خطاب الكونغرس وصمة عار إضافية.. المشهد الأميركي يرسم خطورةً أكبر
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: مشهد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على منبر الكونغرس الأميركي وهو يحاول خداع العالم أجمع بأكاذيبه المعهودة، أثار اشمئزاز الكثيرين بينهم أعضاء في الكونغرس الذين قاطعوا مسرحيته المعروفة الأهداف والتي حاول من خلالها تبييض ساحته السوداء من جهة، وجرّ أميركا وغيرها من الدول الى حلف يستكمل من خلاله حربه على شعوب المنطقة.
وبحسب مصادر متابعة فإن إطلالة نتنياهو من الكونغرس الأميركي شكلت وصمة عار إضافية على جبين الولايات المتحدة الأميركية التي تدعي حرصها على حرية شعوب العالم.
في السياق ذاته لفت المحلل والباحث الفلسطيني حمزة بشواتي إلى تقديرات سبقت الزيارة كانت تشير إلى أن “الخطاب سوف يترافق مع حضور وأداء مسرحي، وهذا ما لاحظناه”، مشيراً إلى أنه “بدلاً من أن يقوم نتنياهو بمراجعة نقدية، رأينا أنه كان يشير الى “بطولات” جيشه، وشاهدنا من كان يصفق له من أعضاء الكونغرس”.
بشواتي وفي حديث لجريدة الأنباء الالكترونية، قال: “كنا نعتقد أن نتنياهو سيعلن أمام الكونغرس أنه سيبدأ بتطبيق خطة الرئيس جو بايدن، بدل إلقاء التحيات له ولكاملا هاريس وترمب، لكن تبين أنه يراهن على الانتخابات الأميركية وانشغال الادارة الاميركية بها كي يعطي نفسه فرصة أكثر بالمماطلة وعدم الذهاب عملياً الى تنفيذ الخطة التي وضعها بايدن من أجل التوصل الى هدنة، وهو راح يتحدث عن استمراره بالحرب حتى النصر”، مستغرباً كيف أن “الإدارة الاميركية تتحدث عن اقتراب الإعلان عن صفقة الهدنة، فيما في الحقيقة لم نشهد ملامح لهذا الاقتراب نحو اتفاق لإنهاء الحرب، بل هناك اعطاء الدعم العسكري والمالي لنتنياهو لإكمال حربه على غزة ومحاولة القضاء على حماس”، لافتاً إلى أن “الخطاب كان محل جدل وانتقاد من جهات غير فلسطينية، فقد حاول نتنياهو أن يلعب لعبة ملك الملوك من خلال الاستمرار بالحرب للبقاء أطول فترة في السلطة، وقد أمضى حتى الآن 11 سنة، فيما بن غوريون استمر 12 سنة، وهو يعمل على إعادة صياغة للتحالف القائم كي يضمن بقاء هذا الإئتلاف أطول فترة ممكنة”.
وبرأي بشواتي “كان ينبغي على الإدارة الأميركية ألا تعطي نتنياهو هذه الفرصة. فكل الكلام عن جهود ووساطات لإنهاء الحرب مجرد دعاية لا أكثر ولا أقل”.
وفي موازاة ذلك لا يزال الوضع في جنوب لبنان على سخونته، حيث سجلت غارات على محيط كفرشوبا ورب ثلاثين ما ادى الى استشهاد القيادي في حزب الله عبدالله محمد الفقيه. وقد ردت المقاومة بقصف عنيف استهدف مستعمرة المطلة ومناطق في الجليل الغربي.
ومع التبدل في مشهد الإنتخابات الأميركية، وخطاب نتنياهو في الكونغرس، فإنه من الواضح أن الوضع في المنطقة سيزداد خطورة. وانعكاسات هذا الوضع على الداخل اللبناني لن تكون قليلة حتما، إذ سيكون البلد أمام مشهد مختلف لن يكون بالمقدور التخفيف من تداعياته بدون إعادة ترسيخ تركيبته السياسية التي تضمن له مواجهة التحديات المقبلة إنطلاقا من انتخاب رئيس الجمهورية واستتباعا تشكيل حكومة قوية وقادرة على نقل البلد إلى مرحلة التعافي.