باسيل في فرنسا: تسوية سياسية وهيكلة مصرفية و”حصة” رئاسية؟ح

وصف جبران باسيل ما جرى في جلسة اللجان النيابية المشتركة بأنه مهزلة

منير الربيع – المدن
بعيد جلسة اللجان النيابية المشتركة، برز موقفان متناقضان من تكتل لبنان القوي. وصف رئيس التكتل جبران باسيل ما يجري بأنه مهزلة. فيما رفض نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب هذا التوصيف، معتبراً أن النقاش كان جدياً.
ثمة مؤشرات في خلفية الموقفين لا حاجة للدخول فيها حالياً. لكن موقف باسيل ينطوي على أبعاد قديمة جديدة، يستجد البحث حولها من قبله حالياً، وعلى مشارف السعي لإنتاج تسوية سياسية شاملة، معطوفة على تسوية اقتصادية تطال إعادة هيكلة القطاع المصرفي وتركيبه من جديد.
وهذا في الأساس مسعى لدى باسيل. وكانت قد انطوت عليه بعض ملامح التسوية الرئاسية التي أبرمت بينه وبين سعد الحريري في العام 2016.

 

 

باسيل في باريس
لا يزال باسيل يسعى إلى مراكمة متزايدة في رصيده. خصوصاً في ضوء زيارته العاصمة الفرنسية باريس، وعقد لقاءات مع مسؤولين فرنسيين. هذه اللقاءات ستكون مخصصة للبحث في التسوية الرئاسية المرتقبة، وفي الاتفاق على خطة اقتصادية ومالية شاملة للمرحلة المقبلة، والتي تهدف إلى إعادة تكوين جديد لآليات الاقتصاد اللبناني وللنظام المصرفي والمالي. عمل باسيل على التحضير لهذه الزيارة بالتنسيق مع السفيرة الفرنسية في بيروت، والموجودة في باريس حالياً، للتشاور حول الملف اللبناني، ولوضع الترتيبات اللوجستية الخاصة بزيارة رئيس التيار الوطني الحرّ، الذي يسعى إلى الاستثمار في ما عمل على تحقيقه بملف ترسيم الحدود البحرية، ليفرض شروطه السياسية.

 

 

قبل أسبوعين تناولت “المدن” في مقال تحت عنوان “رئاسة جبران باسيل المؤجلة”، علاقات باسيل الداخلية والخارجية، بما فيه احتضانه من جهات غربية. هذا الكلام يفترض به أن يتثبت أكثر فأكثر من خلال علاقاته بالفرنسيين وزيارته إلى هناك، لا سيما أن هناك جهات غربية عديدة تنظر إليه كوريث للمسيحيين، أو كوريث وحيد للحالة العونية. فيما يسعى هو إلى أن يتحول إلى لاعب أساسي ومؤثر في أي تسوية مرتبقة حالياً. وعلى هذا الهدف تتركز زيارته إلى باريس.

قطع طريق فرنجية
وفق ما تقول جهات غربية، فإن باسيل ما بعد انجاز اتفاق ترسيم الحدود، وضع نفسه في موقع قوي تفاوضياً، بالإرتكاز على مساهمته في هذا الملف أولاً، وثانياً من خلال تحييد نفسه عن السباق الرئاسي وعدم الترشح. وبعدما لوّح بإمكانية أن يغيّر رأيه بعدم الترشح، ثمة من نصحه بوجوب الإبقاء بعيداً عن ميدان التنافس الرئاسي حالياً، ولذلك عاد وأعلن أنه أذكى من أن يعلن ترشيحه.

 

 

هذا الأمر يدفع جهة غربية إلى التأكيد بأن باسيل نجح في تقوية موقعه التفاوضي، وخصوصاً من خلال حرصه على العلاقة بحزب الله، بالإضافة إلى فتح مسار علاقاته مع الغربيين ومع الأميركيين أيضاً. وهو لذلك يسعى إلى قطع الطريق على انتخاب فرنجية، مراهناً على مواقف لبنانية معارضة له، ومراهناً على مواقف خارجية أيضاً، لا تريد وصول حليف لحزب الله إلى رئاسة الجمهورية.
من هناك يعمل باسيل على محاولة خلق صيغة تفاوضية جديدة حول شخصية رئاسية يكون له حصة فيها، إلا أن ليس هذا هو الهدف الوحيد للزيارة، لا بل إن الرجل يبحث في وضع آليات جديدة للتركيبة الاقتصادية والمصرفية والمالية اللبنانية، طالما أن لا مجال حالياً للبحث في الصيغة السياسية أو الدستورية المرتبط بتغيير الدستور أو النظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى