“كورونا رِجِع”… فماذا ينتظرنا؟
“كورونا رِجِع”.. وعادت التّحذيرات من موجة جديدة يُتوقّع أن تكون أكثر عدوى وأسرع انتشاراً. هذا الواقع تؤكّده أرقام الإصابات في لبنان وفي باقي دول العالم، التي بدأ بعضها يدقّ ناقوس الخطر.
وتعزو الاختصاصيّة بالأمراض الجرثوميّة والمُعدية دكتور ميرا جبيلي، ارتفاع إصابات كورونا إلى إهمال الإجراءات ظنًّا أنّ مرحلة تفشّي الوباء انتهت، لافتةً في حديث لها إلى أنّ “الأعداد الفعليّة أقلّ بكثير من المُعلنة، بسبب عدم إجراء فحص الـPCR كالسابق كلّما شعر أحدٌ بعوارض معيّنة. كما أنّ عدداً لا بأس به من الإصابات لا تظهر عليه عوارض حادّة خصوصاً في حال تلقّي اللقاح”.
وتُضيف أنّ المرحلة الحالية أو المقبلة لا تُشبه ما عشناه سابقاً، “فهناك نسبة جيّدة ممّن تلقّوا اللقاح بجرعاته المختلفة، وآخرون أُصيبوا بالفيروس مرّة أو مرّتين أو حتّى 3 مرات، ما يلعب دوراً مهمًّا في عدم اختبار عوارض شديدة وتفادي سيناريوهات صعبة وخطيرة”. “كما أنّ معظم مراكز وأقسام كورونا في المستشفيات باتت مقفلة، مع تراجع الحاجة إلى تلقّي عناية طبّية في المستشفى جراء الإصابة بالفيروس، على عكس ما كان يحصل سابقاً”، تُتابع جبيلي.
تبقى الإجراءات الوقائيّة أساسيّة في هذه المرحلة التي تشهد نوعاً من التّعايش مع الفيروس؛ فالإغلاق مُستبعَد والحدّ من انتشار كورونا بات مسؤوليّة شخصيّة تقع على عاتق كلّ مواطن.
هنا تؤكّد جبيلي أنّ التدابير الوقائيّة المعروفة تكفي لكبح تفشّي كورونا، مشدّدةً على “وجوب وضع الكمامة في الأماكن المغلقة رغم تلقّي اللقاح مع الحفاظ على التباعد الجسدي وتعقيم اليدين. أمّا في الأماكن المفتوحة، فيُمكن التخلّي عن الكمامة في حال الحفاظ على مسافة جسديّة معيّنة مع الآخرين شرط تلقّي اللقاح بجرعاته كافة، وذلك وفق التوصيات الجديدة”.
الفيروس لم ينتهِ ولكن لا عودة إلى السيناريو الخطير. رغم ذلك، يبقى التزام الإجراءات الوقائيّة ضروريًّا من دون أيّ مبالغة أو خوف، خصوصاً في الموسم السياحي الواعد الذي انتظره لبنان طويلاً.