بين “الإشتراكي” و”القوات”… أبو بكر البغدادي

تشهد العلاقة بين الحليفَين “على القطعة”، الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، تشنجات مستمرة تتعدّى الفتور الدائم على خط المختارة معراب.

صحيح أن الدكتور سمير جعجع كان مهادناً في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، عبر برنامج “صار الوقت”، رافضاً الدخول في أيّ سجال مع النائب السابق وليد جنبلاط. إلا أن كلام أحد نواب كتلته عن عائلة جنبلاط، في إطلالة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لم يكن وقعه طيّباً بطبيعة الحال عند “الإشتراكي”.

فالملفات الخلافية تكبر بين الحليفَين، وإن تجمعهما بشكل دائم مصالحة الجبل ويرتبطان إنتخابياً بزواج ماروني، ويتقاطعان بين الحين والآخر على بعض الاستحقاقات كالتقاطع على تبنّي ترشيح جهاد أزعور إلى رئاسة الجمهورية.

 

لكن الإختلاف في المقاربة السياسية لا تقف عند حدود رأي كل منهما من الحوار، وإحداها رسالة جعجع الأخيرة إلى وزير التربية مطالباً إياه بأن “يصدُر تعميمٌ للمدارس كلها على اختلافها، بعدم قبول أي طالب أجنبي سوري أو سواه ليس بحوزته إقامة صالحة وصادرة عن الأمن العام اللبناني. وهذه الوثيقة هي الوحيدة القانونية بنظر الدولة، وعلى وزارة التربية تاليا ان تكون في طليعة المتقيدّين بهذا الأمر”.

اختار “الإشتراكي” أن يردّ هذه المرة برسالة مبطّنة عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية، تحت عنوان “استبدال مدارس لبنان بمدارس أبو بكر البغدادي… هل هذا هو المطلوب؟”.

مقال “الأنباء” موجّه بشكل مباشر إلى جعجع، وإن لم يسمّه بالإسم، قائلة “ملف النزوح يفضح يوماً بعد يوم ما تظهره بعض المواقف والتصريحات من عنصرية أولاً، والأخطر هو ما تعكسه من غياب أي أفق للتفكير السليم في معالجة الملف، والغرق البديل في التنظيرات المطروحة. فهل يُعقل أن تخرج أصوات، وبعضها عن كبار القوم، تنادي بإقفال أبواب المدارس اللبنانية بوجه التلاميذ السوريين، ممن لا يملكون أوراقاً ثبوتية، بحجة ضبط ملف النزوح؟ فأي بديل يقدمه أصحاب نظرية رفض استقبال التلاميذ السوريين في المدارس اللبنانية؟ هل المطلوب أن يُرمى بهم في براثن الجهل والتطرّف والتعصّب وفي الشوارع؟ وهل هكذا خطوة تسهّل عودة النازحين؟ وإذا رُفضوا في مدارس لبنان ولم يعد النازحون في المدى القريب، مَن يحمي المجتمع اللبناني من ارتفاع مستويات الجريمة والسرقة والعنف؟”. لتختم المقال بالقول “إلا إذا كان بديل أصحاب النظريات العظيمة هو مدارس أبو بكر البغدادي!”.

لن تنكسر “الجرّة” بين “الإشتراكي” و”القوات” لكن المساحات الجامعة باتت ضئيلة جداً أمام تلك التي تفرّقهما… وربما كِلا الفريقين مرتاح لكون حلفهما بات “موسميّا”.

المصدر : Ch 23 news

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى