هل تنشر فرنسا جيشها جنوب نهر الليطاني؟

في موازاة الحديث الاسرائيلي عن فرض الامن جنوب نهر الليطاني عبر ابعاد حزب الله مسافة لا تقل عن سبعة كيلومترات عن الحدود، تنشط الحركة الدبلوماسية بقوة لتطويق ذيول الحرب الدائرة جنوبا والتي يتوسع نطاقها ليطال مناطق جديدة بعضها خارج قواعد الاشتباك. ويُشدد الاميركي في رسائله الى الداخل اللبناني على ضرورة أن يعي لبنان كدولة وشعب بأن الوضع لن يعود الى ما كان عليه قبل العدوان على غزة وأي تطور جديد في هذا الشأن مرتبط بكيفية ادارة الحدود بعيدا عن “سلطة” حزب الله.

يأتي الاميركي الى اسرائيل حاملا الطروحات المرتبطة بأمن تل أبيب جنوبا وشمالا، ولاسيما على الجبهة مع حزب الله الذي يُكبد اسرائيل بشكل يومي خسائر فادحة داخل المستوطنات ويوقع الكثير من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي، ونجح بافراغ المستوطنات وزاد الاعباء على حكومة نتنياهو الواجب عليها تأمين المنازل البديلة لسكان الشمال في المستوطنات الداخلية. كل ذلك بات حملا ثقيلا على المجتمع الغربي الداعم لاسرائيل والذي يتحرك على ايقاع حربها، وهو بات مقتنعا بأن تعديل القرار 1701 لبنانيا لن ينتظر الى الصيف المقبل موعد التجديد له أو الغائه بل يتوجب على الجميع مناقشته والقبول بالصيغة التي تبعد حزب الله كقوة مسلحة عن الشريط الحدودي. ومع تعذر الوصول الى اي توافق مع الحزب بهذا الشان وابلاغ القيادة في حارة حريك الموفدين بأن الحزب لن يُعطي اسرائيل وهو منتصر ما لم تستطع أخذه حين كان ضعيفا، فإن الجواب كان حكما الرفض بالمطلق لاي مشروع يتحدث عن سحب سلاحه في حين ترك باب التفاوض لامكانية الحديث عن وضع جنوب الليطاني وتقديم بعض التنازلات هناك بما ينسجم مع وضع الحزب اليوم في ظل المتغيرات المستجدة والتي برأيه، معاكسة لطموحات الاسرائيلي الغارق في وحول غزة وغير قادر على الدخول في المستنقع اللبناني.

طروحات عدة لمنطقة جنوب الليطاني احداها يتحدث عن ضمانة فرنسية لنشر قوات ضمن اطار اليونيفل تكون فرنسية يمكن للحزب التواصل معها على ان يكون التنسيق محاطا بكل التفاصيل الدقيقة لمنطقة العمليات جنوب الليطاني، فيما طرح البعض الآخر ادخال قوات عربية وتحديدا مصرية على ان يكون التنسيق مع الحزب والجيش اللبناني ويتم تحديد صلاحياتها وفق بروتوكول تعاون يهدف الى توفير الامن على طول الحدود.

كل هذه الطروحات رفضتها اسرائيل وأصرت على ابعاد سلاح الحزب خارج منطقة عمليات اليونيفيل، ووضعت شروطا مرتبطة بالألوية العسكرية للجيش اللبناني المفترض ان تنتشر على طول الحدود وتسجل مخاوفها من امكانية خرقها من قبل الحزب وبالتالي لا يمكنها السماح بهذا الامر وهي تريد ضمانات واضحة من الاميركي لا الفرنسي يُبعد “شبح” حزب الله عن مناطق الجنوب.

الرفض الاسرائيلي المطلق لتواجد حزب الله على مسافة قريبة من الحدود يُعقد بحسب مصادر مطلعة على الحراك الدبلوماسي الامور أكثر ويذهب بالحدود الجنوبية نحو تصعيد محتم في حال لم يتنازل كلا الطرفين عن مطالبه وشروطه وهو ما تعمل عليه الولايات المتحدة الاميركية الرافضة حتى الساعة للمنطق الاسرائيلي الداعي الى توسيع رقعة الحرب في لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى