فخامة الرئيس : بكل إحترام كلامك”غير دقيق”
بدا واضحا من أجواء السراي الحكومي ولقاءات رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أنه يتحفظ عن الادلاء باي موقف يتعلق بعلاقته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خارج العموميات، مكتفيا بالقول إنه قام بواجبه وقدم تشكيلته الحكومية الى رئيس الجمهورية، وأنه يكن كل احترام لموقع الرئاسة وشخص الرئيس عون.
في المقابل كان لافتا بالامس ان رئيس الجمهورية ادلى بحديث أمام زواره نقله موقع “الانتشار” وجاء فيه” أن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اتصل به قبل سفره في اجازة وابلغه بانه سيزوره فور عودته الأمر الذي لم يتم، ولم يحصل حتى الان اي تواصل” .
وعن مصير التشكيلة التي قدمها ميقاتي، وأكد بأنها غير منزّلة، قال عون أنه “لم يناقشها معه كما تقتضي الاصول والقواعد وضرورات الشراكة”.
ولان الراوي هذه المرة هو فخامة الرئيس، وليس”الظل” المتنقل من مكان الى آخر ومن شاشة الى أخرى، او “أشباح الغرفة الاعلامية السوداء”، بات لزاما وضع الامور في نصابها بالمباشر وتأكيد الحقيقة التي يحاول البعض تحويرها او تغييرها.
فخامة الرئيس
لقد زارك دولة رئيس الحكومة المكلف في اليوم التالي لانتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب، وقدم لفخامتك تشكيلة حكومية مكتملة ، وبدأتما النقاش بشأنها في اجتماع ثان اتفقتما بعده على عقد اجتماع ثالث قبل عطلة عيد الاضحى.
ووفق المعلومات المؤكدة من عندكم فخامة الرئيس، فإن رئيس التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، أي صهرك، ابدى استياءه من تسلّمك التشكيلة الحكومية من الرئيس المكلّف
وعاتبك لانه كان يريد تكرار تجارب سابقة حصلت مع رؤساء حكومات مكلّفين، قبل أن ينتقل الى محاولة تفشيل التشكيلة الحكومية، بالايعاز لاحد افراد حاشيته بتسريبها الى الاعلام مباشرة وعبر احد المراجع الامنية، من دون التنبه الى ما كنت فخامة الرئيس قد وضعه على النسخة المسرّبة من اشارات ورموز ذات دلالات سياسية واضحة.
فخامة الرئيس
لقد اتصل مكتب دولة الرئيس ميقاتي يوم الثلثاء من اسبوع عيد الاضحى بمكتب فخامتكم لطلب موعد لعقد اللقاء الثالث، فاتى الرد من المدير العام للمراسم الدكتور نبيل شديد “نعود اليكم بعد قليل”، ولم يأت الرد.
وبعد يومين وقبيل سفر رئيس الحكومة لتمضية عطلة العيد مع عائلته اتصل بفخامتك لاعلامك، من باب اللياقة والاصول، بسفره، فهنأته بالعيد واتفقتما على التواصل بعد عودته.
وكانت المفاجأة بعد ايام قليلة بتسريبة عبر احدى الصحف “ان عون رفض تحديد موعد لميقاتي” لتستكمل التسريبة بكلام اوضح قاله الوزير السابق وئام وهاب مفاده” ان عون مستاء من ميقاتي وبعتلو خبر اذا ما عندك شي جديد ما تجي لعندي”.
بعد كل ما سبق، وهو معلوم ومعروف ، ولكن لا بأس من التذكير به منعا لقلب الحقائق، بات واضحا أن المبادرة في يد فخامتك، خصوصا وأن البيان التوضيحي الذي صدر سابقا عن مكتبكم، لم يخرج عن سياق كلام فخامتكم اليوم في وضع العقدة عند الرئيس المكلّف.
فخامة الرئيس
قواعد التعاطي واضحة جدا، وكما ان دولة الرئيس يحرص في كل مناسبة على تأكيد احترام شخصكم الكريم ومقام رئاسة الجمهورية، فان فخامتكم تدركون بالتأكيد اصول التعاطي مع مقام رئاسة مجلس الوزراء وشخص دولة الرئيس.
فخامة الرئيس:دولة الرئيس قام بواجبه، والمبادرة باتت عندكم .