أكثر من نصف سكان العالم محرومون من الخدمات الصحية..
أكثر من نصف سكان العالم -ما لا يقل عن 4.5 مليار شخص- لا يحصلون على تغطية كاملة من الخدمات الصحية الأساسية، وفقاً للإعلان السياسي الجديد في مقر الأمم المتحدة الذي جاء تحت عنوان “التغطية الصحية الشاملة: توسيع طموحنا في مجال الصحة والسلامة في عالم ما بعد كوفيد”.
ومن خلال الموافقة على الإعلان السياسي هذا، تعهّد الدول الأعضاء باتخاذ إجراءات ملموسة وتوفير التمويل اللازم للوصول إلى الهدف الطموح، ووعد الحكومات باستثمار رأس المال السياسي في الدفع لتوسيع نطاق الرعاية الشاملة.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن تحقيق التغطية الصحية للجميع هو في نهاية المطاف خيار سياسي.
وجاء الإعلان بالعديد من الإحصاءات الصادمة عن مستوى توفير الخدمات الصحية في العالم، وأعرب التقرير عن القلق إزاء وفاة أكثر من 1.5 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة في عام 2021 جرّاء إصابات، بما في ذلك الإصابات الناجمة عن حوادث المرور والغرق والعنف بين الأشخاص وإيذاء النفس وإصابات الأمومة مثل مضاعفات الحمل والولادة وغير ذلك.
إحصائيات صادمة
أفاد التقرير بأنه على الرغم من المكاسب الصحية الكبيرة التي تحققت على مدى العقود الماضية، إلا أنه لم يُحرز تقدم كافٍ في تنفيذ التدابير الرامية إلى تلبية الاحتياجات الصحية للجميع، ويرجع ذلك جزئياً إلى تعطيل الخدمات الصحية الأساسية خلال جائحة كوفيد.
وأورد التقرير عدة إحصائيات صادمة بشأن الوصول للخدمات الصحية في العالم، نورد هنا أبرزها:
إن الأمراض غير المعدية -بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسكري- مسؤولة عن 74% من الوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث توفي 86% من 17 مليون شخص قبل الأوان، أو قبل بلوغهم سن 70 عاماً، وذلك في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، ويتسبب السرطان في وفاة ما يقرب من 10 ملايين شخص على مستوى العالم في 2020.
يعاني أكثر من مليار شخص من اضطراب في الصحة العقلية، ويموت الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية عقلية حادة في المتوسط قبل 10 إلى 20 سنة من عامة السكان، ويمثل الانتحار سبباً لأكثر من حالة وفاة واحدة من بين كل 100 حالة وفاة سنوياً، حيث يبلغ عدد الوفيات 703 آلاف حالة وفاة سنوياً.
يسهم تعاطي الكحول والمخدرات في 3 ملايين حالة وفاة سنوياً، ويرتبط أكثر من 8.7 مليون حالة وفاة سنوياً بتعاطي التبغ، حيث يعيش 80% من متعاطي التبغ في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل وذلك من أصل 1.3 مليار شخص متعاطي للتبغ.
على الصعيد العالمي، يعاني ما لا يقل عن 2.2 مليار شخص من ضعف البصر (ضعف الرؤية القريبة وضعف الرؤية عن بعد)، ومنهم مليار على الأقل ممن كان لهذا الضعف أن يُمنع أو أنه لم يعالج بعد، ويعيش 90% ممن يعانون من ضعف البصر أو العمى غير المعالج في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
لا تزال مكافحة الأمراض المعدية بعيدةً جداً عن التقدم في المسار الصحيح، مع ما يقدر بنحو 1.3 مليون إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية عام 2022، وما يقدر بنحو 1.6 مليون حالة وفاة بسبب السل، وارتفاع معدل الإصابة بالسل بنسبة 3.6% بين عامي 2020 و2021، و247 مليون حالة ملاريا على مستوى العالم، ولا يزال 1.65 مليار شخص بحاجة إلى العلاج والرعاية من أمراض المناطق المدارية المنسية؛ ويعد التهاب الكبد الفيروسي من بين الأسباب الرئيسية للوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث تحدث 3 ملايين إصابة جديدة بالتهاب الكبد وأكثر من 1.1 مليون حالة وفاة بسبب أمراض مرتبطة بالتهاب الكبد كل عام.
توقف التقدم المحرز في الحد من الوفيات النفاسية (وفيات الأمهات) في السنوات الأخيرة، مع ما يقرب من 800 حالة وفاة نفاسية كل يوم لأسباب يمكن الوقاية منها تتعلق بالحمل والولادة، ويبلغ معدل وفيات الأمهات العالمي 223 لكل 100 ألف مولود حي، وحوالي 95% من هذه الوفيات تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.