمة في حفظ الوحدة الوطنية. واذا هما لم يتعاونا في الانتخابات بسبب علاقة بري مع “حزب الله”، فان هذا الامر لا يفسد اواصر العلاقة بين “التيار الازرق” وحركة “أمل”. ويقدّر الحريريون موقف رئيس المجلس وحرصه على استمرار الحريري في الحلبة السياسية. وينسحب هذا التقدير ايضاً على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والاستعداد للتحالف معه في الانتخابات. ولا يرى الحريري الا كل استعداد للتعاون مع ميقاتي “ونحن واياه جسد واحد”، وهما على تواصل يومي. ويريد لحكومته الاستمرار وتجاوز الصعوبات التي تعترضها، لأنه في حال استقالتها تطير الانتخابات ويصبح البلد في مكان آخر.
الى ذلك، لا تحبذ عائلة الحريري التعليق من اليوم في حال اتخذ زعيمها قرار العزوف عن الانتخابات. ويشير “المستقبل” هنا الى المناوئين له والذين ينتظرون عدم مشاركته في الانتخابات الى ان عدد المرشحين السنّة سيرتفع في اكثر من دائرة وخصوصا في بيروت.
ويستمر”المستقبل” في ربط نزاعه المفتوح مع “حزب الله” مع تصميم الحريري المعهود على وأد اي فتنة سنية – شيعية وسيحافظ على هذه المسلّمة وإنْ لم ترضِ الكثيرين. ولا يعني موقفه هذا “الاستسلام لسياسات الحزب” مع تذكير من يحاول تصدّر المشهد السني اليوم ويهاجم الحزب بانه كان الى الأمس القريب لا يغيب عن حارة حريك.