السودان : التعديلات الوزارية.. تهيئة لتغييرات جذرية؟

بعد تعهد رئيس الحكومة في السودان الأستاذ عبد الله حمدوك، بإجراء تعديلات وزارية ليلة مواكب 30 يونيو/حزيران الماضي (2020) التي طالبت بتصحيح مسار الثورة السودانية، وإلتزاماً بما جاء في خطابه في 29 يونيو/حزيران الماضي، قبِل رئيس الحكومة، إستقالة ستة وزراء من الحكومة السودانية الحالية بينهم وزيرة الخارجية السودانية، كما تم إعفاء وزير الصحة السوداني من مهامه.

وكالة عربي اليوم الإخبارية – الأستاذ طلال إسماعيل

إصلاحات جوهرية

بإعتقادي، إن الهدف من إجراء هذه التعديلات الوزارية التي أجراها رئيس الوزراء في السودان عبد الله حمدوك، تأتي إستجابة لمطالب شعبية متعددة بإجراء إصلاحات جوهرية في طاقم حكومة الفترة الإنتقالية، واستبدال بعض الوزراء الحاليين بآخرين لا يتجانسون والمرحلة، وخير مثال على ذلك وزير الصحة السوداني، أكرم علي التوم، الذي تم إعفائه على خلاف بقية الوزراء الآخرين.

إقرأ أيضاً: الصين تنتقد منظمة الحظر الكيميائية وتصويتها حول سوريا

كما يضاف إلى ذلك أن هنالك هدف آخر في غجراء هذه التعديلات الدستورية يتمثل في تهيئة الملعب للقادمين الجدد من الحركات المسلحة التي تفاوض الحكومة السودانية ومن المتوقع إبرام اتفاق سلام خلال أسبوع من الآن.

تصحيح المسار

ويظهر هذا التعديل الوزاري الذي قام به رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك، عدم سيطرة قوى “إعلان الحرية والتغيير” كتحالف حاكم على مجريات الأمور في السودان خصوصاً بعد مليونية 30 يونيو/حزيران التي أظهرت تبايناً واضحاً داخل تلك الكتل السياسية جميعها.

إقرأ أيضاً: روسيا والصين في فيتو مزدوج لأجل سوريا.. والتفاصيل!

جاء التعديل الوزاري في هذا التوقيت تحديداً، إرضاء للجان المقاومة في السودان التي قدمت حزمة إصلاحات لرئيس مجلس الوزراء لتصحيح مسار الثورة السودانية، واعتقد أن هنالك قرارات أخرى قادمة يؤكد من خلالها الأستاذ حمدوك مضيه قدماً في تطبيق رؤيته الخاصة بإصلاح الإقتصاد السوداني المرتبطة بـ “روشتة” البنك الدولي، وهذه الرؤية تخالف مذاهب أحزاب من ضمن مكونات قوى “إعلان الحرية والتغيير”، ومن المتوقع أن تظهر الخلافات للعلن حال إعلان السيد حمدوك لحزمة إصلاحات اقتصادية برفع الدعم عن السلع الاستراتيجية في البلاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى