كان يدرس على ضوء الشموع.. قصة طالب شغلت الجزائريين
هو طالب استطاع الحصول على تقدير ممتاز في شهادة البكالوريا رغم قساوة ظروف عيشه في خيمة وسط البادية.
ولم يكن يظن الطالب المثابر القاطن في منطقة نائية من محافظة سعيدة غرب الجزائر قبل أيام قليلة فقط أن اسمه سيتصدر “الترند” عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويحظى بإشادة واسعة من الجزائريين الذين بمجرد اطلاعهم على معاناته اليومية وتجربة كفاحه من أجل الدراسة حتى وصفوه بـ”الطالب المعجزة”.
48 كلم يومياً
بوحفص الذي حصل على معدل 17.42 متصدراً قائمة شعبة “تقني رياضي هندسة ميكانيكية” بثانوية الشيخ محمد بلكبير بعين السخونة في ولاية سعيدة، يقطن مع عائلته البسيطة داخل خيمة يبعد مقرها عن الثانوية التي يدرس بها أكثر من 20 كلم.
مما جعله يقطع يومياً ما مقداره 48 كلم ذهاباً وإياباً على مدار السنة من أجل الالتحاق بمدرسته. وفي كثير من الأيام يوصله والده إلى الثانوية على متن دراجته النارية.
كما أن المفاجأة الأكبر هي أنه كان يراجع دروسه على ضوء الشموع، قبل استفادة الأسرة من الطاقة الشمسية خلال السنة الماضية. وفي فصل الشتاء كان يستخدم الحطب للتدفئة عند مراجعة دروسه.
وبخصوص مستقبله الدراسي بالجامعة، يطمح بوحفص إلى دراسة الإعلام الآلي أو التكنولوجيا، ويتمنى أن يساعد والديه لتجاوز الظروف المعيشية الصعبة.
تحسين المستوى المعيشي والدراسي
وتداول العديد من النشطاء على صفحاتهم قصة بوحفص الذي كسر بعزيمته مقولة: “لم أدرس لأن ظروفي الاجتماعية لم تكن جيدة”، مؤكدين أنه يستحق كل الدعم لمواصلة مشواره التعليمي والتغلب على المزيد من العقبات في حياته.
فيما حظي باستقبال من طرف والي ولاية سعيدة أمومن مرموري، حيث أشاد المسؤول بالنتائج التي حققها الطالب رغم الظروف الصعبة التي يعيشها. كما قدم شكره الجزيل لوالده على جهده في مرافقة ابنه ويحصل هذه النتيجة الممتازة.
وأصدر والي الولاية قرارات لتحسين المستوى المعيشي والدراسي للطالب، في انتظار حفل التكريم المبرمج خلال الأيام المقبلة.
في هذا الإطار، منحت سلطات ولاية سعيدة، الاثنين، مسكناً خاصاً لعائلة بوحفص.
وقامت مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية سعيدة بإسكان عائلته في أجواء من الفرحة والبهجة، كما تم التكفل بإتمام الأشغال للسكن الريفي المستفيد منه والده سابقاً في أقرب وقت.
المصدر: العربية