في عكار: كهرباء الدولة “كان يا ما كان”
كتب مايز عبيد في موقع mtv:
أمضى العكاريّون موسم الصيف الذي يشارف على نهايته من دون كهرباء، على الرغم من الحاجة القصوى للتيار في هذه الفترة. المكيفات في المنازل تحولت إلى اكسسوارات زائدة وراح البعض يطرحها للبيع في عزّ موسم الحر لأنه لا قدرة له على تشغيلها.
ساعة كهرباء واحدة هدية من الدولة كل 24 ساعة ارتضى الناس بها على مضض، فهم بحاجة إليها لتعبئة الخزانات سيما وأن سعر صهريج المياه قد تخطّى المئتين وخمسين ألف ليرة في القرى والبلدات. أحسّت الدولة أن نعمة الساعة تغذية كثيرة على الأهالي فقطعتها عنهم. ولم يعد بمقدور أحد أن يعرف متى يحين موعد ساعة الكهرباء هذه إذ لا وقت محدد لها، لكنها في أغلب الأوقات تأتي بعد منتصف الليل فيضطر رب المنزل للسهر طوال الليل من أجل تعبئة خزانه.
ومع هذا الكم من الحرمان، تغيّرت الأوضاع مجددًا إلى الأسوأ، وراحت كهرباء الساعة تختفي لأكثر من أسبوع من دون أن يلمح لها ضوء. أمام هذا الواقع يلجأ البعض إلى تركيب ألواح الطاقة الشمسية لتعويض الفرق، أقله من أجل تشغيل البرادات تجنبًا لتلف ما فيها من مواد، سيما وأن المواطن يدفع دم قلبه ليؤمن بعض اللحم والدجاج أو الخبز واللبن يضعه في براده على حد قول الحاجة آمنة طالب، التي تضيف: “ركّبنا 4 ألواح طاقة شمسية لتشغيل البراد ويشهد الله بعت صيغتي وصيغة بنتي لأجلها”.
الناس هنا بالفعل تبيع ذهبًا أو سيارات أو ما ملكت يمينها حتى تؤمّن كهرباء. ليست هذه المعضلة الكبرى، إذ أن الأكبر منها أن تجد عائلات ليس لديها ما تبيعه حتى تركّب ألواح طاقة شمسية لتصبح هذه العائلات بلا كهرباء إلى ما شاء الله.
في سياق متصل بالأزمة يقول المواطن العكاري عمار سليمان “كنا في السابق نستحم من مياه الخزان مباشرة لأنها تكون ساخنة في الصيف عادة. تخيل الآن أنك بلا كهرباء وبلا ماء أيضًا لأنه لا قدرة على تأمين أكثر من 6 خزانات في الشهر سعر الخزان الواحد منها 300 ألف ليرة لبنانية؟.. تخيل إنو بعز الصيف يقطع عليك أسبوعين من دون استحمام؟ هيدي حقيقة وهيك عم يحصل معنا”.
وحتى “يكتمل النقل بالزعرور” ترتفع أسعار المازوت أكثر فأكثر، فيرفع أصحاب الصهاريج تسعيرتها حتى لن يصبح بمقدور الفقراء شراء المياه بأي شكل.