جلسة مجلس النواب بين فقدان النصاب والورقة البيضاء.. بري: لا ألتزم سوى بالأعياد الوطنية

تتجه الأنظار الى ساحة النجمة مجدداً التي تشهد جلسة ثانية لانتخاب رئيس للجمهورية دعا اليها الرئيس نبيه بري الخميس المقبل. في ظل اعلان رئيس تكتل ««لبنان القوي» النائب جبران باسيل مقاطعتها لمصادفتها مع ذكرى 13 تشرين

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ»الجمهورية»، انّه ليس في صدد تعديل تاريخ الجلسة الثانية، مشدّداً على أنّها قائمة في موعدها الخميس المقبل، ولا شيء سيتغيّر.

وعندما يُقال له انّ أحداث 13 تشرين الأول تنطوي على رمزية خاصة بالنسبة إلى «التيار الوطني الحر»، يجيب: «هل 13 تشرين الأول هو عيد رسمي؟ ليس على حدّ علمي». ويضيف: «انا التزم بالأعياد الوطنية فقط ولا شيء سواها».

وماذا لو تعطّل النصاب إذا اتسعت رقعة المقاطعة للجلسة؟ يردّ بري: «من يغيب عن الجلسة يتحمّل مسؤولية موقفه. وإذا لم يتوافر النصاب، أحدّد موعداً آخر، لا مشكلة».

وعمّا اذا كان قد تعمّد استهداف او استفزاز «التيار الوطني الحر» من خلال تحديده موعد جلسة في اليوم الذي يصادف ذكرى إخراج العماد عون بالقوة من قصر بعبدا، يردّ بري مبتسماً: «ما كنت داير بالي..»

وكتبت “النهار”: الانسداد المزدوج يطبع مجمل المشهد ويضع البلاد امام عد تنازلي لترجيح احتمال الفراغين على كل الاحتمالات. ويبدو في حكم المؤكد ان الجلسة الانتخابية الثانية الخميس المقبل ستستعيد الصورة نفسها لنتائج الجلسة الأولى مع فارق محتمل بان يتزايد عدد النواب المؤيدين للنائب ميشال معوض، ولكن من دون القدرة على انتخابه في مقابل “الكتلة البيضاء” للفريق الاخر، ومقاطعة نواب “التيار الوطني الحر”. كما ان تكتل النواب التغييريين لم يقرر بعد اسم المرشح البديل الذي سيصوت له من بين ثلاثة هم زياد بارود وناصيف حتي وصلاح حنين . ومن المقرر ان يقوم وفد من “التيار الوطني الحر” اليوم بزيارتين لقصر بعبدا وبكركي في اطار التصور الذي اعلنه رئيس “التيار” النائب جبران باسيل حيال الاستحقاق الرئاسي. واكد باسيل امس عدم مشاركة كتلة التيار في جلسة الانتخاب يوم الخميس معتبرا ان “هناك استهتارا بالشهداء والذكرى الوطنية”.

