أمر مريب داخل النوادي الرياضية.. عصابات تسلّم أُبرًا قد تؤدي إلى الهلاك

أزمة لا بل آفة جديدة تطلّ برأسها لتغزو مجتمع “الشباب اللبناني”، وتحديدًا روّاد النّوادي الرياضيّة، الذين يحلمون ببناء أجسامٍ تشبه جسم لاري سكوت، روني كولكمان، سمير بنوت، سيرجيو أوليفيا، وغيرهم الكثير من لاعبي كمال الأجسام، إذ تعمد عصابات منظّمة، انتشرت مراكزها داخل الاحياء الفقيرة، والضواحي المنسية، إلى إغراء الشباب بأبرٍ مشبوهة، تحمل موادًا سامة، تُشبه بالظاهر الأبر اللازمة التي يتم أخذها عادة خلال رحلة تغيير شكل الجسم، بناء على وصفة طبيب مختص، إلا أن مضمونها من شأنه أن يؤدي إلى رحلة من المضاعفات، من غير المستبعد أن تؤدي إلى الموت..
مصدر أمني متابع أكّد لـ”لبنان 24″ على أنّ هذه الآفة ليست وليدة اليوم، إنّما ازدادت بشكل غير مسبوق منذ تراجع الأوضاع الإقتصادية في لبنان، وهذا ما سمح لبعض الأشخاص بابتكار تجارة جديدة، استهدفوا من خلالها النوادي الرياضة، وذلك عبر التسويق لأبر تُضخّم العضلات، تحمل بمكوناتها بعضًا من الفيلر، والتي يتم خلطها مع نوع معين من زيت الشعر، متخطين وجود مادة أساسية مثل “السانتول” التي تتضمن مضادا بكتيريا يسمح بأخذ هذه الأبر بطريقة آمنة.

 هذا وللأسف ما يحصل داخل النوادي الرياضية، التي لا تخضع لأي رقابة حاليًا، إذ تسود داخلها حالة من الفوضى، سمحت لهكذا أشخاص باستغلال ظروف اللاعبين، واللعب على الوتر المادي، لناحية إغرائهم بأسعار رخيصة، وهذا ما يدفع باللاعب إلى القبول بهذه العروض بدل التوقف الكلي عن الذهاب إلى النادي.

ويؤكّد المصدر الأمني “أن تجارة هذه العصابات قد توسّعت بشكل غير مسبوق، لم تعد تقتصر على نوادي الأحياء المنتشرة بشكل عشوائي أينما كان، وهذا ما سمح بتوسّع نقاط العمل، وإنشاء معامل صغيرة منتشرة داخل غرف بين البيوت و أحياء الضواحي؛ علمًا أن عملية التصنيع حسب المصدر، ليست بالمعقّدة، إذ إن المواد متوفرة، وعملية التعبئة لا تحتاج إلى أي خبرة، طالما أن لا معايير صحية معتمدة من قبلهم”.
“لبنان 24” تواصل مع عضو ومسؤول اللجنة الإعلامية في الاتحاد اللبناني لكمال الأجسام المدرب غسان المولى الذي أكّد “أنه بات ضروريا أن ندقّ ناقوس الخطر لما يحصل في لبنان بهذا الخصوص، إذ إن الأوضاع الإقتصادية أجبرت الشباب الذين يحلمون ببناء أجسام رياضية، ولا قدرة لهم على تحمل التكلفة، على مجابهة المخاطر التي قد تنتج عن اللجوء إلى استخدام هذه الأبر غير الصحية، علمًا أن أسعارها قد لا تصل إلى نصف سعر الأبر الأصلية التي يتم التوصية بأخذها نظرًا إلى أنّها تُصنّع بطريقة صحية وآمنة، وتحتوي على مضادات بكتيرية لا تسمح بحصول أي أمر مريب تحت الجلد أو على العضلات المستهدفة”.

المولى شرح عبر “لبنان 24” العملية المريبة التي تتم من خلالها عملية التصنيع، إذ أكّد “أن العصابات المنظمة التي وضعت الشباب نصب أعينها استطاعت التوصل إلى أبر معينة، بعد عدد كبير من التجارب على الزيوت المتوافرة في السوق، إلى أن وصولوا إلى زيت “البارافين” الذي لا قدرة له على قتل البكتيريا، وهذا قد يؤدي إلى تكوين ألياف عضلية تشبه الزجاج وكأن العضلة مجمّدة بشكل كامل، ليصل الشخص إلى مرحلة سيجبر من خلالها على استئصال عضلاته، لأن ذلك سيؤدي إلى تسكير الأنسجة والعروق، وقد يتمدد الأمر إلى كامل الجسم تماما كمرض السرطان، وهذا ما يستدعي عملية استئصال العضل قبل انتشار المواد في الجسم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى