لبنان:ساعة اليسار تدق والمسرح لليمين الفاشل
كتب رفيق خوري في” نداء الوطن”:المشكلة في لبنان معقدة ومركبة على “سيبة” ثلاثية القوائم: الأولى هي مناخ النظام الطائفي واللعب بالعصبيات الطائفية والمذهبية، حيث الحزب الأقوى هو حزب ديني محافظ والأحزاب القوية هي الأحزاب الطائفية اليمينية. والثانية هي حرص المافيا السياسية والمالية والميليشيوية الحاكمة والمتحكمة على ضمان نظام النهب النيوليبرالي ولو قاد البلد والناس الى الإفلاس. والثالثة هي بقاء اليسار أسير المواقف القديمة أيام الحرب الباردة والأفكار القديمة التي فشلت في الممارسة في بلدان المعسكر الإشتراكي.ذلك أن
البنك الدولي، وهو حارس الليبرالية، يسجل في تقرير تحت عنوان “المالية العامة في لبنان: مخطط تمويل بونزي” أن هذه المالية جرى استخدامها كأداة لسيطرة ممنهجة على موارد البلاد فساعدت في خدمة مصالح نظام إقتصاد سياسي متجذر عمل على كساد متعمد”. لكن الجدل في لبنان يدور على مواضيع تافهة. واليمين اللبناني متخلف حتى بالنسبة الى اليمين الفاشل في أميركا وأوروبا. لكن اليسار يبدو مثل “لاجئ سياسي” عند حزب ديني بحجة دعم المقاومة لإسرائيل والإمبريالية الأميركية.إنتفاضة تشرين الشعبية السلمية التي أحيت الآمال في لبنان تعرضت للعنف والخرق واللعب بالعصبيات، فانتهت. الإتحاد العمالي العام بلا نقابات حقيقية، وهو مجرد أداة في يد حركة سياسية. أي دعوة من أمراء الطوائف للتظاهر يندفع الأتباع الى الشارع، في حين أن سطو المافيا على المال العام والخاص ولا سيما الودائع في المصارف لا يدفع الى تجديد الإنتفاضة الشعبية. وإذا لم تكن هذه ساعة يسار ديناميكي يملك أفكاراً وخطة لإنقاذ البلد والناس، فمتى تدق هذه الساعة؟
لسان حال المافيا قول بوب ديلان في قصيدة مغناة: “ليس هناك نجاح مثل الفشل”.