رئيس اساقفة الموصل للكلدان: محاولات خجولة من قبل سكان سهل نينوى لاستعادة ثقتهم ببعضهم
وطنية – روما – اعلن رئيس اساقفة الموصل للكلدان المطران ميخائيل نجيب في حديث الى موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لاجتياح مدينة الموصل وسهل نينوى من قبل “تنظيم الدولة الإسلامية” عن “محاولات خجولة من قبل سكان سهل نينوى لاستعادة ثقتهم ببعضهم البعض”، لافتا إلى أنه “على الرغم من البصمات التي تركتها أيديولوجية “داعش” في النفوس، يتم العمل اليوم من أجل الانتعاش الاقتصادي بغية السماح بعودة ملموسة للعائلات التي نزحت هرباً من الدولة الإسلامية”.
وقال: “شهر حزيران من العام 2014 كان شاهداً على غزو مدينة الموصل وسهل نينوى من قبل تنظيم “داعش” الذي زرع الموت والدمار في كل مكان. ربع سكان المدينة، وهم بمعظمهم مسيحيون وأيزيديون، نزحوا عنها. وعلى الرغم من مرور عقد على هذه الأحداث الأليمة لم تطو بعد هذه الصفحة بالنسبة للسكان المحليين، إذ تسير عملية العودة ببطء شديد وما يزال الخوف سائداً في نفوس البعض”.
واضاف: “ما تزال عودة العائلات المسيحية إلى الموصل خجولة، مع أن الوضع أفضل في سهل نينوى”، معتبرا ان “الكارثة التي حلت أثرت على جميع السكان، لا على المسيحيين وحسب، لأن من بقوا في الموصل تحت حكم “داعش” دفعوا هم أيضا ثمناً باهظا”، مشيرا الى انه “بعد عملية التحرير تنفس الناس الصعداء، كما تمت إعادة بناء البنى التحتية في الموصل وسهل نينوى، وحل الأمن والنظام في المنطقة. وعلى الرغم من تراجع معدلات الجرائم بشكل ملحوظ إلا أن غياب فرص العمل وانتشار البطالة دفعا بالعديد من الأشخاص نحو ممارسة العنف”.
وعن العراقيل التي تحول لغاية اليوم دون عودة العائلات، قال نجيب: “إن العراقيل كثيرة، بيد أن المسألة هي مالية في المقام الأول، لأن السكان فقدوا كل ما يملكون عندما أُرغموا على ترك الموصل وسهل نينوى، دون أن يحملوا معهم شيئا. ويتعين عليهم اليوم أن يبدأوا من نقطة الصفر”، مضيفا أنه “على الرغم من التقدم الذي تحقق على صعيد الأمن والبنى التحتية ما يزال أشخاص كثيرون مترددين وقلقين، ويقولون لهم إنهم لا يستطيعون العودة إلى الموصل وسهل نينوى بدون ضمانات، في وقت لا أحد يمكنه أن يقدم لهم أي ضمانات، بما في ذلك الكنيسة المحلية التي فقدت كل شيء”.
وختم لافتا إلى أن “الحكومة بدأت مؤخراً ولو بشكل خجول بترميم بعض الكنائس والمنازل وصرف التعويضات، إلا أن ما تفعله يبقى قليلاً جداً، والسكان يعولون، منذ التحرير، على مساعدة العديد من الهيئات والمنظمات الأوروبية والأميركية”، كاشفا إنه “بالإضافة إلى العراقيل المادية تبقى مشكلة غياب الثقة بالمستقبل”.