بلدة “مسيحية” تعيش مأساة… وللمرة الأولى تشعر “بالغصّة”

إرتدت معظم المناطق اللبنانية ثوب الأعياد وإن كان بوتيرة أقل من الأعوام السابقة, إلا أن البلدات المسيحية في المنطقة الحدودية الجنوبية يحلّ عليها العيد مثقلاً بتداعيات العدوان الإسرائيلي فلم ترتدِ ثوبها المعتاد ممّا خلق غصة في قلوب من بقي صامداً هناك.

 

في هذا السياق, أكّد رئيس بلدية رميش ميلاد العلم لـ “ليبانون ديبايت”, أن “بلدة رميش تستقبل الأعياد هذا العام على وقع القصف المستمر من الجانب الإسرائيلي, ووصف الوضع بالصعب جداً ليخلص إلى اعتبار أن العيد هذا العام ليس كالسنوات السابقة”.

ولفت إلى أن “هذا العام رميش حرمت من شجرة العيد, وزينة الميلاد, فالميزانية المتوفّرة في البلدة, نقوم بصرفها على المواطنين الصامدين في أرضهم ومنازلهم, حتى فكرة التزيين لن ولم تطرح”.

 

وأضاف, “المناطق الحدوية, تعيش حرب حقيقية, ومن المؤكد لا يمكننا أن نعيش أجواء الميلاد, لأن المعاناة كبيرة والهموم باتت اليوم تقتصر على كيفية تأمين الحليب للأطفال وتعليمهم”.

وإذ تمنى, أن تنتهي الحرب اليوم قبل الغد لأن العيد لن يكون عادياً في ظل الظروف القاسية، وقال: “ما يمكنني تأكيده أن المأساة كبيرة, وسنستقبل العيد هذا العام بغصّة كبيرة”.

 

وهي المرة الأولى التي لا ترتدي فيها رميش ثوب العيد كعادتها على حد تعبيره, لا سيما أن العيد يعني “جمعة العيلة والأصدقاء” وهي محرومة منها هذا العام لأن العائلات موزّعة, ومشتتة على مختلف الأراضي اللبنانية, حتى من بقي صامداً يلتزم منزله.

 

ويذكّر أن “رميش القرية المسيحية ارتدت ثوب الميلاد حتى في عز أزمة كورونا, لذلك الغصة اليوم أنها لن تعيّد مثل باقي السنوات فهذا العام استثنائي بكل شيئ بالنسبة الى القرية الحدودية”.

وبرأي العلم, أن “قوّة قاهرة فرضت على رميش, وعلى باقي المناطق الحدودية, ولا يميّز هنا بين مناطق مسيحية أو إسلامية فالقرى الحدودية تعيش الأجواء نفسها في الحرب والسلم والأعياد ومن المتعارف عليه أن أهالي رميش يقصدون عيتا الشعب, وبنت جبيل, لشراء مستلزمات الزينة للميلاد وقال: “نحن منطقة واحدة ولا فرق بين مسلم ومسيحي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى