“كتاب” استغرق تأليفه 25 عاماً
“الذهب الذي استُخرج من أدمغة البشر، يفوق كل الذهب الذي استخرج على مر الأزمان من الأرض”، إنها المقولة التي يزرعها الكاتب الأمريكي نابليون هيل، كبذرة إيمان بالثراء داخل عقل القرّاء الذين تهافتوا على شراء كتابه “فكر وازدد ثراءً” منذ إصداره عام 1937 وحتى اليوم، فلا عجب أنه كان من أكثر الكتب مبيعاً وشعبية في أمريكا في القرن الماضي، فهو الأساس الذي استند عليه، الكثير من كتّاب التنمية البشرية واستقوا أفكارهم منه.
وعلى الرغم من الأسلوب المباشر والبسيط في عنوان الكتاب، والذي قد يجعله يبدو أقل جاذبية عن غيره من كتب التنمية البشرية التي أصبحت أكثر تطوراً وعصرية، إلا أنه في مضمونه ما يزال يعتبر من الكتب الأكثر تأثيراً؛ لما يحويه من قصص ومعلومات مهمة من واقع خبرة الكاتب وتجربته العملية، والتي يقدمها بلغة كلاسيكية تتسرب إلى مخيلة المتصفح رصينة وملتزمة، لا تقبل التنازل عن المعايير المرتفعة التي كانت تمثل روح ذاك العصر.
“أنا سيد قدري، أنا قائد روحي” عبارة للشاعر هينلي، كان يخبرنا من خلالها بأننا سادة أقدارنا، وقادة أرواحنا؛ لأننا نملك قوة السيطرة على أفكارنا، ويبدو وكأن السيد هيل كان يود لو يحفر هذه العبارة داخل الكتاب؛ لما لها من وقعٍ خاص بداخله، عكسه في القصص التي عنونتها تلك العبارة، دون أن يخفي إعجابه الشديد بها.
البحث عن وصفة للنجاح
كتاب “فكر وازدد ثراءً”.. خلاصة مجموعة من الأبحاث والمقابلات قام بها المؤلف والاستشاري نابليون هيل مع 500 مليونير من أجل إيجاد وصفة نجاح يمكن للشخص العادي استخدامها، وقد نُشر الكتاب للمرة الأولى في العام 1937م، ثم أعيد نشره عدة مرات مع بعض التعديلات فيه، كما تم بيع 15 مليون نسخة منه في أنحاء العالم وصار منهجاً للكثيرين للهرب من حياة الفقر إلى الثراء، فقد نشر في فترة الكساد، ولاقى رواجاً كبيراً حينها، إلا أنه ما يزال يصنّف من أكثر الكتب مبيعاً.
قابل نابليون الكثير من الناجحين باقتراح من أندرو كارينجي، بهدف دراسة أسباب النجاح، أمثال هنري فورد، توماس أديسون، جيمس جيل هيل، ومثله الأعلى كارينجي، ليسرد لنا قصص حياتهم والتحديات التي مروا بها قبل حصولهم على الثروات، وقد وضع في هذا الكتاب ست عشرة قاعدة تساعدك في الحصول على المال، إلا أنه يصّر على أن منهجه يسعى إلى التركيز على التغيير، فقد درس هيل عادات الناجحين، ولخصها ليزود القارئ بـ 13 مبدأً لما أطلق عليه “فلسفة الإنجاز”، ويؤكد الكتاب على أن الرغبة والإيمان والإصرار يمكن أن تدفع الشخص إلى مستويات عظيمة، إذا كان بإمكان المرء كبح الأفكار السلبية والتركيزعلى الأهداف طويلة المدى.