بحث معمق؛ خطاب السيد نصرالله ارتقاء المقاومة الى مستوى المهمة.- طلاق مع الدفاعية القاتلة.
بحث معمق؛ خطاب السيد نصرالله ارتقاء المقاومة الى مستوى المهمة.- طلاق مع الدفاعية القاتلة… السلاح لإطعام الفقراء وتامين الكهرباء وتعليم وتطبيب الأطفال..
بيروت ١٥-٧-٢٠٢٢
ميخائيل عوض
١/…..
اطل السيد حسن نصرالله ببهائه وقيافته وموسوعته اللغوية، وبحركات جسده ونظرته الثاقبة، وبإصبعه التي ارعبت العدو، قالها بصوته الواثق من وعده والمؤمن بجنده وبقدراتهم؛ البحر وما تحته والجو كالأرض… لنا، وستكون لنا بالحرب او بالتلويح بالحرب فقد ازف زمن تحرير البحر والثروات وتحقيق السيادة الحقيقة وتامين القرار اللبناني الحر…وتكريس وتحقيق الحق باستثمار الثروات دون ضوابط او املاءات واو اشتراطات خارجية..، وبدور وطبيعة والتزامات السلاح الذي حمى وحرر وحقق انتصارين وتحريرين وبالتحرير الثالث والانتصار الثالث تتكرس حقيقة حسم قوانين الصراع فالثالثة ثابته.. فالنصر والتحرير الثالث ات، وبأسرع وايسر ما يتوقعه اكثر المتفائلين وفي متناول اليد. فكل الشروط والظروف والتوازنات والتطورات تؤكد سهولة تحقيقه، ولا يفصلنا عنه الا ستة اسابيع انقضت منها ايام.
خرج السيد عن ضوابط الميثاقية وقواعدها العفنة، ولغتها الخشبية الممجوجة، التي امنت الفاسدين وحمت الفساد ومكنت المنظومة من نهب لبنان وشعبه بعملية لصوصية مافياوية غير مسبوقة في تاريخ البشرية…
لا باس فالمقاومة هي احد حقائق الحياة وقوانين الوجود فكل شيء يقاوم الاعتداء عليه؛ الخشب والحديد والصخر عند طرقه يصدر ردت فعل مزعجة، والشجر والطير والدواب يقاومون ولا يستسلمون الا بالغلبة، فكيف بالبشر وبالإنسان المؤمن والمتشبع وطنية وقومية وايمان وبوجوب اعلاء كلمة الله بإشاعة العدل واحقاق الحق فالإنسان الذي خلق على صورة الله وكلفه عز وجل بتحقيق ارادته والانتصار للحق وانفاذ قوله؛ وجعلناكم شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار…. فكيف وماءنا وكلأنا ونارنا تسرق تحت اعيننا وبمشاركة من المنظومة وزعمائها والدولة ومسؤوليها…. والسارق معروف وعدو طامع …
نعم الجديد النوعي ان الميثاقية، والتوازنات والتوازن بين ممثلي الطوائف واحترام كياناتهم وحصصهم لم تلزم المقاومة بالسكوت على الجوع واشاحة النظر عن تمكين العدو من نهب الثروات والتطاول على السيادة والقرار الحر.
قالها السيد بفم ملأن؛ الحق بالثروات وبالحدود وبالسيادة وحرية القرار يعلو ولا يعلى عليه، وتحقيقها واجب شرعي وبأمر الخالق وتستدعيها الطبيعة وحاجات الأزمنة والتطورات.. فليس ما يحول دون السعي لإحقاق الحق سوى الخروج على فساد المنظومة والدولة وافلاس النظام البائد وتسليم امر العباد والبلاد للصوص والخونة….
تفردت المقاومة وقاتلت لقضيتها المحقة والمقدسة، وفعلتها مرات ولم تتهيب، ولم تعر الحملات والتهويل والكلام الفارغ بل المسموم والهادف لتامين مصالح المنظومة وتوفير شروط نهبها تحت مسمى الوفاق والوفاقية والتحاص بالدستور اللعين والاكثر تخلفا في العالم..
كلام السيد الواضح والمباشر يدلل على ثبات المقاومة على جوهرها كمقاومة شرعتها الشرعيات الارضية وحقوق الانسان والمواثيق والديانات السماوية وما امر به الله لا كلام فيه لزعماء وفضائيات وتيارات وفاسدون خونة وقتله ومفرطون يبيعون الوطن والشعب والثروات بثلاثين من الفضة..