وبدا لافتا امس ان يتعمد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم اظهار الحاح الحزب على خيار تشكيل حكومة تتقدم الاستحقاق الرئاسي، اذ كتب على حسابه عبر “تويتر” : “موقفنا كحزب الله أنْ تتألف الحكومة قبل إنتخابات رئاسة الجمهورية حتى لو بقيت أيام معدودة”. وأضاف :”الآن أصبح هذا الاهتمام بالنسبة لنا أكثر لأنَّ المهمة الأولى لهذه الحكومة أن تنقذَ لبنان من التخبط السياسي الذي يمكن أن يقع عندما يأتي وقت الاستحقاق الرئاسي”. وتزامن موقف قاسم مع معطيات تؤكد بلوغ جهود الحزب بين بعبدا والسرايا الانسداد التام.
وتوقعت مصادر نيابية عبر “البناء” أن تتكرر خريطة تصويت الجلسة الماضية، في جلسة الخميس، في ظل مراوحة المواقف مكانها من دون أي تغيير.
ولفتت المصادر الى أن «كل المشاورات واللقاءات التي حصلت خلال الاسبوع الماضي أكان بين أطراف ثنائي حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر، أم بين كتل التغيير والمستقلون والكتائب والقوات والاشتراكي، لم تفضِ الى أي تعديل بالمواقف». وتوقعت أن جولة مشاورات جديدة ستبدأ اليوم حتى الخميس لمحاولة إحداث خرق في جدار المواقف والتوجهات، لكن المصادر استبعدت أن تحمل الجلسة الثانية أي مفاجأة.
وعلمت “البناء” أن القوات اللبنانية والكتائب والاشتراكي مستمرون بتأييد المرشح النائب ميشال معوض وسيصوّتون له في جلسة الخميس.
ويستكمل النائب غسان سكاف مبادرته الرئاسية بزيارة رؤساء الكتل النيابية في محاولة لتقريب وجهات النظر، وزار أمس رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب.
وأوضح سكاف لـ”البناء” أنه مستمر بمبادرته وجولته على الأطراف السياسية للاستماع الى آراء وتوجهات الكتل ورؤيتها للرئيس المقبل لتدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر، للتوصل الى توافق. ولفت الى أن لا أسماء جديدة غير معوض حتى الساعة حتى بروز أسماء جديدة. ولا اتفاق بين كتل المعارضة والمستقلون مع الكتائب والقوات والاشتراكي. مشيراً الى أن لا أحد يملك أكثرية نيابية لفرض مرشحه حتى الساعة.
وفيما تحاول جهة إقليمية الضغط على كتلة النواب السنة لتأييد معوض، علمت «البناء» أن هذه المحاولات لم تنجح. وأشارت أوساط نيابية في كتلة اللقاء الديمقراطي لـ»البناء» الى أن الحزب مستمر بتأييد النائب معوض حتى الساعة وسيصوت له في الجلسة المقبلة، الى أن تبرز معطيات جديدة تتجه نحو التوافق على مرشح مع القوى الأخرى. لكنها تساءلت عن سبب إخفاء قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر مرشحيهم. مشيرة الى أن لا قوى التغيير والمستقلون اتفقوا مع 14 آذار على مرشح ما وكذلك الأمر جبهة الأوراق البيضاء لم تتفق على مرشح، وبالتالي الجميع يعطل انتخاب الرئيس ما يتوجب الاتفاق على مرشح معين.
وكتبت “اللواء”: فيما استمرت الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية لتقرير وتوحيد الموقف حول جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بعد غد الخميس، اعلن نائبا مجموعة التغيير ابراهيم منيمنة ومارك ضو وبعض النواب المستقلين انهم لن يسيروا بترشيح النائب ميشال معوض، بينما حدد نواب التغيير لائحة اسماء لتختار واحداً منها هي: الوزيران السابقان زياد بارود وصلاح حنين، ووزير الخارجية الاسبق ناصيف حتّي، وامين عام وزارة الخارجية الاسبق ناجي أبي عاصي، وكريم بيطار وهو ابن وزير الصحة الاسبق الراحل اميل بيطار. وربما يُعاد طرح اسم سليم ميشال إده.

وكتبت “الديار”: وفقا للمعطيات، فان سيناريو «الورقة» البيضاء سيتكرر من قبل حزب الله وحلفائه، وبعد فشل «القوات اللبنانية» باقناع النواب «المستقلين» و»التغيير»، بات من المؤكد ان هؤلاء لن يقترعوا لمعوض، وهم مصرون على التسويق لواحد من ثلاثة: زياد بارود ، ناصيف حتي والنائب السابق صلاح حنين، وهذا الاخير يحظى بالدعم الاقوى.

وأشار النائب أحمد الخير في حديث مع “الانباء” الالكترونية الى بقاء “الستاتيكو” على حاله كما كان في الجلسة السابقة الى جانب تراجع الاوراق البيضاء بسبب غياب تكتل لبنان القوي عن الجلسة، متوقعاً تغيّراً ما في موقف النواب التغييرين بعد اضافة اسم جديد على الاسمين الأولين، كاشفاً أن القرار النهائي لتكتل الاعتدال الذي ينتمي اليه سيعلن قبل الجلسة في حال بروز مستجدات جديدة، مع الابقاء علي باب التشاور مفتوحاً، لكنه أعلن أن التصويت سيكون للبنان كما في المرة السابقة اذا بقيت الأمور على حالها. أما اذا حصل تبدل في المواقف فالتكتل جاهز لاتخاذ الموقف الذي يتناسب وقناعات أعضائه
من جهته، أشار النائب ياسين ياسين في حديث مع “الأنباء” الالكترونية إلى ان “نواب التغيير” انطلقوا بمبادرة قد يكون حصل فيها بعض التأخير أو حرق بالخطوات، لكنها مستمرة، معلناً أن مبادرتهم “تنطلق من لبننة الاستحقاق الرئاسي واختيار مرشح لا ينتمي الى جهة معينة ويكون من خارج الاصطفافات القائمة، لكي يكون الحكم والحاكم ويتمتع بكفاءات عالية في ادارة البلد وانتشاله من أزماته”.

وأوضح ياسين أن اعتراضهم على النائب معوض ينطلق من كونه رئيس كتلة نيابية ولديه وزراء في الحكومة، مذكراً بأن الشعب اللبناني اختار 13 نائباً من كل الطوائف ما عدا الطائفة الشيعية، نواب عابرين للطوائف والمذاهب والمناطق، انطلقوا على أساس الصدق لأن الشعب لم يعد يهمّه الاسماء المنمقة ولم يعد يريد ضغوطا من الحاضنة السياسية، مضيفاً: “وبالتالي الشعب اختارنا لنكون صادقين، فنحن موظفون لدى الشعب اللبناني ونريد ان نكون صريحين وشفافين، ولهذا نجد أن الجميع يناورون بانتظار الوحي الذي لم يصدر بعد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى