التقرير السياسي ١٢-١٢-٢٠٢١
العالم يتحفز لحدث عاصف لاستيلاد الجديد…
الحرب ..اين ستقع.. الانهيار الاقتصادي؟؟ ام انفجار ساحات جديدة..؟؟
التحليل؛
كثيرة هي المؤشرات والوقائع والتطورات التي تشي بان حالة الاستعصاء التي دخلتها العلاقات بين الدول والقارات باتت ناضجة لحدث يغير ما قبله ويطلق مفاعيل الجديد الذي طال انتظاره وطالت مرحلة المخاض الدامية..
روسيا وامريكا وحلفها الناتو في حالة قلق واستنفار وتحرشات شبه يومية وحشود واستعراض قوة ومناورات ومساع لا تكل تبذلها امريكا لمحاصرة روسيا والسعي لإرباكها واستنزافها لفصلها عن الصين ولتقليص دورها الذي تعملق كثيرا في الشرق واوروبا واسيا من المنصة الروسية لاسيما وقد استعرضت روسيا تطورها في صناعة السلاح الفرط صوتي وقد سبقت الغرب مجتمعا لعشرين سنه اقله وحولت الاساطيل والدرع الصاروخية الى خردة وباتت امريكا والغرب والناتو متيقنون من ان الزمن لا يعمل في صالحهم وبتسارع..
فهل ترتكب امريكا مغامرة حمقاء بتوريط الاتحاد الاوروبي والناتو باشتباك مع روسيا لإشغالها وانتزاعها من تحالفها الاوراسي…للاستفراد بالصين التي باتت الشغل الشاغل لأمريكا والند المطلوب وقف تقدمه قبل ان يلتهم النفوذ والعظمة والعجرفة الامريكية وعدوانيتها التي لم يعد يتحملها العالم وقرفتها الشعوب، وعلى خط مواز للتحرش بروسيا ومحاولات جرها وتطويقها بالتوترات والحصارات تحاول امريكا فرض اجندتها في بحر الصين وبذريعة تايوان تتحرش بالصين وتستعرض قوتها وتقترب من لحظة الاشتباك لاعبة على حافة الهاوية فاستمرار التقدم الصيني على ذات الوتائر يستعجل انهاء الهيمنة والتفوق الامريكي ويهدد امريكا بالانكفاء للاشتغال بأزماتها الانهيارية في داخلها..
الاستعراضات والتحرشات والمناورات الاسرائيلية الأمريكية زادت بمعدلات كبيرة ضد ايران وتتصاعد لهجة ولغة التهويل والتهديد بحرب تدمير المنطقة والاقلين فايران تصلبت وتوحدت ارادتها وسلطاتها وحزمت امرها وتسعى لاذلال امريكا وتدفيع اسرائيل وامريكا وحلفهم الخليجي الثمن الباهض مرورا بإذلال امريكا في الملف النووي واظهارها نمر من كرتون لم تعد تخيف احدا ولا هي قادرة على فرض ما تريد.
تركيا تعاني من تدهور عملتها الوطنية وتسارع ظواهر ودلالات الانهيار وانفجار ازماتها المتراكمة وتصدع وحدتها الوطنية التي كانت تجتمع تحت سقف العلمانية فاجهضها اردوغان وفشل باسلمتها وتقديمها نموذج السياسية السنية المعتدلة.
وبين الجزائر والمغرب تصعيد وسباق تسلح وتوترات وتسريع تحالف عدواني بين اسرائيل والمغرب لتامين جبهة في شمال افريقيا تعين امريكا بإرباك الصين وروسيا والحد من نفوذهم المتصاعد في تلك البيئات والاقليم الواعد وصاحب الموقع الجيوبوليتكي الحاكم.
في فلسطين سر الحكاية وفرصة تغير وتبديل المعطيات واعطاب الكثير من مراهنات واوهام إسرائيل وامريكا ومناوراتهم فغزة تغلي وقررت الا تستجيب لمحاولات مصر واسرائيل بعزلها وانتزاعها من المقاومة بخديعة ووهم الاعمار والتنمية والبحبوحة وفلسطين ال٤٨ تغلي وتشهد يوميا عمليات مسلحة وطعن وتقارير الجيش والامن الاسرائيلية يرتعد خوفا من انتفاضة الكرامة وقد عجز عن ضبط كميات السلاح المهربة من جنوب لبنان والاردن وبيع الجنود الإسرائيليين السلاح الفردي والذخائر وما تجيش به من تصاعد النقمة ضد سلطة ابو مازن التي اسفرت عن وجهها وحقيقتها وتجسدت عمالة وخيانة وانخراط بمحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وفوق كل ذلك يعيش العالم هاجس انهيار اقتصادي اجتماعي دراماتيكي اخطر مما شهده العالم في ازمة ال١٩١٩ والمجاعات والحرب العالمية الاولى ويحذر الخبراء من لحظة انفجار فقاعة الاقتصاد الرأسمالي في حقبته الاكثر توحشا الليبرالية المنفلتة من اي عقال فالتضخم بلغ ذروته واضطراب البورصات في اخطر تجلياتها وتقلبات اسعار العملات المشفرة ينهب الاموال ويبددها وانقطاع سلاسل التوريدات تضرب القطاعات الاقتصادية وتشلها والارتفاعات الفلكية في اسعار النقل والمواد الغذائية والنقص فاضحا في احتياطات الغاز للتدفئة في أوروبا وفي شتاء قاس…
العالم يميد ويتحضر لانفجار سامل في ازمة انهيار النموذج الليبرالي لن يقطع عليه الا حرب عاصفة ترتسم مسرحها مع الصين او روسيا او ايران..
وحدها فلسطين وحالة الغليان التي تعيشها قد تكون المخرج وثقب تنفيس الاحتقانات فتغيير المعادلات وانهاء ظاهرة اسرائيل كأخر واعنف واخطر نماذج الاحتلال والاستعمار الاستيطاني..
انه زمن التغير النوعي ويستمر السؤال من اين تكون بداية ولادة الجديد التي طال كثيرا انتظاره واشتدت عنيفة حقبة المخاض الدامي.
ان غدا لناظره قريب، وتبقى فلسطين محور الحدث وقد تغير المعادلات فتستولد الجديد وتحول دون حرب مدمرة كيوم القيامة.