المقاومة في طبيعتها ومكنوناتها تمرد على الواقع، ورفض للظلم والاستبداد والاحتلالات وقد تمردت وفعلتها مع رصاصاتها الاولى ضد الاحتلال الصهيوني واعوانه اللبنانيين واستجابت لصوتين في البرلمان رفضا اتفاق ١٧ ايار ولم يكن لها اجماع ولا توافق ولا كانت وفاقيه بين اركان المنظومة الخونة وموقعي صك الاستسلام ١٧ ايار، ثم فعلتها عندما قاتلت وحررت وسلمت الدولة المناطق المحررة ولم يكن للدولة والمنظومة دور او مشاركة بل تامرت وتامر رجال الوفاقية على المقاومة والوطن وحقوقه وسيادته، وفعلتها مدوية عندما تنكبت مسؤولية التحرير الثاني برغم اعتراض المنظومة واحزابها وزعاماتها الذين ايضا تامروا على لبنان وسيادته وشعبه وناصروا سرا وعلنا الارهاب في الجرود والبقاع وفي الداخل وحيث ضرب او توطن بخلاياه واستهدف البلاد والامنين..
فالمقاومة اليوم بخروجها الواثق على الوفاقية والتوافق والتحاص الذي يمكن اسرائيل من ثروات لبنان وسيادته ويحرم الشعب اللبناني من حقوقه ومن فرصته للخروج من الازمة ولملمة جراحاته ووقف زحف الكارثة والفوضى المتوحشة، فالمقاومة بجوهرها وحقيقتها انتصار للحق وبإعلان السيد تعيد تصويب البوصلة والاتجاهات في التفاوض وتفرض انتزاع حقوق لبنان في البحر والمياه وما تحتها فقد جاء الموقف بعد ان فاض الكيل وبلغ السيل الزبى، وكشف المفاوض ومن يحميه واركان المنظومة عن تراخ ومسايرة للأمريكي واملاءاته الوقحة، فالمنظومة لا هم لها الا تامين نفسها ومصالحها وارصدتها، فبعد ان نهبت البلاد والعباد واوصلتها الى الكارثة والانهيار يسعى رجالها لبيع الحقوق والثروات بابخس الاثمان ويقايضون مستقبل البلاد وجوع الناس وفقر الاسر والظلام بتسليم إسرائيل الحقول وتامين سرقتها العلنية للثروات اللبنانية، وعلى عينك يا تاجر. والجهات المعنية لا تحرك ساكنا، ولا تستثمر بعناصر قوة لبنان الموفورة، وتنشغل باستجداء الوسيط الاسرائيلي بهوية امريكية وهو يزداد تعنتا واذلالا وتجاهل..
اطل السيد في الوقت الحاسم والزمن الناضج وبعد ان قررت المقاومة واعلنت وفعلت وطيرت المسيرات فوق سفينة النهب وحقول النفط التي هي من حق لبنان بما فيها كاريش وما بعد بعد كاريش بشهادة ووثيقة توقيع اسرائيل على اتفاق ١٧ ايار واقرارها بالحدود البحرية اللبنانية التي يقع كل حقل كاريش ضمنها -الاعتراف سيد الادلة….
فاعلان السيد بصريح العبارة بان الحقوق ستعود حربا او سلما، والحرب افضل من الموت جوعا ولم يعد للبنان من وسيله الا باستخدام عناصر قوته في انتزاع حقه كاملا غير منقوص، جاء لسد الثغرات وللتذكير ولفت النظر الى ان للبنان قوة وعدة وقدرة وافرة لفرض شروطه وتحقيق مصالحه غير منقوصة، وبإعلان المقاومة الجاهزية والعزيمة واكتمال التجهيز والاستعداد لخوض الحرب يشكل لحظة فارقة في حياة لبنان ومستقبله وقدرته على انتزاع الحقوق وتمريغ انف اسرائيل وامريكا مرة جديدة بالأوحال وصفع تجار الموت واللصوص والمافيات في لبنان ونظامه ودولته الذين تطاولوا على حقوفه وادانوا المسيرات لا لضرورة او مبرر سوى الايغال في فعل الخيانة والاستجابة للضغوط الامريكية ولحماية ثرواتهم التي راكموها على حساب ماض وحاضر ومستقبل اللبنانيين وحياتهم وحقهم بأبسط حاجات الحياة..
هكذا ارتقت المقاومة بخطاب السيد وبجاهزيتها ومسيراتها الى مستوى المهمة التي فرضت نفسها واستوجبت شروطها واستحق وجوب انجازها..
غدا؛ نقرا في خطاب السيد وبالمعطيات والتحولات الوافرة لانتزاع النصر الثالث…
ونتابع في أفاق المستقبل القريب والمتوسط …
…./
يتبع