هربت إلى إسرائيل وقتلت جميع أفراد عائلتها.. تعرفوا إلى قصة هذه الممثلة المصرية “مليونيرة الوسط الفني”
بهيجة المهدي وإسمها الحقيقي هنريت كوهين، ممثلة كوميدية مصرية وواحدة من نجوم السينما المصرية في ثلاثينات القرن الماضي.
ولدت في مدينة الإسكندرية في الـ 11 من شهر آب/ أغسطس عام 1911، تنتمي للديانة اليهودية. عشقت بهيجة الفن والتمثيل منذ صغرها، وحاولت الإلتحاق بالمسرح وتمكنت من دخوله وتقديم عدة مسرحيات في الإسكندرية. تم إكتشافها من قبل المخرج توجو مزراحي، وبدأت مسيرتها من خلال فيلم “الترجمان” مع الممثل المصري شالوم، كما كونت ثنائية مميزة مع الممثل الراحل علي الكسار، وقدمت معه أفلام (الساعة 7، خفير الدرك، سلفني 3 جنيه) ابتعدت عن المجال الفني منذ عام 1940، كما تركت مصر بعد حرب 1948.
قررت عائلة بهيجة المهدي الإنتقال من الأحياء الشعبية بالإسكندرية للإقامة في القاهرة عام 1927، واستقرت العائلة في حي اليهود وكان والدها في ذلك الوقت زعيم اليهود حيث بدأ العمل في تجارة الذهب وأصبحت عائلتها واحدة من اهم العائلات اليهودية في مصر.
البدايات الفنية لـ بهيجة المهدي
شاركت بهيجة في عدة أعمال مسرحية، ودخلت بعدها عالم السينما عن طريق المخرج توجو مزراحي وأمام الممثل شالوم عام 1935، وبدأت مسيرتها الفنية التي لم تستمر سوى 5 سنوات، تركت بعدها إرث فني مهم.
وبعد تقديمها أول فيلم مع علي الكسار وهو “خفير الدرك” نجحت بهيجة المهدي في أن تصبح عنصر ثابت وأساسي في أفلامه، فقد قدما سوياً ثنائي عشقته الجماهير، فكانت بهيجة تجسد شخصية زوجة الكسار التي تعشقه بشدة وتحاول إنهاء الصراع الدائر والمستمر بينه وبين والدتها زكية، فاشتهرت بهذا الدور بين الجمهور وأصبحت أحد عناصر أفلام الكسار الأساسية حتى أن ما يقرب من نصف أعمالها السينمائية قدمتها معه وحظيت في أغلب الاحيان على دور الزوجة بداية من “خفير الدرك”، مروراً بـ “سلفني 3 جنيه”، وحتى آخر أفلامها في السينما، فيلم “أصحاب العقول”.
زواج بهيجة المهدي من علي الكسار
شكلت بهيجة المهدي ثنائي مهم مع الممثل المصري علي الكسار، وعلى غرار باقي الثنائيات خلدت في أذهان المشاهدين، نظراً للكيمياء العالية بينهما مما جعل الكثيرين يعتقدون أنهما متزوجين في الحياة الواقعية، ولكن الحقيقة هي أن علي الكسار لم يتزوج من بهيجة المهدي، بل كانا ثنائي ناجح في السينما، جعل المخرج المعروف توجو مزراحي يقدمهما سوياً في أكثر من عمل سينمائي.
حياة بهيجة المهدي الخاصة
أثناء عملها في المسرح، وقع في غرامها رجل يهودي مصري مليونير يدعى “إيلي درهي” وكان أكبر منها بحوالي الـ 50 عاماً. نشأت بينهما قصة حب قوية إنتهت بزواجهما. وبعد حوالي الـ 3 سنوات فقط توفي زوجها لتصبح مليونيرة الوسط الفني.
إبتعادها عن الفن والتمثيل
عام 1948، وبعد الحرب التي وقعت في مصر، تركت بهيجة المهدي التمثيل وإبتعدت عن الوسط الفني بعد آخر أعمالها “أصحاب العقول” مع بشارة واكيم وسليمان نجيب، ثم هاجرت من دون أن تترك وراءها أي معلومة عن وجهتها، ليتم بعدها التأكيد انها تركت مصر بسبب المضايقات التي كانت تتعرض لها تبعاً لانتمائها إلى الديانة اليهودية، واستقرت في الولايات المتحدة الأميركية.
يقال أن بهيجة وتبعاً لنفوذها وأموالها، كانت تعمل على مساعدة اليهود للهجرة من مصر إلى إسرائيل، وانها أصبحت في الولايات المتحدة واحدة من أهم سيدات الأعمال في الدولة الصهيونية واستقرت لفترة طويلة.
نهايتها
تزوجت بهيجة المهدي من رجل يهودي وأنجبت منه طفلة، وهاجرت العائلة جميعها برفقة والدتها إلى إسرائيل.
في أواسط السبعينات فقدت بهية عقلها وأصيبت بالجنون، وقامت بشكل صادم بقتل ابنتها وزوجها ووالدتها بسلاح ناري ومن ثم تم نقلها إلى مستشفى الأمراض العقلية وحجزها في عنبر “أ ” الخاص بالمرضى الخطيرين حتى رحلت داخل غرفته نهاية السبعينات.