ميسي ينهي مسيرته!!
ليونيل ميسي قرر ترك الجميع، فكان اختياره اللعب لنادي إنتر ميامي الأميركي، وهي خطوة تعني نهاية حقبة جميلة في عالم كرة القدم وسط ترك نجومٍ آخرين الساحة الأوروبية أو اعتزالهم اللعبة. لكن ميسي هو النكسة الأكبر لمحبي اللعبة..
أشهر طويلة من الجدل والتوقعات انتهت بقرارٍ هو الأفضل على الصعيد الشخصي للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والأسوأ بالنسبة إلى غالبية عشاق كرة القدم حول العالم، ومحبي ناديه السابق برشلونة الإسباني على وجه التحديد.
قرارٌ سيغيّر بلا شك من مقاربة متابعة اللعبة في أوروبا، ويوجّه الأنظار في مكانٍ ما إلى الولايات المتحدة التي اعتادت خلال سنوات خلت استقطاب نجومٍ كبار، وآخرهم هو ميسي. الرجل يذهب إلى دورٍ متواضع مقارنةً بالبطولات الأوروبية وهو لا يزال قادراً على العطاء، وقد توّج حتى قبل أشهرٍ بلقب كأس العالم.
الواضح أن ميسي لم يتخذ قراره من دون دراسة ومن دون أسبابٍ موجبة، بل إن ما أقدم عليه كان نتيجة تراكمات هنا وهناك، فما كان منه إلا «إنهاء مسيرته» على طريقته، إذ لا مغالاة في القول بأن مجرد ذهابه للعب في الولايات المتحدة الأميركية بعد موسمٍ جيّد على صعيد الأرقام الفردية مع باريس سان جيرمان الفرنسي (21 هدفاً و20 تمريرة حاسمة)، يعني أن الرجل قرر التقاعد.
بالفعل قرار ميسي بدا وكأنه بمثابة العقاب والقصاص لكل من خذله أو انتقده. من برشلونة حيث لم تستطع الإدارة بعد عامين على خروجه من النادي تأمين طريق سالك له من أجل العودة بطمأنينة لإنهاء قصته الجميلة في «كامب نو»، ووصولاً إلى أولئك الذين أطلقوا صفارات الاستهجان بحقه في الموسم المنتهي أو الذين اتهموه بعدم قدرته على الاستمرار في الملاعب وقيادة فريقه إلى اكبر الألقاب أي دوري أبطال أوروبا.
ميسي مخطئ؟
«ليو» اتجه غرباً رغم العروض المغرية الآتية من الشرق، منزلاً العقاب الأقسى بحق كل من أراد الاستمتاع بالمزيد من مهاراته وإبداعاته الفائقة. هم الآن لن يتمكنوا من متابعته لحظة بلحظة، إذ عليهم أن يستفيقوا عند ساعات الفجر الأولى لرؤيته مجدداً. هو يبدو أنه لا يكترث أصلاً بعد الآن، حتى لعنصر المال، ولو أن العرض الأميركي لم يكن بسيطاً لأنه يؤمّن له عقوداً رعائيّة ضخمة وأرباحاً أضخم في سوقٍ كبير يجذب النجوم في الرياضات المختلفة ويجعل منهم أثرياء إلى أبعد الحدود.
ربما بالشكل أخطأ ميسي بحق محبيه أو اتخذ قراراً شخصياً خاطئاً، لكن الواقع أن الرجل كان يبحث عن راحة البال والهدوء بعيداً من الضغوط، إذ لا يهمه بعد الآن العناوين والتمجيد والألقاب، بل عيش تجربة جديدة فريدة من نوعها تؤمّن له عيشاً هنيئاً بعدما مرّ بأشهرٍ طويلة مضطربة بسبب مفاوضاته للتمديد مع باريس سان جيرمان، وبعدها في مفاوضات العودة إلى «البرسا»، وأيضاً معرفته ضغوطاً جماهيرية جمّة في العاصمة الفرنسية التي كان فريقها محظوظاً بمرور ميسي في أروقته وتواجده على ارض ملعبه.
فعلاً ربما هو القرار الخاطئ لميسي على الصعيد الكروي أو حتى المالي حيث كان العرض الخرافي للانضمام إلى الهلال السعودي بانتظاره على الطاولة، لكن انتقاله إلى فريقٍ يحتل المركز الـ15 والأخير في ترتيب المنطقة الشرقية في الدوري الأميركي خاسراً 11 مباراة من اصل 16 مباراة خاضها، يحرّره من الضغوط تماماً.
العائلة أوّلاً
كما أنه بذلك لم يكن قد حرم عائلته من متعة العيش بهدوء وعلى مقربة من القارة الأميركية اللاتينية حيث الحنين إلى الوطن الأرجنتين، إذ بعد فشل خطوة العودة إلى برشلونة حيث منزل العائلة المتأقلمة مع العيش هناك، وبعد تجربة الحياة في باريس، كان آخر ما تريده عائلة ميسي هي الذهاب إلى وجهةٍ مجهولة بالنسبة إليها، فكان الخيار البديل هو مدينة ميامي الغنية عن التعريف في ما خصّ الحياة الرغيدة وجوانبها كافةً.