عقد لقاء الآن في مصر من أجل غزة وجاء فيه…
غزة | فيما تتواصل محادثات حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» مع المخابرات المصرية، حول ترتيبات جديدة تقترحها القاهرة لتثبيت التهدئة في قطاع غزة، استغلّت قيادة الحركتَين وجودهما في العاصمة المصرية لعقد لقاء شدّدتا فيه على «تقوية الروابط والتنسيق الاستراتيجي». ويستبطن هذا اللقاء رسالة إلى الاحتلال الذي عوّل على افتراقهما، وإنهاء غرفة العمليات المشتركة التابعة لفصائل المقاومة في القطاع، بفعل تداعيات معركة «ثأر الأحرار». أمّا الاجتماعات الجارية مع الجانب المصري، فتستهدف الوصول إلى حلول لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، والتي ساءت إثر المواجهة العسكرية الأخيرة، وزاد آثارها إكمال السلطة الفلسطينية مسلسل عقوباتها ضدّ القطاع.
وخلال اليومَين الماضيَين، عقدت قيادة «حماس» اجتماعَين مع قيادة جهاز المخابرات العامة في مصر، تناولت خلالهما مخطّطات حكومة الاحتلال تجاه مدينة القدس المحتلّة والضفة الغربية، محذّرةً من أن تلك المخطّطات التي تقودها حكومة اليمين المتطرّف واليمين الفاشي لا يمكن السكوت عنها. كذلك، حذّرت من خطورة ذهاب الاحتلال إلى عملية موسّعة ضدّ المقاومة في شمال الضفة، منبّهةً إلى أن عملية كهذه تمثّل عامل تفجير للأوضاع في الأراضي الفلسطينية. في المقابل، جدّدت المخابرات المصرية مطالبتها «حماس» بالحفاظ على الهدوء في القطاع، ناقلةً عن حكومة الاحتلال تأكيدها أنها غير معنيّة بمواجهة عسكرية أو استفزاز للفلسطينيين في الفترة الحالية.
وبحسب ما علمته «الأخبار» من مصادر «حمساوية»، فقد تناولت اجتماعات «حماس» مع المخابرات المصرية، أيضاً، الوضعَين الاقتصادي والإنساني في القطاع، وسبل تنفيذ التفاهمات المبرمة خلال الفترة الماضية، بما في ذلك السماح بإدخال بضائع جديدة عبر معبر رفح البري، وإتاحة تصدير سلع جديدة من غزة إلى مصر. وكشفت المصادر أن المباحثات توصّلت إلى حلول لبعضٍ من تلك الملفّات، بعد محاولة رئيس حكومة رام الله، محمد اشتية، عرقلة هذه الحلول خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، تحت ذريعة أن إدخال البضائع من مصر يضرّ بإيرادات السلطة الفلسطينية التي تجبي ضرائب عن البضائع التي تمرّ عبر معبر كرم أبو سالم الذي يديره الاحتلال الإسرائيلي إلى القطاع. كذلك، حاولت السلطة الفلسطينية عرقلة إدخال مئات السيارات لمصلحة عدد من التجار في غزة، فيما طلبت من المصريين وقف أيّ عملية تصدير للبضائع من القطاع، وخاصة تصدير الحديد والبطاريات التالفة، بحسب المصادر نفسها.
إلى ذلك، عقدت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» اجتماعاً موسّعاً ناقشتا خلاله العلاقات الثنائية والأهداف الاستراتيجية للحركتَين، والمحاولات الإسرائيلية لزرع الخلاف بينهما. واتّفقت الحركتان على تقوية التنسيق في ما بينهما، وتطوير استراتيجية خاصة لمواجهة التوجّهات المتطرّفة لحكومة الاحتلال، وخاصة تجاه القدس والضفة الغربية وحاضنة المقاومة في غزة. وبحسب بيان لـ«حماس»، فقد ناقش الطرفان القضايا الوطنية المختلفة في ظلّ ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات، وما يتعرّض له الأسرى من انتهاكات، وكذلك سبل تطوير علاقتهما بما يخدم نهج المقاومة. كذلك، تطرّقا إلى «ما تمرّ به المنطقة من تطورات سياسية متسارعة وكيفية توظيفها بما يخدم شعبنا وقضيتنا». وإذ أكدا تمسّكهما بـ«خيار المقاومة الذي يمثّل الخيار الوحيد في مواجهة الاحتلال والعدوان»، فقد شدّدا على «أهمّية دور الشقيقة مصر في دعم وإسناد شعبنا وقضيته العادلة».
من جانبها، عقدت «الجهاد» لقاءً طويلاً مع المخابرات المصرية، استعادت فيه واقعة الغدر الإسرائيلي بقيادة الحركة العسكرية خلال معركة «ثأر الأحرار»، مؤكّدةً أن «الاحتلال واهمٌ إذا كان يظنّ أنه استطاع ردع الجهاد، أو أنه يمكنه منعها من مواصلة المقاومة». كذلك، عقدت «الجهاد» الاجتماع الأوّل لمكتبها السياسي بعد الانتخابات التي جرت في شهر آذار الماضي، حيث تمّ توزيع المراكز القيادية الجديدة، فيما أجرت لقاءً آخر ضمّ قيادتها السياسية والعسكرية، بعدما وصل وفد ضمّ القيادة الجديدة لـ«سرايا القدس»، الجناح العسكري للحركة، إلى القاهرة. واستقبل الأمين العام لـ«الجهاد»، زيادة النخالة، قادة «سرايا القدس»، مشيداً بالبسالة التي أظهروها خلال معركة «ثأر الأحرار». واعتبروا أن هؤلاء استطاعوا قيادة المعركة بزخم فاجأ الاحتلال ودفَعه إلى القبول بشروط الحركة لوقف المعركة.